جدلية السفير والأديب للشاعر عصمت شاهين دوسكي
* شهادات وألقاب بلا رقيب ولا حساب
* الصعود فوق أكتاف الجهل والضعف الثقافي .
* أنا لا أستحق أن أحمل هذه الصفة والشهادة لكوني لم أدرس في جامعة بل أنا يشرفني أن أكون حارساً لهذا الصرح العلمي .
القائد مسعود البرزاني
بقلم أنيس ميرو – كوردستان العراق – زاخو
الشعر عندما يلامس الواقع والأحداث التي يتناولها الناس يثير جدلا ما وقد يرضى هذا ويرفض ذاك وكلا الحالتين هي جذوة فكرية وشعلة من نور قد يحرك الساكن المؤلم ويدفع بالمتغير إلى الأمام ، كثرت في الآونة الأخير بين الأدباء والكروبات الألكترونية الأدبية والمنظمات الإنسانية إصدار شهادات مختلفة منها ( شهادة دكتور ، شهادة سفير السلام ، شهادة رجل السلام ، شهادة عميد الأدب العربي وغيرها من المسميات الكثيرة ) الأديب والشاعر عصمت شاهين كتب روعته قصيدة ” سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب” تطرق لحالات أصبحت واقع حال في زمن تخلت الدولة عن رعايتها للأدب والأدباء الحقيقيين وضاعت القيم وبرزت مجاميع وأفراد دون المستوى العلمي والأدبي والأكاديمي الحقيقي الرزين إلا القليل ” تم فتح مدارس أهلية ( من رعاية الأطفال لغاية المعاهد والجامعات) تكدست أعداد من الخريجين نسبة كبيرة منهم لا يحملون في ذهنهم وعقولهم العلم والإلمام بالعلوم بشكل يخدم المسيرة العلمية للبلد ويحضرني الآن سنة (1976) ذهبت مع أحد أقربائي لنادي الجامعيين في مدينة (بغداد) في وقتها كنت طالباً في أحد المعاهد ومع نفسي تخيلت هذه الكفاءآت العلمية المتنوعة من حملة الألقاب العلمية ربما أقل صفة منهم كان بدرجة ماجستير وكان الجالسون يشربون كل حسب ذوقه وكنت أنا لكوني شاب يافع أشرب عصير وبقيت أتفرج على الموقف وأراقب ما حولي واسمع حديثه . للحقيقة و للتأريخ تبين أن التحزب والبعثات المرسلة من قبلهم لم تكن ترجو الأهداف الأدبية والعلمية المنشودة أي كان غالبيتهم ممن كانوا أو ذهبوا للملذات وليس للدراسة واكتساب الخبرات ألعلمية والأكاديمية بل ضيعوا الوقت والدراسة والمبالغ التي صرفت عليهم (غالبيتهم) استلموا شهادات صورية وتهاونت وتعاونت تلك الجهات (الجامعات) معهم لقاء هدايا قيمة ومبالغ نقدية وعادوا للوطن بعد أن اكتسبوا خبرات تافهة في مجال الشرب ومصاحبة النزوات وهذا ما كنت أسمعه من اغلب الجالسين فيما حولي أي غالبية أحاديثهم كانت مكرسة لأمور تافهة وذكريات فارغة ولا تليق بالحديث في مجالس محترمة ومع هذا لا أقصد غالبيتهم بل نسبة الأغلبية منهم كانوا بهذه الصورة للأمانة ومع هذا كان هناك أساتذة محترمون ويتناقشون فيما بينهم حول مواضيع معقولة ومحترمة وتبين إنهم من الجيل السابق قبل التحزب وزمان (الواسطات) حيث استمرت هذه المسيرة نحو الهاوية وفقد المعايير العلمية بعد أن دخلت الواسطات و إرهاب المافيات الثقافية والأحزاب التي لها مافيات فكرية والتدخل في شؤون الجامعات و منح ألقاب و شهادات فخرية لأشخاص لا يحملون من العلم شيء إلا جاهليته ! وهم علمياً فارغون ويحملون ألقاباً وشهادات رنانة وظهر أن هناك فئات للتزوير في كل مدينة ودولة تزور وتمنح أي لقب وشهادة ؟ حتى أن يكون الشخص أميا لا يحسن القراءة والكتابة ولكن له القدرة على دفع المال وخير ما اختم به تعقيبي هذا تذكرت واقعة ( طرح موضوع منح الرئيس والقائد والمربي لهذا الشعب السيد مسعود البارزاني بشهادة دكتوراه فخرية في إحدى الجامعات من قبل إحدى السيدات ولكنه أبى ولم يوافق وذهل الحضور والمشاهدين لهذا التجمع وانبهروا مما ذكره لهذه السيدة الفاضلة الدكتورة قال لها أنا لا أستحق أن أحمل هذه الصفة والشهادة لكوني لم أدرس في جامعة بل أنا يشرفني أن أكون حارساً لهذا الصرح العلمي وهنا تعالى التصفيق والإشادة به كرجل حكيم ورشيد ومقاتل باسل في سبيل حرية شعبه ) فمن يكون مثله ..؟ بعكس أشخاص آخرين فارغين ويحملون شهادات فخرية نفاقية وهم أصلاً لا يستحقونها ، انه الضياع مابين الجد والهزل فقصيدة المبدع ( الأديب والشاعر عصمت شاهين الدوسكي) تجسد الواقع المؤلم الذي يعيشه الأدباء في غياب المراقبة والتدقيق من قبل المعنيين بالثقافة والفكر والإبداع وغياب دور الحكومة الثقافي خاصة عندما يكون الجهل الأدبي هو المسيطر على الأدب والأدباء تعلو الشهادات والألقاب الرنانة بلا رقيب ولا حساب ، قصيدة الدوسكي ذكرتني بالماضي يا ترى لو كان الجواهري واحمد خاني وغيرهم من رجال الفكر والأدب والشعر موجودا هل سيقبل بهذه الفوضى الفكرية والثقافية والنميمة والنفاق والصعود فوق أكتاف الجهل والضعف الثقافي والحاضر الذي مرغ أسم العلم والشهادات من أجل البذخ والسلطة لحمل هذه الألقاب من دون استحقاق مشرف …؟ ومن يعيد قراءة قصيدة ” سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ” سوف يواكب بمشاهداته في الماضي والحاضر. تعالوا معا نعيد قراءة القصيدة من جديد .
سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب
عصمت شاهين دوسكي
سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب
رمى الأوراق
وبحث في تاريخ مقتضب
اعتلى منبر واهن
قال : أنا السفير أنا الأدب
الحرف يهرب منه
كحصان لا يعرف اللوم والعتب
فلا عجب أن يكون سفيرا
في عصر جهل وثب
ولا عجب أن يكون أديبا
في عصر النفاق والشقاق والخطب
***********
ضاع الأصيل والجوهر
تاه الرونق والدرر
لم تبقى إلا قشورا
ظن إنه الأوحد وتكبر
رحم الله قلبا
ترك الفاعل والمفعول وحرف الجر
كلما مدحوه رياء
لبس رباطا من حرير وأكل زعتر
قال : أنا الأدب
أشهر نفسه كسيبويه
والبحتري والجواهري وعنتر
آه من عمى الألوان
وعمى الحروف والبصر
لا يفرق بين أحمر وأصفر
**********
وتجبر أكثر وأكثر
قال : أنا العليم ، أنا السفير
والدهشة في عيون الناس
أيقود عقولا بلا تفكير
أيقود صدورا بلا ضمير ؟
فمن يهب قطعة سكر من ورق
لا يحتاج إلى تطبيل وتخدير
فالشهادة أن تكون إنسانا
قبل أن تكون بطلا يطير
**********
عجبت ولم أعجب لما هو عجب
كثر السفراء ولم يوردوا حتى رطب
كثر الأدباء ، كل سطر أصبح أدب
ما بينهم برزخ
لا يرى من بصيرة ولا من ثقب
سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب
كل الحروف بريئة
كبراءة الذئب
من قميص يوسف وفعل عطب
Discussion about this post