مسرحية (اللّصُ وأنا)
مسرحيةٍ دراميةٍ من ثلاثةِ فصولٍ كلَ فصلٍ يتضمنُ ثلاثةَ مشاهدَ – مسرحية درامية لفئة الناشئين
الفصل الأول
المشهد الأول
مَنْزلُ بسيطٌ لأُسرةٍ صَغيرةٍ تتكونُ مِنْ أمٍ وولديها راشدُ وحمدُ
تجلس الأمُ على أريكةِ في ساحة المنزل تنتظرُ بقلقٍ شديدٍ موعدْ إعلان نتائج أولادَها في الاختبار النهائي وإذا هي تُفكُر يقْطع تفْكيرها صوتَ جرسِ البابِ….
تهْرعُ الأمُ لتفحَ البابِ لتجَد ابْنها راشدُ والسّعادةَ تملأُ وجهُ ابْشري يا أُمي لقد نجحتْ، نجحتْ وحصلتُ على الْمركز الْأول
لمْ يُكملْ راشدُ كلامَه حتى هَرَعَ أخوهُ الأْصغر حمدُ مِنْ غُرْفَتِه مُسْرِعًا كفو والله مبارك أخي المُتفوق راشد مبارك لقد فعْلتها. أنت فخر العائلة كلها.
أجابً راشدُ وهو يَحتضنُ أخِيه بقوةٍ نعم يا أخي الْحبيب لقد فعلّتها ألم أقل لكَ أنّ لِكلِ مُجتهدٍ نصيب
يجيبُ عليه حمدُ وهو يُمسكُ بيدِ أَخيهِ ليجلسا على الأريكةِ في غُرفةِ الجلوسِ
نعم تعالي يا أخي الحبيب كم أنا فخوٌر بكَ كنتُ ولازلتُ وسَتبقى مَثلًا أعلى وقدوةُ لي في كل شيءٍ
في التفوقِ والتميزِ والعلمِ والأخلاقِ.
تُقاطِعُ الأمُ حديثهما بسعادةٍ بالغةٍ رافعةً يَدِها إلى السّماءِ ((الحْمدُ للّه الذّي عَوَضني بِكما خيرًا)).
تَذْهبُ الأمُ إلى صورةِ الأبِ المُعلقةِ على أَحَدِ الْجُدرانِ في الْغُرفةِ وتقولُ والدّموعُ تذْرفُ ِمنْ عَينيها
أبْشر أبا راشدِ ها هو وَلَدُك يُحققَ حُلمَكَ وأْصْبحَ متفوقًا ولسوفَ يكونَ عْسكريًا مِثلُكَ يًخْدمُ وَطَنهُ كما كُنتَ تُريدُ وتتّمنى ……… رَحِمَكَ اللهُ أبا راشدْ.
يَنْهضُ الأبناءُ مِنْ مكانهما ويْربِطانِ على كتفِ الأمُ وإذا براشدِ يقولُ لا تَحزني يا أمُي فاليومَ يومُ فرحِ وسَعادةِ وأكيد أبَي اليوَم يْرقدُ مِرتاحًا بعدَ كلِّ ما حققناُه من نجاحٍ.
يُؤكدُ حمدُ كلامَ أخيهِ قائلًا: نعمْ أمُي ها نَحنُ اليومَ نسْعدُ بِراشدٍ وغدٍ تَسْعدين بي.
الأمُ مُحَتضِنةً أبناءَها راشدُ وحمدُ قائلةً: نعَم أحِبائي فأنتْم قُرة عَيني ولمْ يَعد لي سواكما بَعد فِراق والدكما الغالي كمْ كان يتمنى هذا اليوم أنْ يراكمْ مُتفوقان في دراسِتكما وتُصْبحان مثِلُه عَسْكريان في الجيشِ تُخدِمانِ وَطنَكم َوتُدافعِان عنْهُ.
رَبَطَ راشدُ على كَتِفِ أُمِهِ قائلًا: إن شاء اللهُ يا أمُي قريبًا يَتَحققَ الْحُلم وإَّن أبي الغَالي كان ولازال حاضرًا في قلوبِنا يُلهمُنا الثباتَ والفخَر والاعتزازَ.
تَنْهضُ الأمُ قائلًة: بارك اللهُ فيكَ يا وَلدي ولسّوف أقومُ لأعدَ لكمْ الغداءَ فلقْد دَعًوتَ اليومَ خالِكَ على الغداءِ ولعّلها مُناسبةً طيبةً نَجْلسَ فيها سّويًا ونَتبادلَ أطْرافَ الحْديثِ
راشدُ: حَسنًا يا أُمي وهيا نَذْهبُ مَعكِ لُنساعِدِكْ.
حمدُ مُمسِكًاً بيدِ أُمهِ: هيا يا أمُي الْحبية وأنَا أيْضًا سَوفَ أُساعِدكِ.
ألم أُصْبحَ طبّاخًا مُبِدعًا …. فِي إعدادِ الطّعام
تبْتسمُ الأُم وراشدُ ابْتسامًة رَقيِقةً لِدُعابةِ حمُد ويَذْهبانِ لإِعدادِ الّطعامِ.
المشهد الثاني
تَخْرجُ الأُسرةُ الصّغيرةُ وهي تَحْملُ أْطباقَ الّطعامِ لُتعدَ الْغداءِ مُنتْظِرةً باقي أفْرادَ الْعائلِة ِالّذين أتّوا لِتهنِئةَ الأُم على نَجاحِ وتفوقِ راشدْ.
تَجلْسُ العْائلةُ علَى مائدةِ الّطعامِ يتناولونَ طَعامَ الغْداءِ ويتبادلونَ أطْراف َالْحديثِ في جوٍ مِنَ الّسعادةِ والْبهْجةِ
يتجه الخال بنظره إلى راشد قائلا: مُبارك التَفوق يا راشد كم نحنُ فَخوريين بكَ وبتِفوقكَ الذّي أَثلّجَ قُلوبِنا باركْ اللهُ فيكَ.
راشدُ مُتَجِهًا بنِظراٍته إلى أمُهِ: إنّهُ فَضل أُمي يا خالي الّتي سَهرَتْ على راحتِنا أنا وأخي وضّحتْ مِنْ أجْلِنا بالكَثيرِ وها نَحْنُ نُحاوِلَ أنْ نُدْخِلَ الْفْرحَة َعلى قلْبهِا بَعد زَمَنً طويلٍ.
الْعم حُسين: بارك اللهُ فيكَ يا راشد الآنَ يْرقدُ واَلِدكَ مْرتاحُ بَعدَ أنْ اْطمئنَ عَليكَ وأنكَ سَتُكْمٍلَ المْسّيرةَ وتواصلَ تفَوقِكَ لتِصلَ لبِابِ الكْليةِ الْعسْكريةِ كما كان يتمنى أنْتَ فخْرٌ لنا جَميعًا.
يُقاطِعُ حمُد الحْديثَ قائلًا: وأنا يا عمي لقد نَسيت َأنّني قاربتَ على الانتهاءِ مِنْ المْرحَلةِ الابتدائيةِ وسَأكبَر سَريعًا وألْحقَ بأخي في التّميزِ والتّفوقِ.
الأسُرةِ كُلها َضاحكةً: نعَم نَعم يا حمد اليومَ هو عُرْسَ راشدْ فَخر الْعائلةِ وغدًا نَحْتفلُ بِكَ وبًتفَوقِك َويُصْبحَ لدينا جُنديان في العْائلةِ وليس جُنديًا واحِدًا.
الأم وهي رافعة يدها للّسماءِ: الحمدُ للهِ الّذّي أعْطاني الْعمرَ لأسْعدَ بهذهِ اللّحظةَ وأتَمنّى مِنَ اللهِ أنْ يُعطينا العمرَ ليتحققَ الُحلمَ.
تُسْرعُ الْخالة خْولة وًهي تَحتضِنْ أُختِها قائلة ً: باركَ الله ُفي عُمركِ يا أمُ راشد وإنّ شاَء اللهُ نْفرحَ بِهما في أفْضلَ الْمراكزٍ وتْسعدينَ بَهما.
الأمُ: الْحمدُ لله أنْ أوْلادي فخٌر لي ولكم وحتى في المْدرسةِ فالْجميع ْيفخُر بِهم وبأٍخلاقهِم العَالية.
هُنا يُتمْتِم راشدٌ بكلماتٍ غيَر مْسمُوعةٍ: وأينً هدَيتي يا عمي؟
سَمِعَ العْم هَمساتِ راشدِ قائلَا: ماذا تقول يا راشد إني أسْمَعُكَ
راشد: لا لا لا أقول شيئا يا عمي.
العْم: بلى بلْ تُذكِرني بٍما وعًدتكَ بِهِ.
هُنا احْمرَ وجْهَ راشد مِنَ الخَجلِ مُتمْتِمًا ما وعدتني به؟ ألا ِزلتَ تَذْكر وَعْدكَ لي يا عمي
العم: بكلِ تأكيد وها هي هًديتُكَ جِهاَز الْهاتِفِ النقّال بِأحدثِ التّقنياتِ.
يُسْرعَ راشدٌ لِعمهٍ آخِذٌا مِنهُ الهْدية والسّعادةَ تَغْمرُ وْجْهَهُ …………قائلًا: ما أجْمله يا عمي شكرا لك
المشهد الثالث
راشدُ في غُرْفَتهِ تَبدو عليه عَلاماتِ الّسعادةِ والبْهجةِ حيثُ انْصَرفَ الْجميعُ واْختلى بهاتفهِ الْمحمول وبدأَ رحْلتِه في اكتشافه وبرامجه التي طالما سًمِع َعْنها مِنْ أصْدقائِه ِوها هو يَكْتشِفُ عالمه الجْديد
في صباحِ اليومِ الْجديدِ استيقظتْ الأسُرةُ كعادتِها في مْوعدِها وخرجَ حمدُ مُسْرِعًا مِنْ غُرْفتَهِ لتناولَ طّعام ِالإفطارِ مع أُسْرته وتُهرولُ الأمُ مِنَ المْطبخِ تُكْملَ إعداد الإِفطارِ وتتعجب لمْ تجد راشدُ وتتساءَل: راشد أينَ أنتَ أسْرع اقْترب موعد الحْافلة والذهاب للمدرسةِ.
راشدٌ يَردُ مِنْ غُرْفَتهِ: حالًا يا أُمي ويخرجُ مُسْرعًا مِنْ غُرْفَتِه وهو لا يزال يْرتدي مَلابِسَهُ.
تنظُرُ إليه الأم بتعجبٍ شديدٍ: ما بالك يا راشد إنها المرة الأولى التي تتأخر فيها على تناولَ الإفطار
يقاطعها حمدُ بابتسامةِ الأطْفالِ: رُبما أخذَتهُ الّلعبةَ الْجديدةَ يا أمُي.
راشد يرد: أي لعبة ماذا تقصد؟
الأمُ: ما بالُك يا راشد وما هي هذه الِحدةَ في َصوْتك معَ أخيكَ ولِماذا تأخرتَ على غيرِ عادتكَ؟
راشدُ يجيبُ والطّعام في فمهِ: عُذْرًا يا أُمي لقد كنتُ أكْتشفُ عالمي الْجديد في الهُاتف النّقال كم هو مُمتعٌ ومُثيرُ.
الأمُ مُندَهِشةً: نرجو ألا يُشْغِلكَ عالُمكَ الْجديد الافتراضي عن عالِمِكَ الحْقيقي هنا مع أمُكَ وأخيكَ.
راشٌد يجيبُ على عجلٍ بعَد أنْ سَمِعَ َصوْتَ الحْافلةِ تقْترِبَ منْ المْنزل: حسًنا يا أمُي إلى اللقاء أنا ذاهبٌ للمدرسةِ.
يَحمْلُ راشدُ وحمدُ حقائبهُما ويَنصْرفا إلى الحافلة ِ .
الأمُ تودعهُما على البابِ في رعايةِ الله أحبائي وعينُ الرحمنِ تحْفظكمْ وترْعاكمْ.
الفصل الثاني
في المدرسة مشْهد مِن داخل أحدِ الفصولِ الدّراسيةِ بالمدرسةِ حيثُ يجلسُ راشدُ على مقْعدَهِ بينَ أصْدقائهِ والمْعلمُ يشْرحُ الدّرسَ.
المشهد الأول
راشدُ في حصة ِالعلومِ والمُعلم يشرحُ لهم َبرنامج التّعامل مَعَ أجهزةِ الجْسمِ باستخدام ِتكْنولوجيا حديثةٍ على الحْاسوب.
راشدُ مُتجِهًا لِمُعلمِهِ: مُعلمي ما أعظمَ التكنولوجيا لقد جعلتَنا نْكتشفَ عوالمَ جديدةً وَمُفيدةً ومُمُتعة ً.
المُعلم: نعم يا راشد لقد فَتحتَ لنا الأْبوابَ لاكتشافِ الْمزيدِ مِنَ المْعرفةِ ولكنْ لابدَ مِن حُسْن ِاستغلالِها
طارقٌ (طالب جالس بجوار راشد): ماذا يا مُعلمي؟ وهل هناك من يُسء اسْتخدام التكْنولوجيا
المْعلمُ مُبْتسِمًا: نعم وبِكلِّ تأكيد فالّتكنولوجيا قدْ تكونَ نعمةً وقد تكونَ نقمةً؟
هنا جَحَظتْ عيونُ الطُلابِ تِجاه مُعلمِهمُ إْنها المرةَ الأُولى التّي يْسمعونَ فيها هذه الْجُملةَ الْعجيبةَ؟
هُنا دقَ جرسَ الحْصةِ فيبتسمُ المُعلم قائلَا لا تتعجُبوا ولسَوف تْعرِفوِنَ ذلكَ قريبًا جدًا ….. ينصرفُ الُطلاب ُ
المشهد الثاني
في البيتَ عادً راشدُ وهو مُعجبٌ بهاتَفهْ الْجَديد والعَالمَ الْجديد الَّذي أغْرمَ بهِ وها هو يَدْخلُ غُرْفتَه يَجْلس ُهو وهاتِفَه لا يْشعَر بِمنْ حَولهُ وإذا هو غارِقًا في لُعبةٍ مِنٍ الألْعابِ الإلكترونيةِ يَجِدُ بابَ الغُرْفةِ يَفْتحُ والأمُ غاضبةً تقولُ: راشد ما بكَ ألْم تْسمعني أنُاديكَ ولمْ تُجيبْ؟
راشدٌ وهو يُمسكُ بهاتفِه بكلتا يَديهِ ولازالَ بًملابًس َالمْدرسةِ: حاًلا يا أُمي لمْ أسْمَعُكِ مَاذا تُريدينْ؟
الأمُ وقدْ تّملّك الغضبَ مِنها: ماذا أُريدْ وما هذا ألا زِلتَ بملابسِ الْمدرسة ولمْ تبُدلهَا وقد حان وقتَ الغْداءِ
راشدٌ وهو لا يزال غارقًا مَعَ ألْعابَه: حسًنا سوفَ أحْضُر حالًا …………(ولا زال يلعبْ على هاتِفه)
الأمُ متُجهةً نَحوه تَمْسكُ بهاتفِه بقوةٍ قائلةً: قُلتُ لكَ أُتركْ هذا مِنْ يدكَ وهيا لتِناولَ الغداءَ
راشدٌ محاولًا استعادةَ هاتِفه: حسًنا يا أمُي دَعيني أُكملَ الْمبُاراة لقد اقتربتْ على الانتهاءِ
الأمُ: أي مباراةٍ وقد حانَ وقْتَ الغْداءِ ألمْ تَسْمَعُني ماذا دَهاكً؟
راشدٌ: إنْها مُباراةٍ إلكترونيةٍ ألْعبُها معَ أصْدِقائي.
الأمُ مُتعجبةً: أي أصْدقاء وأي لعُبة ماذا تقول؟ أنْتَ لازلتَ تُمْسكَ بالهاتفِ ولا تْلفتَ لمِا أقول.
راشد: يا أمي إنها لعبة بيني وبين أصدقاء تعرفت عليهم من اللعبة فقط
الأم ُ: أي أصدقاء وَمِن أينَ لكَ بمعرفتهمِ ومُصادَقتهِم بالألعابِ أهذا تقْضي وقْتكَ؟!!
راشدُ: أُمي سوفَ أشْرحُ لكِ لاحقًا دَعيني الآنً أنُهي الًمُباراة.
الأمُ وقد انفرطَ عِقدَ َصبرِها ُممسِكةُ بالهاتفِ مرةً أخُرى ….. لا بل الآنَ قُمْ وبًدِلَ مَلابِسُكَ واسْتعدْ للغداءِ ولنا حوارٌ آخر.
راشد يقومُ متُكاسِلًا يُغيَر مَلابِسَهُ وتَجْتمعُ الأُسرةُ على الغْداءِ.
في البْيتِ راشدُ يْجلسُ في غُرْفتهِ لايزالَ يَمْسكُ بهاتفهِ والأمُ تتَعجبُ إنه هُنا يْجلسُ في البيتِ مَعً أْسْرتهِ ولكِنهُ مَعهم بِجَسده لا بِعقلهِ ظلّت الأمُ تُراقبُ ولدهَا راشد وكيفً تبَدلتْ أحْوالَه تتوجه الأمُ بِنظرِها تِجاه راشَد قائلةً: راشْد ماذا فعلتَ اليومَ في المدرسةِ أخْبرْني؟
راشدُ: لا جديدّ يا أُمي اليومَ كالأمسِ
الأمُ: أقْصد ماذا دَرستَ اليومَ لمْ أراكَ تُذاكر دروسَك وتجلس لمتابعةِ واجباتك كما كُنتَ تفْعل ِمنْ قَبل.
حمدُ مازحًا: رُبما أعْطته الْمدرسةَ عُطلةً مِنْ الدّراسةِ يا أمُي …..
راشد ساخرًا من أخيهِ: ماذا تقول أنتَ لازلتَ صَغيرًا ولتذهبْ لتذُاكر أنتْ أولٌا.
حمدُ: لقد أنهيتَ واجباتي وراجعتُ دُروسي وخَرجتَ الآَن فقط لأجلسَ معَكِ ومعَ أمُي لنتبادلَ أطّرافَ الْحديثِ كعادتنا كل يوم ……………..أنتَ منْ تغيرت وتبدّلت ولمْ نَعدْ نَراكَ إلا جَسداٌ بلا عَقل
راشد غاضبٌا: ماذا تقولُ أنا مَعكم وها أنا ذا أجْلسُ معكم ْ.
الأمُ نعم تجلسُ مَعنا لكْنكَ لستَ مَعنا أنتَ مع هاتفِكَ لقد سَرقكَ مِنا ولمْ نَعد نَراك.
راشدُ مُبتسِمًا ابتسامةَ سُخرية: ماذا تقولينَ يا أمُي مَنْ الّذي سَرَقَني؟
حمدُ: بلْ بالفعل سَرقَكَ هاتفِكَ ولم تعدْ مَعنا ونتّمنى أنْ تعودَ إلينا.
لم يبُالي راشُد بما داَر مِنْ الْحديثِ وذَهَبَ لِغْرفَتِهِ.
وَذهبتْ الأمُ وحمدُ كلّ إلى غُرْفِته ِ.
وظلتْ الأُم طوال الّليلِ تُفكُر وُتفكُر ……………..كيفَ تْسترَد ابنَها راشد كيف تقاومَ ذلِك اللّص الّذي أجْلبوهُ بأنْفسِهمْ ولمْ تكنْ تدرك أنه سَوفَ يْسرق ولدها.
المشهد الثالث
في المدرسةِ يَجْلسُ راشدُ على مِقْعدهِ بعينين حمراوين ويبدو عليه التعبَ والإجْهادَ وإذا بِمعلمِ اللّغةِ الْعربيةِ يدْخُل الّصفَ قائلًا: السّلامُ عليكم ُ
الطلابُ: وعَليكمُ السّلام ورحمةَ اللهُ وبركاتَه ُ.
المعلمُ: اليومَ سنَتعلم ُعن التّرابط الأسُري وأهميتهُ في الْحفاظ ِعلى كيان المُجتمعِ ولكن بدايٌة أريدُ أنْ أسْالَ عن واجباتِ الأمسِ لم تَصلني بعض َالإْجاباتِ ولقد كانَ آخر موعد الأمسِ.
راشدُ محاولًا الاخْتفاءِ عن نظرِ المُعلمِ …………. ولكنْ الُمعلم لاحظَ ذلَك فأشَار إليهِ قائلًا: راشد أين الواجب؟
راشدُ متلعثماً: الواجبْ……….. الواجب ………………لقد ……….ولكن ……… نسيت عذرٌا أسُتاذي.
المعلمُ غاضبٌا: ماذا تقولُ هذه ليستْ المْرةِ الأْولى التّي تنْسى فيها واجِباتك ماذا دهَاك؟
ماذا حدثَ لكَ هذا الفْصل الّدراسي لقدْ كنُتَ أكْثر الطُلاّبِ اجْتهادًا وما هذا الذّي أراه ُوجْهٌا شاحبًا وعينين حمراوين ماذا بِكْ هل أنتَ مريض؟
راشدُ مُحاوِلًا الاعتذاِر وقدْ ألّمَ بِه الخْجلَ: نَعم ُمعلمي.
المعلمُ: وتَكذبْ أيضٌا ………..لا لا.. لمْ تعدْ راشد الّطالب الذّي نعْرفَه ُكُنتَ مِثالٌا وقدوةٌ للّطُلابِ كلُهم ماذا حدثَ لكْ سوف أقومُ باسّتدعاءِ ولي أمْرك َ.
وهنا طأ َطأ َراشدُ رأْسهَ للأسفلِ خجلٌا ……………………وقدْ ألّم الّصمتَ الّصفُ كلِه.
خرجَ راشدُ مِنَ الّصفِ حزيٌنا لما سَمِعَ إنها المرة الأُولى التّي يسْمعُ فيها هذا الكلام ِويَخرجُ للّساحةِ ليقابلَ أصْدقائِه كَعادتَه وإذا به يتجُه إلى َصديقه مَحْمود قائٌلا: مرحبا محمود كيف حالكُ.
محمود ُ: مرحبٌا راشد هل ستذهبُ معنا اليوم؟
راشد: اليوم إلى أين؟
محمودُ: هل نسيتَ اليوم َسَنذْهب إلى مُختبرَ الْعلومِ لاستكمالِ الْمشروع الذّي كلفنا به المُعلم
راشدٌ: أي مشروعٍ ………….لم اسْتعْد لهُ.
محمود: كيف! وقد كُنتَ أنتَ قائدَ فَريق العْملِ ووضعنا خُطتُنا ِمن الفْصلِ الأُول ماذا بِكَ يا راشد؟
راشدُ: نعم نعم ولكني لمْ أسْتعدْ بعد فلنستأذِن مِن الُمعلم ِأن يُؤجلَ المْشروعَ لوقتٍ لاحقٍ.
محمودُ وقد اجْتمعَ حْولهُم باقي الُّطلابِ مُتعجبينَ مِنْ كلامِ راشد أّشدَ العْجبِ وكأنَهُم يرونَ شخصًا آخر
الطلاب: ماذا دهَاك يا راشد كيفَ تقوُل ذلك ونحنُ مَن اخْترنا الوْقتَ الُمناسب لتسّليم الْمشروعَ إذا أردتَ فانسْحب ولنْكمَله وحْدنا.
وانْفضّ الُّطلابُ مِنْ حولِ راشد ووجدَ نفْسَهُ واقفٌا وحيدٌا يفُكرُ ما الذي حَدَثَ لهُ وِمَنْ الذّي سَرقَ عَقلْهُ وَفِكْرَه؟
الفصل الثالث
المشهد الأول في البيت الأم تخرج على صوت الهاتف لترد على اتصال لها
الأم: نعمْ أنا ولي أمر الطّالب راشد.
المتصل: مَعكِ إدارة مَدرسةِ راشد ونرغب بزيارتِك لنا لأمرٍ هامِ.
الأمُ مُنَزعجةٌ: ماذا حدث ما الأمر؟!
الإدارة: نُريدُ مُقابلتُكْ لأمٍر هامٍ.
الأمُ: حسنٌا سأحضرُ حالٌا
الأمُ في مكتب مدير المدرسة ويدور بينهم الحوار التالي
المديرُ: مرحبٌا أمُ راشد نأسف أشَد الأسفِ لاتصالنا بكِ بهذهِ الصُورة كنا نتمنى أنْ نلْقاكِ في ظُروفٍ أفْضل منْ ذلك.
الأمُ وقد بدا عليها الّضيقَ والقلقَ: ماذا تقْصدْ هل أصَابَ أْولادي مَكْروهٌ.
الْمدير: لا يا أُم راشد حَمدْ بخيٍر ولازالَ مُحافظا على مستواه الدراسي ولكن الأمر يتعلق براشد
الأمُ وقد بَدأتْ تفْهم الأمر: تفّضل ماذا حدَث لراشدِ.
المدير: السّموحة مِنكِ أمُ راشد لقد تبدّلتْ أحْوال راشد بشكلٍ كبيرٍ فقْد أخْتلفَ هذا الفْصل وانْخفضَ مٌستواه الدراسي ولمْ يعد مُهتمٌا بِدراسَتِه وأهمْلَ واجباتهِ حتى مَظْهرهُ الّصّحي لمْ يَعد لائٌقا ما الذي حدثَ؟
الأمُ وقد كسا وجْههَا الألمَ والْحزنَ: نعم وهذا ما حدثَ بالبيتِ أيضٌا لقد تَغيّر َراشد ولم يعدْ كسابِق عَهدهُ بنِا منذُ أنْ أحْضرنا لهُ هاتٌفًا حديثٌا أصْبحَ الْهاتف كُلّ حياتِه يجْلسُ عليه السّاعاتِ الطّوالِ باللعبِ أو الحديثِ مع أصْدقاءٍ لا نعْرفَهمُ ولم يعدْ يُشاركُّنا الطعامَ أو الكْلامَ ………..وبدأتْ الدُموعَ تنْهمُر مِنْ عينيها لقد سَرَقهُ اللّص اللّعين. سَرقهُ الْهاتف. توّحَدَ معَهُ ولمْ يعدْ.
المدير: عُذرٌا أمُ راشد ولكن الأمُر جَد ْخَطير ولابُدَ مِنْ حل لِهذهِ الُمشْكلِة لقد اقتْربتْ امتحانات نِهايةِ الْعامِ ولم يَعدْ أمَامَنا إلا الْقليل ولابُد من أنْ نسْتردَ راشدَ ليُكمْلَ مِشْواَر التّفوقِ كما بدأهُ ويُحقِقَ حُلمَ أبَيهِ.
الأمُ: وماذا نفْعل؟!!!!!!
تخرجُ الأمُ حزينةٌ وقدْ دارتْ الُدنيا بِها وفجأة ٌتسْقطُ على الأْرضِ مَغْشيٌا عَليَها.
يتحركُ الْجميعُ سريعٌا لينقلَ الأمُ إلى المُستشفى. وقد حلّ الصمتَ والحزنَ على الْجميع.
المشهد الثاني
في المُسّتشفى ترْقدْ الأمُ مَريضةٌ وقد اشّتدَ بِها الألمُ والتّفَ حْولها أْفرادَ الْعائلةِ كلُّها وها هو راشدٌ يبكي بين يديها ويدخلُ الطّبيبُ ليقولَ: كيف حَالُكِ الآن يا أمُ راشد.
راشدٌ باكيًا: أرْجوكَ أيُها الّطبيب أخْبرني ماذا بها إنِها أمي وهي أغلى من حياتي ماذا بها
الطبيب: اطّمئن إنْها بخيرٍ اطْمئنْ.
راشدُ: صدقًا يا طبيب هل يمكُنها الْخروج معنا الآنَ.
الطبيبُ: بالطبعِ لا لازالتْ تحْتاج لِعنايةٍ فائقةٍ ولنْ نسْمحَ لها بالخروج ِإلا بعدَ إجْراء الفحص الأخْير
يخرجُ الطّبيبُ ويبدأُ أفراد العائلةِ بالانصراف بعد زيارةِ الأم والاطمئنانَ عليها
ويبقْى راشدٌ بجوارِ أُمهِ المريضة يبْكي ويْندمُ على ما سَببهُ لها من ألمٍ.
وفي المْساء تبدأُ الأمُ تشْعرُ بالتّحسُنِ وتنظرُ بجانبِهُا تجدُ راشدٌ غارُقا في بحرٍ منَ الدّموعِ.
تْمسكُ بيدهِ وتحاوِلَ الْحديثَ إليه ليْطمئنَ عليَها فَيُسْرعَ راشدٌ بتقبيلِ يدَها قائلٌا: أمُي حَبيبتي لا تحْزني أنا الّسبب أنا السبب أرْجوكِ أمُي لا تحزني سأعود لكم سأكون فخرًا لكم سأجتهدُ وأتفوقَ وأستردَ نفْسي وثقتكم
أرْجوكِ يا أُمي عُودي إلى أنا وأخي حمدُ لا نُريدَ مِنَ الُّدنيا إلا رِضاكِ.
الأمُ: أتمنى يا راشد أنْ تكونَ تعلّمت مِنَ الدّرسِ لقد خَسرت َثقةَ أهلكَ وأْصدقائَكَ وُمعّلميكَ.
راشدُ: مَعِكِ حقٌ يا أمُي لكني سَأعود ُولَسوفَ تْفخرينَ بي كما كنُتِ.
الأمُ: مَتى وكيفَ ولقدْ اقْتربتْ الاختباراتِ النّهائيةِ ولمْ يبْقى سِوى القليلَ كُنت أتَمنى أنْ تنْجحَ وتتفوقَ وتلتْحقَ بالكليةِ الْعسكريةِ وتُحقِقَ حُلمَ أبيكَ.
راشدُ ماسِحا بيدهِ دُموعِه: سيكون يا أمي بكلِ تأْكيدٍ سأْجتهدَ وسأواصِلَ اللّيلَ بالّنهارِ وأعُوضَ ما فاتني.
الأمُ: أتّمنى يا ولدي أن أْراكَ بِبذلتِكَ الْعسّكريةَ كما كان يتمنى أبوك قبل أن أموت.
راشدُ مُحتضٌنا أمُه: أْرجوكِ يا أُمي لا تقولي ذلكَ سيكونَ لكِ ما تُريدين ولسوفَ أحُققَ حُلمَ أبي
أنا أشْعُر بكلَّ الأسفِ لما فاتني وما ضيعتُه ُمن وقتٍ ولسوفَ أستردَ ثِقَتكُم وأسْترَد نْفسي مِنْ ذلك اللّص وأعودُ مرةً أُخرى فخرًا لكِ ولِعائِلتي ووطني.
الأمُ: حسنًا يا وَلدي والآن ماذا سَتفعل.
راشدُ مِنْ الآنَ سيجتهُد راشدُ ليلًا ونهارًا وسيعوضَ ما فاتَهُ ولَسوفَ يُحققَ ما يُريدُ.
هكذا اخْتتمَ راشدُ كلامَه وهو خارجُ عائدا إلى البيتِ ليضعَ خِطتَهُ ويبدأً العملَ.
المشهد الثالث
في المدرسةِ بعد أنْ أمْضى راشدُ قُرابةِ الشّهرين في مُذاكرةٍ واجتهادٍ واقْتربَ وقتَ الْإعلان ِعنْ النّتيجةِ وإذا براشدِ يّترقبُ اسمَه ُمِنَ الّناجِحينَ ليُسْعِدَ والدتَهُ وعائلِتَه وإذا بالإعلانِ عنْ النّتيجةِ وكانت الُمفاجأةَ المُذْهلةَ لقد خَرَجَ مُديُر الْمدْرسة ِيعُلنُ أسْماءَ النّاجحينَ ويُعلن نجَاح َراشدُ بل وتفوقه ويتقدمُ مديرُ المدرسةِ باحتضانِ راشد بفرحٍ واحترامٍ قائلًا: مبُارك يا راشد مُبارك يا بطل لقد فعلتَها وحققتَ الحُلم هذا هو راشد الذي نعْرِفهَ ُمجتهدٌ متفوق ٌ.
حمدٌ مُسْرِعًا باتجاه أخيه فرحًا: مرحا يا راشد مبُارك يا أخي أنتَ فخٌر لنا وقُدوتي هذا هو راشد الذي أفخرُ به وبدأ َالْجميعُ يتّجهَ نحو راشدَ يهُنئونَهُ بالتّفوقِ والنّجاحِ.
ويُسْرعُ راشدٌ إلى البيتِ ويَطْرقُ البابَ فرحًا فتَفتحُ الأمُ البابَ قائلةً: راشد اخْبرني ماذا عن النّتيجةِ؟
راشدُ: ماذا تَظنينَ يا أمُي؟
الأمُ: لا وقتَ للمُزاحِ ماذا فعلتْ؟
راشدُ: لقد فَعلتْها يا أُمي لقد نجحت.
الامُ والفرحةَ تغْمُر وجْهها: اللهم لك الحمدُ والشّكرُ. الحمدُ لله الحمدُ للهِ مُبارك يا ولدي.
راشدُ: نعم يا أمي اليومَ فقط أنا ولُدكِ راشد الذي تفْخرينَ به لقد تَعلّمتَ الدّرسَ وتحديت نفْسي واستردتُ نفسي من اللّص………………!!
وهنا يدخلُ العمُ من البابِ ليجدَ هذا الحديثِ الرّائعَ فيقول: أعْتقدُ يا راشد أنك يُمكن أنْ تكْتبَ الآنَ قْصُتكَ لتُعلمَّ غَيركَ وتنصحُ الآخرينَ.
راشدُ: نعم يا عمي لقد اختَمرتْ الفكرةُ في رأْسي ولسّوفَ أقُدمُ عملًا مسرحيًا رائعَا على مسرحِ المدرسةِ في حفلِ التّخُرجِ.
حمدُ مازحًا أخيه: عملًا مسرحًيا هل ستتُركَ العْسكريةَ وتتجه للتّأليفِ والإخراج ِالمْسرحَّي.
راشدٌ مُبتَسِمَا: لا يا أخي الْحبيب بل سألتَحقَ بالكليةِ العسكريِة وأحُققَ حُلم أبي وأكون فخرا لهم ولوطني ولكن التجربةَ التي مّريتَ بها لابُدَ وأنْ أنُقلها للآخرين حتى لا يسْرِقهَمْ الزِّيفَ والخداعَ والْجلوسِ على هواِتفَهمُ. طوالَ الْوقتِ فيْسرِقَ هذا اللّعين (الهاتف) المَحمول وقْتَهُم وعقولهَم بلْ وعوائِلهًم.
الأمُ: باركَ اللهُ فيكَ يا ولدي أحْسنتَ هذا ما كُنتَ أريدَ أن تتعلّمه لا بأسَ منْ مُواكبةِ تطوراتِ العصرِ واستخدام الهواتف النقالة والاستفادة من مزاياها في تقريب المسافات والتواصل الفعال الإيجابي
يُكْملَ العْم ُالحْديثَ قائلَا: نعم يا أم راشد صَدقتِ القْولَ ولكن الكثير مِن شبابِنا بل ومُعظَم النّاسُ الآَن يقْعدونَ على هواتفهم أكثر من عدد أنفاسهم حتى سرقتهم وسرقتهم من أسرهم وبات الجميع في بيت واحد وكلهم فُرقَى وإن جَمَعتهم جدران واحدة.
حمد: هل تقصد يا عمي أن نْبتعدَ عنْ هواِتفنا ولا نْستخدمُها؟
راشد: لا يا أخي الحْبيب نسْتخدمها فيما يفيد وللضرورةِ ولتحقيقَ التّواصلَ الإيجابي
فالتكنولوجيا ضرورةَ مُلِحةَ ولها فوائدُها العْظيمة لكن الأهم أنْ لا تْسرِقُنا مِنْ أنْفسنِا ْ مَنْ نحب
الأمُ: والآنً يا راشد ماذا سَتفعل هل تُشارك بهذا العْمل المْسرحي في حفل التكريمِ بالمدرسةِ؟
راشدُ قائلَا: نعم يا أُمي بكلِ تأكيدٍ ….. فقط لأعرضَ تجربتي مع اللص اللعين للأخرين بتكونَ لهم عِبرةً.
حمدُ: وماذا سُتسمي العملَ المْسرحي يا راشد.
راشد: سيكون عنوان مسرحيتي (اللص وأنا)
العم: ماذا اللّص وأنتَ
راشدُ: نعم وبكلِّ صراحةً وشفافيةً ليعلمَ الجميعُ أنَ لا شيءَ في الوْجودِ يُساوي دِفءَ العائلةَ وحنانَ الأسرةِ
حمدُ: حسنًا فهِمنا ولكن أخْشى عليك من اللّصِ ليسْرِقَ مِنكَ شيئَا آخر.
الأسرةُ كُلها تْضحكُ مُبتسمةً
تُسدلُ الستاُر وينتهي المشهد بابتسامةٍ وحكمةٍ
(اللص وأنا) الحكمة قد نخلق بأنفسنا لصوص يسلبونا أهم ما في الحياة وهي سعادة العائلة ودفء الحياة فلا تدعوا اللصوص بينكم وكونوا أشداء عليهم بارين بأسرِكم.
فبالحبِ نحيا وبالخير العمل ندوم ………………….. العمل والتفوق كلمةُ السّرِ لعالم الخلودِ والبقاءِ.
الأجسادُ تفنى …………..السيرة العطرة تدوم.
كلمات المؤلف بلسان حال راشد ليُسِدلَ الستار بتصفيق حادٍ من الجمهور
Discussion about this post