رسالة جديدة تكتبها روضة خالد
ألقت تلك الزجاجه ف البحر و التي تحمل ورقة كَتبت فيها ما لا تستطيع البوح به ورحلت ..
مر من مر وفـي كل مره يُحاول البحر لفظها ،ولكن كان للموج رأيًا اخر ، الي أن عثر احدهم عليها، وكزجاجه تحمل ورقه باللون البُني أثارت فضول ذلك الفتى ، فأخذ بفتحها ، مُعلنه تلك الورقه عن نجاتها بحبرٍا بِالكاد يَظهر :
فـ الواحد وعشرون من ديسمبر، ف اشد ليالي الشتاء بردًا، اشعر أنني استسلم و لا استطيع إستكمال تلك المعركة، أخذ السرطان يفتك بي وانا لا طاقه لي لمحاربتة، دموع امي تقتُلني وانا حية ، نظرات الشفقة تخترقني ، فتؤلمني وانا أتألم بمرضى ، حتي انني وفوق ما أشعر به ، أشعر بندبه تنتاب قلبي ، مع أن قلبي كان أعلم بها منذ تلك الفتره الذي شعر فيها انه لا شئ ، لا شئ عندهم،لا شئ وكأنه لم يفعل ما يُذكر له ف حياته ، أشعر بضيق تنفس رغم أنني أكتب هذا وانا فـ شُرفه غُرفتي فـ هذا البرد الذي احتل اطرافي .. كل محاولاتي بدت وكأني سمكه باتت تقنع نفسها أنها تستطيع العيش عـ اليابسه ونسيت انني لا أملك سوى خياشيمي للتنفس، اريد البكاء وجفوني تأبى ، مضحك اليس كذلك ؟.. أتعلم شعور انك لاشئ !، وجودك اشبه بعدمه ! محاولاتك باتت فاشله! ، انا لا أشعر حاليًا سوى أنني عـ اعتاب سِوار حياتي، فقدت شَعري الأسود أثر جرعات الكيماوي التي لا سامحها الله، بالكاد جسدي محتفظًا بالنصف، وشُحوب وجهي بدأ يظهر للجميع، بينما قلبي الذي يتألم فـ الداخل، لا يعبث به أحد ، منذ آخر لقاءٍا بيننا وهو يضع خاتم خِطبتنا عـ الطاوله قائلا لا اريد وكأن الأمر عاديًا ، وانا لا أستطيع الصمود ، أخذ معه طاقتي ورغبتي وحبي للحياه ورحل ، تركني وانا فـ بداية معركتي ، نعم فكيف يربط حياتة بمن لا تعلم كم يوم يتبقى لها فـ الحياة، ولكن لو كان ظَل والله لكنت تشبثت فـ الحياة اكثر ، وكنت سأُجاهد دون خَيار ، والله كنت سأتحمل ما لا يطيق اي بشري تحمله من ألم وانا فـ قمه السعادة والرضا ، ولكنه اختار تركي ، اختار حياة لا يشُوبها عناء او فقد او ألم او شقاء ، ولكن وبرغم هذا قلبي لم يكرهه الي الآن ، مر ما مر وقلبي مازال يشتاق ، أكتب هذا وفـ نفس اليوم من العام الماضي كانت خِطبتنا ، كنت أعشق الحياة واتمني أن أعيش عُمرًا فوق عمري ، ولكن سبحان مبدل الأحوال ، اليوم أنا أتمنى ان يرضى الله عني ويأخذني عندة فقد فاق ما أشعر به قوى تَحملي .
اخذ الفتى قلبه يتألم مع كل كَلِمة يقرأها، يعلم من هي ، يعلم ذلك الخط حتى وان كان باهتًا ، يعلم تلك التعبيرات ، يتذكر يوم الخِطبة وما حدث ، يتذكر كم كان يحبها وتخلى عنها ، يتذكر شعور الجُبن الذي تملكه يوم عرف مرضها ، يلعن تصرفة كل يوم منذ تركها ، واليوم وبعد قرأته لتلك الرسالة كره نفسه التي كانت سبباً بما تشعر هي به الآن ، وكره البحر الذي اختاره دونًا عن الباقيين ليلفُظ هذه الرسالة أمامه، كره كل ما جعلها تصل الي ما وصلت إليه الأن ، نفسه، السرطان ، البشر .
مسح دموعة التي ملأت عينيه واخرج هاتفه ، باحِثًا عن اول حروف اسمها ، راغبًا فـ إخبارها انه مازال يحبها ، ومازال يريدها، طالبًا العفو وفرصه، ولكن ف نفس الوقت الذي يبحث فيه عن اسمها، رأي فيها ذلك المنشور بتاريخ أربعة من يناير، أي اليوم ، الساعة السابعة مساءاً ، أي الآن ،أنها فـي ذمة الله .
Discussion about this post