( مفهوم التجديد برؤيا شرقيه )
بقلم فنان مسرح البوتوه
المخرج
منعم سعيد
(الحلقة الثانيه )
جاءت المرحله الجديده لتوجهه نحو المسرح الاسيوي لفن البوتوه butohمن خلال مسرحية (شواطئ الجنوح )تأليف قاسم محمد ٢٠١٠-٢٠١١لديوانيه –
واستمرت محاولات التجديد
والاكتشاف لهذا المسرح الجديد ومحاولات التعمق فيه وإيجاد الطرق والاساليب المميزه بعيدا عن الاسلوب الغربي الاوربي بعد رفض التهميش للمسرح الشرقي الذي تبناه الفنان منعم سعيد في عروضه كمسرحية (حالات وتحولات) تأليف قاسم محمد والتي تم عرضها في مدينته الام الديوانيه – ومسرحية (سسيولوجيا التفاح) تأليف منعم سعيد ٢٠١٥الديوانيه في معهد الفنون الجميله وبقية المسارح الاخرى حين كان استاذا في معهد الفنون الجميله -حتى جاء عرضه لمسرحية (عزاء ماتبقى) في سنة ٢٠١٦ الديوانيه وتبعتها مسرحية (كولاج)
٢٠١٨ على مسرح قصر الثقافه بالديوانيه ومن ثم مسرحية (فريم) عام ٢٠١٩ الديوانيه،
اما عروضه خارج العراق فقد قدم اكثر من ١٠ اعمال خارج العراق في الاردن عمان، وليبيا بنغازي، وتونس السعديه ومصر الاسكندريه، والسعوديه في جوامع الارطاويه ، واليمن صنعاء وتعز وعدن وحجه، وماليزيا كوالالمبور، ويوكوهاما اليابان وجزيرة مالطا ،مالطا
لقد حاز الفنان منعم سعيد عن اعماله المسرحيه الصامته والبَصَريه على العديد من الجوائز والشهادات والدروع والاوسمه من داخل العراق وخارجه
لم يكتفي منعم سعيد بعروضه الصامته وهو يدور في
المعموره بل ساهم وكتب العديد من الدراسات ونشر العديد من المقالات والنصوص واسس العديد من الورشات في العراق وخارجه ، ساهم في تجديد اساليب العرض الصامت في العراق وخارجه واخرج ومثل العشرات من الاعمال الصامته والدراميه الحواريه والصامته في العديد من البلدان والفرق المسرحيه اضافة الى فرقته جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت
وقد يعتبر من المجددين في اساليب العرض المسرحي البَصَري في المسرح العراقي والآسيوي
وهذا جعله منبعا ومصدرا لعدد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا لتناولهم الكثير من البحوث التي تناولت اساليب العرض وتنوعها في عروض منعم سعيد
وكما حاز على جائزة يوم المسرح العالميITI عامي ١٩٨٣_و ١٩٩٣
اما إشتغالات منعم سعيد لفن البوتوهBUTOHفيقول منعم سعيد: -نحن ولأكثر من عقد وومازلنا نعمل على ترسيخ نهج جديد الفن مسرحي آسيوي صامت butoh بوتوه كشكل طليعي من المسرح /ألآسيوي ، وبإعتباره حركة فنية ظهرت في اليابان ما بعد الحرب في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بعد كارثة القنبلة الذريه في هيروشيما وناكازاكي كرقصة إحتجاج ، في وقت شهد
تغيرًا كبيرًا وسط الأضطرابات ظهر Tatsum Hijikata 6 / و Kazuo Ohn أصبح مؤسسا لرقصة تدعى Butoh ، ويعتبران من الشخصيات الفريدة كفنانين مؤثرين في القرن الماضي.
حاولنا الاستفاده من هذا الاسلوب الاسيوي في الرقص لنجعل منه نوعا جديدا من المسرح بصفته الشرقيه وعملنا على إنشاء ورشه لتحديد مميزاته واسلوبه لعرض مسرح butoh الجديد الذي تم استنتاجه أو اكتشافه كدراما ،بعد كل ما مرت به البشريه من كوارث وحروب وفايروسات وصراعات اديان وطوائف
كأننا ، نبحث عن حقيقة وجودنا في خظم هذا التشويه لمقدرات الانسان وحياته بفن تمثيلي بطريقة إعادة الاتصال بالحياة من خلال الحركات ، بناءً على أنواع مختلفة من أساسيات الاداء الاحتجاجي . من أجل التعرف بوضوح على وجود الذات الانسانيه بفن من خلاله نسعى للبحث عن تجربة جديدة لأداء الممثل لحركات الجسم والالتقاء بها ، ويتم خلالها توجيه الممثلين إلى ملاحظة الجسد بأدق تفاصيله واجزاءه- الذراعين والساقين والهيكل للجسد والمفاصل- كمجرد مواد أو أشياء طيّعه ، لفحص أفعالنا مرة تلو أخرى
وأعادة صياغتنا لنعرف كيف نخوض الحياةبتجديد وتفاعل مستمر وحيوية فعلا وفكرا ووجودا في خصوصية الأفعال التي نعيشها كحال لحقيقة نمارسها بعيدا عن التهميش لوجودنا من قِبل القوى المهيمنه على حريتها ، وصولا الى الذوبان مع تكويننا الحقيقي الأصيل بإنسانيتنا من دواخلنا بصدق في الفضاء الروحي من خلال حواس تتماس مع الجسد ومشاعر الممثل ، لنقود الفن التمثيلي الى عملٍ للارتجال الحسي والشعوري المباشر بصورةٍ جديده تنبع من عالمنا الذاتي الذي نشارك به المتلقي كوحدة واحده و بتداخلاتها الشعوريه ولا شعوريه لتتطابق بالوصول الى حالة رفض أي تهميش والأحتجاج على كل ما لايتوافق مع انسانيتنا والمس بخصوصيتها وذلك بمفاهيم شرقيه خالصه وبفهمنا الشرقي لفلسفاتنا وليس بما مستورد من الفلسفات الغربيه الاوربيه وهذا قد جاء من حقيقة ان الانسانيه تمر بمرحلة خطره يسعى من خلالها المتسلطون بالأستحواذ على كل نقاء فكري وجمالي وإستبداله بالتحكم بالبشريه بطرق مجحفه وقاسيه دمرت اغلب عناصر الحياة الاساسيه للانسان الشرقي بإستحداث الحروب والكوارث والفايروسات وصناعتها بإتقان يغزو الفكر البشري وحصر مغانم العالم بين
مجموعه قليله من الايدي الطاغيه الخاليه من الرحمة والانسانيه وصياغتهم لمفاهيم مزيفه ظاهريه تدعو لحماية البشر بحقوق الانسان والسلام التي يرون ان لاعلاقة لها بتمويل الحياةلا بالحقوق ولا بالسلام ولا حتى بترك الانسان يعيش بأمان ويتدخلون عنوة بالطبيعة والبيئة وتوجيهها لمنفعة تلك الفئه الصغيره من المتسلطين وتهميش الأغلبية من البشر وتناسي تاريخها وقيمها الحضاريه الشرقيه بالتهميش وإن احتجاجنا على هذا التهميش هو الصفة التي يتميز بها مسرحنا البوتوه butoh لإعادة واحياء صياغة العناصر الأساسيه لحياة الانسان الاصيله بشكلها المعاصر والتوغل بعالمنا ليس بجانبه المادي فحسب وانما التوغل في الجانب الروحي والطقسي الجمالي بفن يرتقي الى الأصالة بعمق النفس البشريه والتعامل مع عناصر التكوين بمفهومها الشرقي ( التراب . الهواء . النار . الماء ) كفلسفه آسيويه بكل تنوعاتها كخصوصية متجدده في اداء الممثل وفي فن مسرحي جديد بهدف اعادة صياغة فننا بشكل يليق بالحياة ومستقبل الانسان ومحيطه وتطلعاته
Discussion about this post