ولنا في الخيال حياة قصة بطل
ناديا يوسف
في بلد مزّقته التناقضات و تاهت بين أزقته الحقيقة ، كانت الحكاية و البداية لأبطال جاؤوا من رحم الموت لينطلقوا من جديد لم تمنعهم تلك السنوات العجاف التي مرت عليهم من أن ينظروا بعيون مختلفة وآمال يسعون إليها متخطين بذلك كل الصعاب ..
وكيف لا يكون هذا و هم رجال لم يعرف لهم التاريخ نظيراً
ببساطة.. إنه ذلك الجندي المرابط في أي بقعة من الأرض
و لنا في الخيال حياة هو ليس مجرد عنوان لكتاب وإنما حكاية لآلاف الرجال
بعضهم من فارقنا والبعض الآخر كتب لهم عمر جديد
<< ولنا في الخيال حياة >> لم يكن اختيار الاسم عن عبث فالكاتب
يمتلك من العزيمة والإصرار مايفوق التصور
من هو صاحب هذا الكتاب إنه عزام أحمد شاب درس الهندسة المدنية
كالآلاف من الشباب يحلم بالعمل بعد التخرج وبيت وزوجة وأولاد يخطط وإياهم المستقبل ..
كان هذا جلّ ما يسعى لتحقيقه .
عندما ناداه الواجب لبى النداء و التحق بخدمة العلم لتبدأ مرحلة جديدة بحياته
عزام أحمد الذي عاش الحرب بكل تفاصيلها مع رفاقه في مكان أشبه بفكي كماشة لا يعلمون متى تطبق عليهم
ورغم الحصار الذي استمر لسنة ونصف من الاشتباكات والمصير المجهول لم تلِن العزيمة والإصرار على محاربة هذا العدو لآخر رمق ..
عندما أصيب بجراحه عادت به الذاكرة لبيته لحضن والدته الدافىء ويد والده التي لطالما تمسك بها ومسامرة إخوته وأخواته و صور رفاقه.. لم يبقَ شيء في حياته إلا ومر أمامه شعر وكأن الموت بات وشيكاً فعملية إنقاذه شبه مستحيلة بوجود مثل هذا العدو الذي يحيط بهم من كل الجهات.. ثقته وإيمانه برفاقه لم تذهب سدىً وتحقق الإنقاذ ولكن مخلفاً إصابة بليغة ترافقه مدى الحياة هذا الجرح الذي بقي أثره كان هو الملهم والدافع القوي للبدء برسم مستقبله الجديد لم يرغب أن يعيش حياته بروتين واحد وإنما برمجها وفق أحلامه التي طالما بحث عنها ليكون مساره الأول عبر الكتابة والفن الأدبي حيث كتب روايته الأولى ولنا في الخيال حياة
رواية واقعية تحكي قصة جرح ومعاناة وملاحم بطولة بسرد بسيط متدفق ويرسم عالماً خاصاً بمفردات لصيقة بالحياة.
.الرواية التي حملت تفاصيل بطولات الصمود في الفرقة 17 الرقة مهداة لكل من حمل سلاح الحق
رواية تتحدث عن الحصار الذي عاشته الفرقة السابعة عشر في مدينة الرقة والذي دام سنة ونصف السنة .
تناولت الرواية بداية أهم الأسباب التي أدت لعزل الفرقة لدرجة عجز الحوامات عن الهبوط على أرضها ، خاصة ما يتعلق بالتسهيلات التركية لحركة المسلحين والدعم اللوجستي والاستخباراتي ليتابع سرد الأحداث التي مرت بهم بحلوها ومرها كانوا كأسرة واحدة لا يختلف الواحد منهم عن الآخر مهما كان دينه أو معتقده أو طبقته ما جمعهم أكبر من أي شيء
أما في الجانب الآخر للبطل كانت الرياضة البدنية من خلال مشاركته في بطولة ألعاب جريح الوطن الأولى، التي أقيمت بمحافظة اللاذقية حيث طورت التدريبات الرياضية قدراته وفتحت آفاقاً جديدة لطموحاته وأحلامه و أكد بأنه سيستمر هو ورفاقه في التدريبات والمشاركات الرياضية وتحقيق انتصارات جديدة ليس فقط محلياً وإنما عربياً ودولياً والهدف الأساسي من المشاركة عشقه للرياضة بالإضافة للرغبة بالفوز
والخطوة الثالثة للبطل هي الانتهاء من تدريب 37 جريحاً من فاقدي البصر على التطبيق الناطق للهواتف الذكية وتهدف عملية التدريب الدورية إلى تسهيل تواصل الجرحى من فاقدي البصر للتفاعل اجتماعيا وعودتهم للحياة كما كانوا قبل الإصابة ،و يخلق فرصاً للراغبين منهم بإحداث تغيير إيجابي في حياتهم عبر تقديم كل مايلزم لمواجهة الحياة والدخول لسوق العمل وذلك من خلال تمكينهم من الوصول إلى التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية
هذا فيض من غيض فالطموح لديه لا حدود له ولذلك سيبدأ بكتابة كتابه الجديد والذي يحمل نفس العنوان و لكن بأحداث أخرى و أبطال جدد
مع كل الحب لتلك الجباه السمراء التي أعطتنا نحن ولادة جديدة
Discussion about this post