مشهد مختلف سمته التحسن يتجسد أمامك عند كل زيارة لمدينة داريا الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات من العاصمة دمشق.. أكثر من أربع سنوات مرت على هذه المدينة بعد تحريرها من الإرهاب الذي عاث فيها تخريباً ودماراً لكن أهلها أعادوها بناء ونشاطاً وعملاً.
الشوارع والمحال والمطاعم والمدارس والمؤسسات الخدمية تضج بحركة مستمرة على مدار اليوم ترسم تفاصيل الحياة الطبيعية للمدينة وفق تأكيدات قاطنيها لكاميرا سانا حيث أشار أحمد مراد صاحب ورشة لتصليح السيارات وقال بدأت العمل منذ ستة أشهر وحركة العمل في داريا تشهد تحسناً وتطوراً وأغلب الحرف استعادت نشاطها فيما بين سمير محمد كعدان صاحب محل لبيع الخضار أن الوضع من حسن لأحسن.
وأثناء قيامها باختيار احتياجاتها من الخضار أوضحت المواطنة ربا عليان أنها عادت منذ سنة ونصف السنة بعد تحسن الواقع الخدمي والتعليمي في داريا لافتة إلى أن المحال التجارية والصيادلة والأطباء استعادوا نشاطهم هذا ما أكدته أيضاً إنصاف اللحام لافتة إلى أن داريا تحتاج إلى سيارات نقل أكثر.
حركة النقل بين داريا ودمشق شهدت تحسناً بدورها وفق السائق نصر ناصيف الذي قال: إن “الحركة عادت بشكل جيد في جميع القطاعات وكل يوم تلاحظ تطوراً في أحد المجالات” فيما لفت أحمد البغدادي إلى أن المدينة تنهض من جديد بعد توافر مجمل الخدمات الأساسية حتى النقل بات أفضل علماً أن هناك نحو مئة سرفيس يعمل بين دمشق وداريا.
وعن الأعمال التي نفذت في قطاع المياه بينت رئيس وحدة مياه داريا المهندسة ياسمين البسزرك أنه تمت صيانة نحو 80 بالمئة من شبكة خطوط المياه في داريا مؤكدة أن العمل جار حالياً على صيانة شبكة المياه في عدد من الأحياء وتم تأهيل أربعة آبار.
مركز اتصالات داريا عاد لعمله وبدأ باستقبال المواطنين ومن داخله أكدت راغدة سروجي أمينة صندوق في المركز وجود إقبال من السكان على تركيب خطوط هواتف أرضية وبوابات للإنترنت بعد عودة داريا للحياة.
وخلال معاينته للمرضى في المركز الصحي الذي كان يعج بالمراجعين والأمهات اللواتي قدمن إليه لإعطاء اللقاح لأطفالهن أشار الدكتور محمد حبيب إلى أن المركز بدأ بالعمل منذ نحو سنة ونصف السنة ويستقبل بشكل يومي المرضى في أغلب العيادات التي تتنوع بين المعالجة العامة والضماد والسكر والتغذية واللقاح مؤكداً أن الوضع يتجه نحو الأفضل في كل القطاعات.
المجلس المحلي على تماس مباشر ومتابعة مستمرة لتوفير الخدمات الضرورية واحتياجات المواطنين الأساسية وفق رئيس المجلس مروان عبيد الذي أكد لمندوبة سانا أن الناس بدأت بالعودة لداريا بشكل تدريجي مع عودة الخدمات وبلغ عدد المنازل المؤهلة في الأحياء التي كانت مدمرة تماماً عشرة آلاف منزل يقطن فيهم نحو 40 ألف نسمة.
عبيد لفت إلى أعمال إزالة الأنقاض وصيانة عدد من الشوارع وأغلب المباني الخدمية جاهزة وتم تأهيل 6 مدارس تستوعب 6000 طالب وطالبة والعمل جار لتأهيل مدرستين مبيناً أنه خلال الخطة القادمة سيتم العمل على توفير الخدمات في أطراف داريا الواقعة خارج المخطط التنظيمي.
Discussion about this post