يحكى أن أحد الرجال توفيت زوجته، فاضطر من بعدها إلى الزواج، وكان عنده ولد منها اسمه جحا، وقد اشترط على الزوجة الثانية أن تعتني بولده، فوعدته بذلك
فى حجرة جحا التى بها سريره من الوثير ، وزير مياه ،وسجادة ، والطفل (جحا) يجلس على السرير حزين لوفاة أمه يدخل الأب وصوته حزين
الأب : رحم الله أمك ياولدى .
جحا : نعم ياوالدى سأفتقدها كثيرا .
الأب : ولكنها فى منزلة أفضل هى بالجنة بإذن الله تعالى
جحا : حقا يا أبى
الأب / أجل ياولدى .
جحا : رحمها الله رحمة واسعة .
الأب : ولكنك ياولدي تعلم أن الحياة لا تتوقف ،قررت أن أتزوج من أمرأة صالحة .
جحا : لن تكون مثل أمي ياأبى .
الأب : أجل يا جحا ،ولكنها وعدتنى أن تعتنى بك مثل ابنها .
جحا : لا أريد سوى أمى (يبكى)
الأب / لا تبكِ ياولدى ستكون مثل أمك .
ينتهى المشهد بمواساة الأب لابنه (جحا) رغم بكائه الشديد ، ويرتمى جحا فى أحضان والده حتى يشهر باالأمان .
(تغلق الستارة )
المشهد الثاني :
منزل جديد واسع والأب يجلس فى ردهة المنزل بجواره زوجته ( رمانة ) يتبادلان الحديث والضحك .
الأب : وها نحن فى بيتنا الجديد .
رمانة : أدام الله عزك يا أبا جحا .
الأب : ذكرتينى . أبن جحا الآن ؟؟ ( يشعر بقلق )
رمانة : أنه يلهو فى غرقته .
الأب : أرجو منك يارمانة أن تعتنى به أكثر .
رمانة: صدقنى أنا أهتم بمأكله ،وملبسه ، وغرفته .
الأب : لا أقصد ئلك الأمور ، أقصد أن تمنحيه حنانا .
رمانة: أنا أحاول ، لكنه دائما يغلق باب غرفته ،ولا يبادلنى الحديث .
الأب : تحمليه يا رمانه ، ففقده أمه جعله لايشعر بالأمان وأنت تعلمين ذلك .
رمانه : أعلم وأتمنى أن تتغير الأمور ، فنحن ننتظر مولودنا الجديد وسيصبح لجحا أخاً
الأب : أجل …. فهذا الأمر سيسعده ,
رمانة : بارك الله لنا فى مولودنا .. ( سعيدة جداا)
اتركك الآن لأحضر العشاء لجحا
الأب : أسعدك الله وبارك فيك .
ينتهى المشهد بتحرك رمانة لتحضير الطعام بينما الأب يدعو الله أن يصلح الحال
المشهد الثالث :
تدخل رمانة زوجة الأب لغرفة جحا ، وتجده حزينا ، ولايريد الطعام
رمانة : تفضل الطعام ياجحا ، لقد جهزت لك ما تحب العسل والزبد .
جحا : لا أريد أن آكل يا خالتى ، فأنا أريد أن أنام .
رمانة : لا ياولدى تناول عشاءك ، ثم توضأ وصلى صلاة العشاء ونم فى سريرك .
جحا : لا أريد ….. لا أريد قلت لك سأنام .
رمانة : ياولدى إن أباك أوصانى أن أهتم بك ، ووجب عليك أن تسمع كلامى
قم وتناول عشاءك .
جحا : أنا متعب جدا .
رمانة : قم وتوضأ ياولدى ، وصل فرضك ، فهذا سيذهب الحزن بإذن الله تعالى .
جحا : حاضر يا خالتى . سأفعل .
رمانة : سأخبرك خبرا سارا ، سيرزقك الله بأخ
جحا : أخ … أخ الحمد لله
رمانة : فلتتناول وجبتك الآن ياولدى ، ولا تحزن فأنا سأكون أما لكما .
جحا : ولكن هل ياخالتى سيجلس معى فى غرفتى .
رمانة : لا ياولدي سيكون له مكان أخر بجوارى لأنه يحتاجنى أكثر منك فهو صغير .
جحا : ستحبينه أكثر منى لانه ولدك .
رمانة : لا تقل ذلك ياولدى ، فانت ولدى مثله تماما ، ولكنه صغير يحتاج لرعاية خاصة .
جحا : بارك الله فيك ياخالتى .
المشهد الرابع :
البيت يعج بالزوار ، والفرح بالمولود الجديد ، والأب ورمانة يتبادلان التهنئة من الأهل والجيران بالمولود الجديد ، وجحا سعيد بقدوم الأخ الجديد .
رمانة تحمل طفلها وهى سعيدة ، وتنظر فرحة لوجه والمولود يبكى فى احضانها .
وتحاول رمانه أن ترضعه
الأب : مبااارك يا أم منصور ، ولد جميل مثلك .
رمانة : بارك الله لك فى جحا ومنصور يا أبا جحا .
الأب : ألا تبارك لخالتك ياجحا ، وتحمل أخاك منصور أنه يشبهك .
جحا : أجل يا أبى ، لكنه يبكى دائما .
الأب : هيا …. هيا تقدم وأحمله .
جحا : مباارك ياخالتى . اسمحى لى أن أحمله .
رمانه : بارك الله فيكما ياولدى .. قل أولا بسم الله ماشاء الله
جحا : يردد بسم الله ماشاء الله ويحمل منصور وهو يبكي .
الأب : انظر ياجحا أنه توقف عن البكاء أنه سعيد بك .
رمانة : نعم ,,, نعم وهى تضحك .
الأب / حفظكما الله لى ولأمكما أم منصور .
جحا : يتذكر أمه ثم يعطى منصور لأمه ويذهب لغرفته .
رمانة : ما بك ياولدى … ما بك .
الأب : لاشىء . لا تشغلى بالك أنت .
المشهد الخامس /
يجلس جحا فى غرقته ، ويدور حوار مع نفسه ، وقد أحس أن أخاه من أبيه قد يلقي الاهتمام الأكبر
جحا : أنى أريد أبي وخالتى ينتبهان لى ، ولكنهما مشغولان بأخى منصور .
جحا : لابد أن أفكر كيف ينتبهان لى . (صوت نفسه)
جحا : ألا من حيلة أفكر فيها لكى يهتم بى الجميع
جحا : إذن وجدتها ….
جحا : سامتنع عن الطعام …
جحا: أو أمتنع عن الكلام معهم ….
جحا : أو …… أو …….. ( يفكر )
جحا : أوهمهم أنى لا استطيع الكلام
وفى الصباح اجنمعت الأسرة على الإفطار ، وعن حديث الأب مع جحا
الأب : كيف أصبحت اليوم ياولدى ؟
جحا : صامت يشير بيديه إلى لسانه .
الأب : يكرر السؤال مابك ياولدى ؟
رمانة : مابك ياجحا ؟؟؟؟؟
جحا :……………. صامت يشير بيديه ثم يجرى لغرفته
الأب : لابد من إحضار الحكيم
المشهد السادس :
الحكيم يدخل البيت بصحبة والد جحا وهو قلق ومتلهف لسماع رأى الحكيم عن حالة ولده .
الحكيم : دعنى أرى الولد .
الوالد : تفضل تفضل يقوده لغرفة جحا .
الحكيم : السلام عليك يا ابنى ما بك ؟
جحا : صامت يشير إلى لسانه .
الحكيم : أرني لسانك .
جحا : يفتح فمه
الحكيم : ياولدى ليس بك شيئا . لماذا تظهر أنك مريض وتقلق أهلك .
جحا : سامحنى ياحكيم أريدهم يهتمون بي .
الحكيم : ولكن هذا فعل لا يليق بولد مثلك ، اهلك يحبونك ياولدي .
جحا : أنهم يهتمون بأخى لانه صغير ،وأمى توفيت
الحكيم : ياولدي من قال لك أنهم يهتمون بأخيك أكثر منك هو صغير يريد عناية أكبر
جحا : لكن عندما يعلمون أننى كذيت عليهم سيغضبون منى .
الحكيم : نعم من حقهم لأنك كذبت عليهم والحكمة تقول (الصدق منجى )
جحا : دلنى يا حكيم ماذا أفعل ؟؟ لم أقصد .
الحكيم : ممكن أن أساعدك لكن تعدنى ألا تكذب مرة أخرى .
جحا : أعدك …. اعدك
المشهد السابع .
خرج الحكيم إلى ردهة البيت والأب والام فى انتظاره بلهفة حتى يعرفوا ماذا أصاب جحا
الحكيم : لاشئ خير لا تقلقا جحا بخير ولكن دواءه عند طائر اللقلق
الأب : ماذا تقول ياحكيم ؟؟ طائر اللقلق
الحكيم : نعم انه صديقي الذى يدلنى على علاج مثل هذه الحالات .
الأب : ولكن كيف ؟
الحكيم : ساخبرك غدا فى المزرعة التي بجوار منزلى .
(فى الصباح ذهب الحكيم إلى المزرعة ومعه طائره على كتفه ،وانتظر الأب والأم وجحا ، وحضرت الأسرة)
الحكيم : مرحبا بكم الطائر عندما يشاهد جحا سيصيح بلغته ويحدثنى عن دوائه )
الأب : نسأل الله الشفاء والعافية .
الطائر يصيح بصوت عال عندما شاهد جحا
الأب : ماذا قال ياحكيم ؟؟
الحكيم : يقول أن دواء جحا ان تحتضنه وتقبله ، وتحضته زوجتك وتقبله
الأب : أهذا هو العلاج (تعجب)
الحكيم : نعم
قام الأب وزوجنه بتنفيذ كلام الحكيم ، فقال جحا احبكم جميعا
فرح الجميع بدواء جحا ووعده والده انه عندما سيأتى من العمل كل يوم سيحضنه ويقبله ،
رمانة : حمدا لله ياولدى على سلامتك
تحليل
تكشف هذه المسرحية ما يعانيه الولد دائماً من حرمان لدى وفاة أمه والعيش تحت كنف زوجة الأب، مما يدفعه إلى انحراف كبير، قد يقود إلى جرائم لا يمكن تصورها.
والمسرحية تبالغ في إظهار خبث الولد الذي يعاني من مثل تلك العقدة، كما تبالغ في إظهار أشكال انتقامه.
المسرحية تعد الأولى من نوعها فى تقديم المسرحية للناطقين بغير العربية من الاطفال للمستوى المتوسط وتعتمد المسرحية على الثقافة العربية من استخدام اسم لبطل المسرحية شخصية عربية معروفة (جحا) وتعالج مشكلة تربوية وهى معاملة الطفل فى أسرته وخصوصا الطفل الذى فقد امه ، كما تعالج مشكلات الاطفال النفسية مثل الأنانية والكذب
د.خالد أحمد
مسئول قسم مسرح الطفل بالمجلة
Discussion about this post