“تمكين المرأة” بين الواقع والمأمول
تأثرت مکانة المرأة تاریخیاً بالقوانین والعادات المجتمعیة التی یعشن فیها والتی حرمت النساء من حق الحصول على مکانة اجتماعیة مستقلة استناداً للقیم والعادات والموروثات التقلیدیة والتی حرصت على وضع النساء تحت وصایة السلطة الذکوریة فی العائلة والمجتمع ،إن قضیة النهوض بالمرأة وتمکینها أصبحت أحد أهم الأولویات على جدول أعمال دول العالم فى بدایة القرن الحادى والعشرین وذلك بالرغم من الإنجازات الملحوظه التى حققتها المرأة فى العقود السابقة إلا أن مشارکتها مازالت دون الطموحات والآمال على کافة الأصعدة والمجالات .
يُعرّف مفهوم تمكين المرأة (بالإنجليزية: Women’s Empowerment) بأنّه العملية التي تُتيح للمرأة القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تُكسبها قوةً تُمكّنها من السيطرة على حياتها ،كما يُمكن تعريف تمكين المرأة بأنّه العملية التي تُشير إلى امتلاك المرأة للموارد وقدرتها على الاستفادة منها وإدارتها بهدف تحقيق مجموعة من الإنجازات.
منذ بداية العقد العالمي للمرأة 1975-1985حتى مؤتمر بكين منتصف تسعينات القرن الماضي
1996بدأ الإهتمام العالمي بقضية تنمية المرأة، و تمكينها لأداء أدوارها بفعالية شأنها في ذلك شأن الرجل.
و قد أكد هذا الإهتمام الدولي التفاف الدول والهيئات الدولية و الإقليمية حول قضية المرأة ونضالها
عبر عقد سلسلة من المؤتمرات و الندوات، دعما لميثاق الأمم المتحدة 1945 و الإعلان العالمي لحقوق
الإنسان 1948 ،اللذان ساويا بين الرجال و النساء في الحقوق، فضلا عن اتفاقية السيداو
(CEDAW)المتعلقة بإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
و للتمكين عدة أوجه أو مؤشرات منها ثلاث رئيسية:
1- التمكين الإقتصادي
2- التمكين الإجتماعى
3-التمكين السياسي
وحتى تكون المرأة العربية واعية و مدركة لأدوارها، عليها أن تكون متسلحة بالقدرالملائم من المعرفة
والثقافة،و الخبرات و المهارات السلوكية اللازمة لمواجهة التحديات التي تجابهها، و رغم كل شيء أصبح العالم
اليوم يضع مكانا أفضل للمرأة عما كان عليه من قبل كما أن كفاح المرأة العربية لازال طويلا حتى تتمكن من تحقيق اهدافها في الحصول على الفرص بشكل متساوى من الحقوق و الحريات،و إلى تحطيم أسوارالعادات والموروثات و التقاليد الهشة، التي لازالت تنظرإليها نظرة قصور دونية .
Discussion about this post