( مفهوم التجديد برؤيا شرقيه )
بقلم فنان مسرح البوتوه BUTOH
المخرج
منعم سعيد
(الحلقه الثالثه)
*بين أداء تمثيلي عراقي ورقص ياباني
____________
في العراق عملنا على تكريس جهدنا وافكارنا لإنشاء اداء تمثيلي في فن مسرحي شرقي آسيوي جديد نسميه
:- مسرح البوتوه butoh كتجربه عراقيه جديدة للحركة في اداء مسرحي ، أكثر صراحه ووضوح دون مراعاة للاطر التقليديه المتعارف عليها في الفن المسرحي الغربي الاروبي والذي كثيرا ما انتهل من الشرق نظرياته التي هي أغلبها نظريات مبنيه على اسس وخامات آسيويه من تاريخ طويل يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنه والتي أستعيرت بأشكال مختلفه لتنظم الى اسلوب المسرح الغربي حديثا لتكون بديلا عن تلك الاساليب والاعاء بأنها اوربيه بطريقة معروفه للجميع لتقوم بالدور الفاعل للتهميش، والتي مازال مخرجي اوربا على شك من تطبيق تلك النظريات كنظرية انطونين آرتو الذي بذل الكثير للبحث عن اسرار الشرق ليجعل منها ذات مسرح غربي بنظريته مع مسرح القسوه هذا على سبيل المثال .
وهذا يستوقفنا كشرقيين آسيويين بالذات لنقف وننتبه الى ان هنا لابد من تنقية والعوده الى الاصول التي كانت ومازالت جذرا بخصوصيتنا الشرقيه الآسيويه على ان تجد لها طريقا جديدا بالعوده بشكل يتناسب مع حداثة الفكر والابداع الحديث والتخلص من الأفكار التقليدية في التعامل مع الجسد والحركة وإنما ، الإهتمام بفكرة جمال شرقي خالص والأكثر تأصلا في النفس البشريه المتعلقه بالروح وطقوس التجلي العاطفي الشرقي في الأجساد ، في إشارة إلى الأنفتاح والتحفظ ( بروحيته الشرقيه للجسد وما يمييزها ) إن توسيع أسلوب هذا النوع من الاداء المسرحي الآسيوي بالمقارنه مع الطقوس الروحيه الشرقيه العراقيه كما اتضح شكله ومضمونه (( في عرض مسرحية -عزاء ما تبقى -لجماعة الديوانيه للتمثيل الصامت )) حيث الاستفاده من الطقوس التي مازالت تؤدى في ساحات وشوارع المدن وبنظره جديده ومعاصره حديثا في زمن التهميش والظلم القاهر الذي يعيشه الانسان والتعبير الشعبي بالأساليب المختلفه بعيدا عن كونها تنطوي في باب ديني وانما الاستفاده منه كطقس بالشكل والتفاعل الطقسي ،
ففن البوتوه إنه شكل احتجاجي طقسي ، برز ليظهر في الضوء ، بحلول عام 2010 بأول عرض لمسرحية (شواطئ الجنوح) وليس رقصا وإنما أداء تمثيلي آسيوي
واستمرت المحاولات الى آخر عروض جماعة الديوانيه للتمثيل المسرحية في العراق ، بعد ان كان المجتمع الفني يبحث عن تعبيرات جديدة للهوية الوطنية والتي يمكن أن تلخص بالثوره على التقاليد والتهجينات التي عانى منها المسرح في دول اسيا بفرض اساليب العرض المنتمي الى النظريات الغربيه الاوربيه وتجاهل المميزات الشرقيه للانسان الشرقي والآسيوي وتاريخ جذور امتداده من حضاره ذات عمق ثقافي يمتد الى آلاف السنين بخصوصياته وتأثيراتها الانسانيه لمجتمعات العالم من حيث تراثه وثقافته المهمشه وعليه تم من خلال ذلك السعي لتقبل الاداء المسرحي butoh البوتوه لجمهورنا المسرحي من بين الفنون المسرحيه الجميلة التي ظهرت كرمز وطني جديد للوعي الثقافي .لما تحمله من مطابقات في استساغته جماهيريا
وهذا ما كان سببا للمسعى الجديد وما نهلنا منه لفكرة واسلوب الاداء التمثيلي- البوتوه -الذي تقدمه جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت والتعامل مع الموضوعات الأساسية والعواطف الخام دون اللجوء الى استيراد نظريات وأساليب اخرى من مكان آخر في حين ان لدينا مايميزنا للإسفاده من خاماتنا الشرقيه الآسيويه وهي الاقرب لأفكارنا في التعبير عن افكارنا بإبداع يميزه الاحتجاج والتمرد على التهميش وكل ماهو قاهر .
منعم سعيد
Discussion about this post