هذا العنصر الثانى من عناصر كتابة القصة الفنية للاطفال وهو الشخصيّات:
1.شخصيات رئيسية : تلعب الأدوار ذات الأهمية الكبرى في القصة .
- 2. شخصيات ثانوية : دورها مقتصر على مساعدة الشخصيات الرئيسة أو ربط الأحداث.
أنواع الشخصيات بحسب الثبات والظهور
1- شخصيات نامية : تتطور مع الأحداث .
2- شخصيات ثابتة : لا يحدث في تكوينها أي تغيير ، وتبقى تصرفاتها ذات طابع واحد لا يتغير .
الطرق التي يعرض بها القاص شخصياته:
1-الطريقة التحليلية : وفيها يرسم القاص شخصيته وعواطفها ويعقب على تصرفاتها .
2– الطريقة التمثيلية : وفيها ينحّي القاص ذاته ، يترك الشخصية تعبر عن طبيعتها من خلال تصرفاتها.
فاهتمام الطفل بالشخصية القصصية نابع من أنه يبحث دائماً عن أشياء يقتدي بها ويرى فيها نفسه ويحقّق من خلالها رغباته وطموحاته. ولابدَّ للشخصية القصصية من صفات تلتقي رغبات الطفل وحاجاته وإلا فإنها تخفق في التأثير فيه. ولهذا السبب تحتاج قصة الطفل إلى الاهتمام بشخصية من الشخصيّات، بحيث ترفعها إلى مرتبة(البطل) وتُبقي الشخصيّات الأخرى دائرة في فلكه. وبتعبير آخر فإن البطل شيء رئيس في قصة الطفل، وكل قصة تخلو من البطولة الحقيقية تجعل الطفل يُصاب بخيبة أمل كبيرة. ذلك لأن البطل يُجسِّد آمال الطفل ورغباته فإذا كانت الشخصيات متساوية في أهميتها أو مألوفة في الواقع أو تفتعل المغامرة في الفضاء البعيد خلت القصة من بؤرة شعورمركزية يقع الطفل فيها ويتمركز حولها ويقارن الآخرين بالاستناد إليها. وعيب كثير من قصص الأطفال في الوطن العربي أنها لا تهتم بالبطل أو أنها تطرح بطولة هامشية بسيطة لا تثير الطفل ولا تجعله يهتم بها اهتماماً حقيقياً. والخير في أن يلتزم القاص ببطل قصصي واحد يكتب عنه قصصاً كثيرة بحيث يراه الطفل في حالات متباينة مما يضمن للكبار فرص تربية الطفل من خلال البطل.
ومن الوضوح أن يكون للبطل اسم محدَّد، وصفات خُلُقية وخَلْقية معيَّنة. ومن السخف أن نعطي البطل رقماً كما هي الحال في بعض قصص الخيال العلمي أو نطلق عليه صفة عامة كالحدَّاد والنجَّار ورائد الفضاء لأن التسمية تُجسِّد ما يريده الطفل. كما أن الصفات الخُلُقية ضرورية جداً تؤثّر في الطفل وتدفعه إلى التحلّي بها. صحيح أن البطل اللص أو المجرم يشدّ الطفل إليه، ويثير خياله ولكنه في هذه الحالة بطل سلبي ينقل قيماً لا ترضى التربية السليمة عنها. وهذه النقطة تشير إلى جانب آخر من وضوح البطل هو نضاله الإيجابي أيْ أن أفعال البطل تؤدي إلى شيء مثالي على الرغم من أن حوادث القصة تنقل إلى الطفل الحياة بحلوها ومرَّها. وليس هناك شيء من التناقض بين نقل الحياة بحلوها ومرَّها(أي تحقيق عملية التعرُّف) وبين قيادة القصة للتعبير عن شيء مثالي. ذلك لأننا ننقل الحياة بحلوها ومرِّها إلى الطفل لنُعرِّفه بها ونعدّه للمستقبل إلا أننا نعي في الوقت نفسه أن الطفل غير قادر على تقييم الأمور بالاعتماد على عقله وأن أحداث الحياة لا تضم دوماً انتصار الخير على الشر، فإذا عرَّفنا الطفل بواقع الحياة وقدناه إلى انتصار الشر على الخير مقتدين بالواقع الحياتي أصبناه بالارتباك لأنه غير قادر على تقييم الأمور والحكم عليها ومعرفة الحكم عليها ومعرفة دوافعها وأسبابها ومحاكمتها منطقياً والانتهاء منها إلى انتصار الشر مؤقّت غير نهائي وما إلى ذلك مما يعيه الكبير ويعرفه. ولهذا السبب كان النضال الإيجابي ضرورياً للقصة وكانت قيادة القصة إلى التعبير عن شيء مثالي تجسيداً لهذا النضال الإيجابي دون أي تناقض مع مبدأ نقل واقع الحياة إلى الطفل. تضاف إلى الوضوح صفات أخرى منها الجرأة وحب الخير والكرم والمغامرة . ثم إن البطولة في قصص الأطفال غير مقصورة على الإنسان، فالحيوان يصلح للبطولة كما تصلح الجمادات لها. إلا أن طفل المرحلة المتأخّرة يميل إلى البطل الإنسان لأن ارتباطه بالواقع بدأ يقوى ويشتدّ على الرغم من أنه مازال يقبل أن يتحدّث الحيوان ويفرح ويغضب، كما يقبل أن تؤدي حبة القمح ما يؤديه الإنسان في العادة. ذلك لأن الطفل لا يهتم بأنواع الأبطال بمقدار اهتمامه بأفعالهم وأعمالهم. ومن ثَمَّ لا يعني البطلُ الإنسانُ لديه البطلَ الرجلَ فحسب بل يعني أيضاً البطل الطفل ذكراً أو أنثى والبطل العجوز، وإن كان الطفل الذكر يميل إلى الأبطال الذكور في هذه المرحلة، كما تميل الأنثى إلى البطلات تبعاً لنمو الاهتمامات والفوارق بين الذكر والأنثى في هذه المرحلة العمرية. أما طريقة القاص في رسم شخصية البطل فتكاد تكون مقصورة على الصورة الخارجية أو ما يُسمّى في المصطلح النقدي بالشخصية المسطّحة التي لا تنمو طوال الرواية. وسبب ذلك محافظة بطل قصص الأطفال طوال القصة على صفاته التي عرفها الطفل فيه منذ البداية، في حين تنمو الحوادث وتتبدّل وتؤول إلى نهايات معيَّنة. ومن ثَمَّ فقصة الطفل قصة(حوادث) وليست قصة(شخصية) مما يدفعنا إلى الاهتمام بالصورة الخارجية للبطل والعزوف عن الطريقة الداخلية في رسمه(أي الطريق التمثيلية). وهذا الكلام لا يناقض الاهتمام بالبطل ولا يؤثّر في ارتباط الطفل به لأننا في حقل قصص الأطفال لا نعالج الشخصيات لنخرج منها بدلالات اجتماعية معيَّنة كما هي الحال في قصص الكبار بل نطرح الشخصية لتتفاعل مع حوادث معيَّنة دون أن تُغيّرها الحوادث أو تدفعها إلى النمو. إن شخصية البطل في قصص الأطفال ثابتة الأفكار والعواطف والاتجاهات والمواقف، وما حولها متغيّر دائماً لا يعرف الثبات. أما الشخصيات الثانوية في قصة الطفل فلا يوجِّه القاص إليها اهتماماً مماثلاُ لاهتمامه بالبطل لأنها تؤدي عملاً ثم تنصرف من ساحة القصة، أو تبقى فيها ولكنها لا تتفاعل مع الحوادث تفاعلاً يجعلها تطفو على سطح القصة، وهي في المقابل ضرورية للقصة لأنها تطرح الوجه الآخر للبطل أو توضِّح بعض صفاته أو تقدِّم له شيئاً من المساعدة أو تكون نتيجة فوزه ونضاله. ومن البديهي أن تتجلّى باسم معيَّن وصفات خاصة وصورة خارجية واضحة، ويراعي فيه ما يلي: –
1- هل الشخصيات تم رسمها بوضوح وبإقناع كاف حتي يمكن تصديقها؟
2- هل الشخصيات تقدم نفسها للقارئ بشكل يسمح له بتقمصها؟
3- هل تتمع الشخصيات بخصائص تعطي كل منها فردية؟
4- هل الشخصيات بالرغم من فرديتها ، تعكس للقارئ صورته الأولية ؟
5- هل يبعث المؤلف الحياة في الشخصيات وهي في مختلف مراحل تطورها؟
6- هل تطورها يسير بشكل متسق واقعي وحقيقي بالنسبة للجنس البشري ؟
7- هل تم رسم الشخصيات كأداة تنقل للأطفال القيم الصحيحة للتقاليد الإنسانية ؟
8- هل تستطيع الشخصية أن تتدخل في أعماق القارئ حتي تغير من شخصيته ؟
إعداد المقال
د.خالد احمد
مسئول قسم مسرح الأطفال بالمجلة
Discussion about this post