تحذير النقل التلفازي ..
خطر على مستقبل كرة القدم !
حسين الذكر
كما يعلم القاصي والداني ان كرة القدم لا يمكن ان تسير وتتقدم من دون حظوة وحماسة الجماهير التي تعد اس اللعبة بل فحواها في أي مكان.. هذه القاعدة لا تنحصر في بلد او دوري او بقعة معينة تخضع لمعايير مناخية وجغرافية او مستوى حضاري او صناعي او لها علاقة بنظام الحكم جمهوريا كان ام ملكيا وراثيا .. كل هذه القواعد ليس لها علاقة بصناعة كرة القدم وان تاثرت واثرت فيها بشكل محدود لا يمس جوهر اللعبة التي كانت تسمى سابقا ( بلعبة الفقراء او اللعبة الأكثر شعبية في العالم ) وبرغم التفاف الدول الكبرى ومحاولة الاستحواذ عليها واعتصار ضرعها الكبير لكن قوة اللعبة كانت وما زالت وستبقى تتمثل بجماهيريتها التي غدت تاثر على الراي العام ..
هنا تكمن علة عمليات التسيس او الاخضاع الكروي المرتقب .
انطلاقة من هذه المقدمات التي افضينا اليها كنتيجة لا يمكن ان نتهمها بالسلب ولا نعدها إيجابية بقدر ما نؤشر من خلالها خللا واضحا بدا يرشح فيما يسموه بحقوق النقل التلفازي وعالمه السري والربحي .. وعن المسؤول عنه وما هي الفلسفة الحقيقية التي تحركه والدوافع الخفية والظاهرة من وراؤه .. ففي وقت كانت المباريات تبث مجانا وتحرص الحكومات على ذلك لغرض المتعة والمتابعة والتثقيف وامور أخرى كل حسب سياساته .. الا ان الأمور بدات تختلف شيء فشيء حتى غدا من الصعب على الفقراء متابعة لعبتهم المفضلة جراء الاحتكارات التي حصلت عليها بعض الشركات او الدول ..
نحن هنا نقرا باستغراب واضح ما تناقلته بعض الصحف وانتشرت اخباره بشكل مخيف حول حقوق النقل الخاص بمباريات كاس العالم المقبلة وكذا بطولات اسيا عما تسرب عن حصر النقل في التطبيقات او العودة الى البث الأرضي الذي تجاوزه الزمن ولم تعد له قيمة تذكر .. فيما اليوم تمرر بعض التصريحات الموحية الى ان البطولات المذكورة وربما المقهورة جماهيريا بسبب الإجراءات والتباعد منذ سنتين .. ستجد نفسها ليست محرومة من المشاهدة الا عبر الدفع المباشر والقبض المؤسساتي .. بل اشد فتك من ذلك حينما يفرض عليها المتابعة الحصرية بموجب تطبيق في جهاز صغير وعبر الانترنيت الذي له سيئاته الكثيرة في الوطن العربي – باقل تقدير – اذ ان الكهرباء مقطوعة بعدد من الدول كما ان الشبكات الانترنيتية لم تخضع لسيطرة الدول حتى الان وهي تعتمد على شركات ربحية همها المال وخدماتها متلكئة لا تصلح لنقل بطولات كرة القدم .. كذلك وفقا لتقنية ما يسمى بالتطبيقات سيحرم الجماهير من المتابعة الجماعية امام الشاشات الواسعة الاسرية والاجتماعية .. وذلك سيشكل خسارة كبيرة لكرة القدم في جمالية المتابعة المجتمعية التي يسعى الفيفا الى توسيعها والإفادة منها كما صرح ونوه عنها مرارا في لجان التطوير الخاصة به .. وهنا تكمن علة الازدواجية بين التطوير وتطبيقات النقل غير المحبذة ..
Discussion about this post