صورة المرأة العربية في الإعلام الجديد
شاركت المرأة منذ مطلع التاريخ مع الرجل في كافة مناحى الحياة وفي العديد من المجالات ، ولقد أثبتت المرأة على مر العصور قدرتها في الريادة والقيادة في أصعب مراحل المجتمعات الزمنية والمكانية ، وتعتبر مكانة المرأة وأدوارها المتشعبة، وميزاتها المتعددة، انعكاساً للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ،وتؤكد الدلائل أن المرأة قد ارتقت مميزاتها وتعددت أدوارها وإسهاماتها في بناء المجتمعات؛ كما تطورت مكاسبها وتعززت مكانتها العملية والتعليمية، وتعددت مساهمتها الفعلية في العديد من النواحي الإنتاجية.
بالرغم من أن مجلات المرأة والأسرة العربية قد شهدت تطوراً کبيراً في طباعتها وإخراجها بفضل التکنولوجيا الحديثة، إلا أنها لم تستطع التعبير عن التحديات الخطيرة التي تواجه الأسرة والمرأة العربية، کما أنها لم تعبر عن قضايا وهموم المرأة والأسرة الخليجية بشکل متوازن حيث اهتمت المجلات النسائية المتخصصة وإصداراتها الإلکترونية بإبراز الصورة النمطية للمرأة التي تهتم بمظهرها وأناقتها، أي أن المجلات المتخصصة للمرأة رکزت على “تسليع المرأة” من خلال النظر إليها کجسد.
– أشارت نتائج الدراسات إلى أنه توجد عوامل عامة تؤثر في تکوين الصورة الذهنية للمرأة بشکل عام، منها ما هو إيجابي مثل خصوصية المجتمعات العربية وما تفرضه من قيم وعادات وتقاليد موروثة ينبغي إحترامها وتطبيقها، کما توجد محددات للصورة الذهنية تأتي من ثقافات بعيدة کل البعد عن الثقافة العربية، فضلاً عن تأثير وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الجديد، فهذه الوسائل تلعب دوراً محورياً في تکريس صورة ذهنية قد تکون سلبية أو نمطية أو إيجابية.
ان القضايا التى تخص المرأة والأسرة يتم تناولها في إطار محدود ومساحات محدودة تتجه في الغالب نحو موضوعات عامة عن صحة الأسرة والمجتمع والاهتمامات التقليدية للمرأة وقضايا تربية الأبناء والرعاية الصحية وموضوعات متنوعة في مجالات العلاقات الزوجية وأخبار القيادات النسائية والنشاطات الرسمية للمنظمات والجمعيات النسائية إلى جانب النشاطات الموسمية التي ترافق الاتجاهات الرسمية عند القيام بالفعاليات ذات العلاقة بالنشاطات المتعلقة بالحقوق والتشريعات والمشاركة السياسية (لها علاقة بالمناسبات والاحتفالات المحلية والدولية).
Discussion about this post