7- افلام عن الحب في زمن الحرب
الدكتور فراس الشاروط
التكفير 2007
اخراج : جوي رايت
هكذا يبدأ هذا الفيلم الجميل ، عن رواية ( ايان ماكوين ) ببهجة سرعان ما يأخذنا الى الهاوية ، ومأساة بشرية قاتلة ، مشهد الافتتاح في ذلك المنزل ذو الطابقين وسط الريف الانكليزي أشبه بالحلم ، نبتدأ مع كذبة لفتاة مراهقة لتتسع وتدمر حياة عاشقين وحياتها هي ايضا ،
سيسيليا تعيش لحظة حب مع روبي ، في غفلة تشاهدهما بريوني الصغيرة المراهقة والتي تعتقد ان روبي يسيء معاملة اختها حسب تصورها عن الحب الجسدي ، ثم تروي كذبة عن روبي وأخفاء خطاب حب الى سيسيليا لتبعده عن المنزل وعن شقيقتها .
تروي سيسيليا الاحداث برشاقة وعذوبة ، واداء ممتع من (كيرا نايتلي ) ، جميلة ومذهلة ، يتم تجنيد روبي وارساله الى فرنسا ، فيما تعمل سيسيليا ممرضة اثناء الحرب في لندن ، بريوني مع سنوات الحرب تكبر وتعلم خطأها المأساوي لتحاول التكفير عنه ، يجتمع الثلاثة في شقة وسط لندن لكن الكل قد فقد ما اراده وتمناه ، حتى السلام في وقت الحرب اصبح لاطعم له ، ولحظات اقتناص الحب فقدت ، لقد مات الفرح .
بين الحرب في فرنسا والقذائف التي تسقط على لندن تمر سيرورة الفيلم الحكائية ، بسردية (حلوه) يقطعها مشهد طويل مذهل ( one shoot ) من أجمل مشاهد السينما الحديثة ، يبدأ برحلة مؤلمة من خلف خطوط العدو ، روبي من بين القوات التي تنتظر الإجلاء على الشاطيء في دونكريك بفوضى الحرب والدمار والدم ، أكثر بكثير مما نعتقد أو نقرأ .
كل مشهد صنع بأتقان ليأخذنا الى مستوى أعمق للرؤية الحكائية الفيلمية ، المصير الذي قادت بريوني فيه الشخصيات تكتشفه ونكتشف معها في النهاية ( وهي الآن روائية عجوز بأداء فانيسيا ريد غريف ) الحقائق حول صحة القصة المفبركة ، عن غبائها وعن الخيانة التي اقترفتها طوال السنوات بحق سيسيليا وروبي .
(الضياع) هي الكلمة المناسبة فيما ترتب الخيانة ، ماذا عن التكفير هل يردم الهوة ؟ هل يعيد السعادة ؟
فيلم رائع في كل لحظة من لحظاته خصوصا في نهايته التي تغمرنا بآثارها وتبقيك أسير افتنان هكذا افلام .
Discussion about this post