9افلام عن الحب في زمن الحرب
المريض الانكليزي 1996
إخراج : توني مانغيلا
بقلم الدكتورفراس الشاروط
هذا ليس بفيلم ، بل قصيدة سينمائية ، أغنية عميقة في الروح وشفافة ، تداعيات الذاكرة تأخذنا الى الرغبة مثلما تاخذنا الى الخسارة ، عالم من الالغاز الغامضة تبدأ بالكشف رويدا رويدا مجيبا عن كل الاسئلة التي خلفها في استهلاله … في النهاية لا نحصل الا على حب كبير واستثنائي مفعم بالألم .
تبدأ الحكاية بتضاريس جسد سرعان ما ندرك انها صحراء (بلقطة عامة فوقية) ، طائرة تحمل شخصين رجل وأمراة ، هذه المقدمة الملغزة سنعرف تاليا من هما ، ولماذا هم في الطائرة الحربية ؟ ما بين المقدمة والنهاية تجري سسيرورة الفيلم المذهل .، والمثير بصريا .
بعيد الحرب العالمية الثانية نحن أمام جسد رجل محترق مشوه الملامح ، ترعاه ممرضة في دير قديم ، هذا الرجل لم يعذب جسده المحترق بل ان روحه هي الاخرى معذبة ، شيئا فشيئا يستعيد ذاكرته وحكايته تروى عن طريق كتاب تم العثور عليه بجسده المتفحم بجلد قديم ، مع رسومات وملاحظات وقصائد ملصقة بعناية داخله … المريض الانكليزي والذي يحمل الفيلم اسمه كان طيارا للجمعية الجغرافية الملكية في القاهرة ، يقع في حب امرأة متزوجة ذات ليلة راقصة ، ثم تنكشف رومانسية الفيلم أكثر ليجدا نفسيهما وسط الصحراء على متن طائرة ، ومن ثم وحيدين بعد دفن معسكرهما بعاصفة رملية ، وحيدين مع قصة حب رائعة ، تتقاطع مع قصة وله وشغف الممرضة بضابط سيخي وسيم . كل هذه الحكايات مع حكاية الرجل الغامض الذي قطع النازيون اصابعه يتم تجميعها عبر الرجل المحترق المحتضر .
الكثير من المشاهد صنعها (مانغيلا) برؤية بصرية رومانسية مذهلة لا يمكن ان تنسى ، ( مشهد الممرضة وهي تكتشف رسومات الدير بواسطة مشعل ، مشهد الختام عندما يحمل المريض الانكليزي جسد حبيبته المحتضر نحو الكهف ) ، حوار الممرضة مع الضابط السيخي قرب البيانو .
مايكل اونداتجي صاحب الرواية التي أخذ عنها الفيلم يبدو انه عمل بجد على سيناريو لامع مع توني مانغيلا ، من وجهة نظر شخصية الفيلم ساحر أكثر بكثير من الرواية رغم غناها اللغوي… في الاداء ، وليم دافو اللعين في دور لا يؤديه سواه ، راف فاينس وكريستين سكوت توماس لايمكن ان ترى احدهما في فيلم حتى تستدعي الآخر لقد تماهيا كعاشقين حقيقيين ، اما جوليت بينوش فتلك حكاية أخرى .
صرحت المطربة ( مادونا) مرة ( اتمنى ان اجد من يحبني مثلما حب المريض الانكليزي حبيبته ) …. وأقول : ان تشاهد هذا الفيلم بانبهار ولا تبكي فمن الافضل ان تراجع طبيبا نفسيا .
المريض الانكليزي سحر سينمائي حقيق لايمكن ان تتحدث عنه انه فيلم يشاهد وكفى .
Discussion about this post