الشاعر الكبير عبد الزهره بوسف وقصائد مختارة من دواوينه
متابعة د منعم سعيد
حمامتي الوديعة(1)
ااشاعرعبد الزهره يوسف
عندي حمامةٌ وحيدة
تغتابُني إذا رأتْ فراشةً
تحومُ حولي
تشتمُها بذيلها
ثمّ تقرأُ سورةَ النميمةْ
طاغيةْ تكرهُ أنْ أكونَ اثنينْ
وتكرهُ أنْ تكونَ إثنتينْ
أُمسّدُ على ريشها
وتُمسّدُ على راسي بجناحيْها
حينَ يخذلُني تلفونُ إمرأةٍ
تعتذرُ عن المجئ
وكأنها تقولُ إعصبْها برأسي
تحتسي دمعي إذا بكيتُ
وتخمشُ وجهها بفصاحةِ الحُزن
تتمعّنُ في صدري
حين أفكُّ أزرارَ قميصي
تدفنُ فيهِ رأسها
وتهزّهُ حين تعرفُ
أنّ حبّاتِ قلبي يابسة
مساحةُ عقلها أوسعُ من حُلُمي
هذا الشَغَبُ الأبيضُ كم أُحبّهُ
في مرايا الكونِ المصبوغةِ
بالظلامِ الأسود
لا عليكِ ياحمامتي
فتوى الغربانِ مُضحكةٌ
قفي واهدلي على مُؤخرةِ راقصةٍ
تؤدي التحية بساقيها
وتمنحُنا الخطيئةَ بتفاحةِ الموسيقى
فالهديلُ لا يليقُ بالنعوشِ الفارغةْ
الإثنين /تشرين الاول/٢٠٢١
تحتَ المطر(2)
أنتِ إمرأةٌ مُزدحمةٌ بالدولاراتِ
مثلَ يومِ القيامة
وجيبي صغيرٌ بحجمِ أحلامِ الفقراء
بعيدةْ أنتِ كنومِ العاشقين
وأنا قريبٌ لكنْ
مَنْ يصنعُ نومي
حتى جاءتِ امرأةٌ
قدّمها اللهُ في صحنٍ
بمساحةِ الدُّنيا
ترجّلتْ وجثتْ على رُكبتيها
وهي آيلةٌ للسقوطِ بين أحضاني
رتّلتُها كصلاةٍ
ودعوتُ اللهَ أنْ تحتلَّني كالحُلفاءْ
علّمتْني كيفَ أبصمُ بطلاءِ أظافرها
على جراحي القديمةِ إسمي
بأبجديّةِ اسمها
بضبابيّةِ مرآةٍ تُخفيها
عن الديناصوراتِ الأنثويةِ الساهرةْ
يا البيضاءُ
ياجُمّارَ النخلُ العراقيِّ
الصاعدَ من الشامِ
في نسغِ قصائدي
إمشي
واجتازي
وتيهي
وارفعي سُكّري
حتى يختلَّ توازني
كمصباحٍ يهتزُّ هزّةَ احتضارْ
ايتها الليّنةُ الناعمةُ كالفراءْ
يا ابنةَ الاربعينْ
أعتذرُ لمظلتي
ولمعطفي من المطر
فتعالي ودفّئيني
لكنْ من يحولُ بيني
وبينَ لساني
إذا تدلّى من فمي
ليلعقَ قطراتِ المطرِ الخارجةِ
من فتحاتِ القميصِ المًخرَّمِ
تحتَ معطفكْ
ليتَ چزمتك المطاطيةَ
تنزلقُ ونسقطُ سويةً
يلبسُ المطرُ معاطفنا
ويلتهمُنا الشتاءْ
أنا وأنتِ ومايكل أنجيلو(3)
ألقى اللهُ حفنةً من طينٍ
وأعطى البيعةَ ل (مايكل أنجيلو)
وأمرهُ أنْ يصنعَ لكِ تمثالاً
فكُنتِ منحوتةً
لا يدّعيها غيرُ الله
أنتِ قبضةٌ من تُرابٍ
ألبَسَكِ المايسترو (أنجيلو)
تنّورةً من موسيقى
وحمّالةَ نهدينِ
خيوطًها من الأوتار
إخترقَ لحنُها
حاجزَ الصوتْ
لا تفزعوا
هذهِ حمّالةٌ مُلحَّنَةٌ
وليست أصابعَ ديناميتْ
أنتِ
وأنجيلو
كُلّْ أخذَ مكانَهُ
كإخوةِ يوسُفْ
إلا أنا
كانَ البئرُ نصيبي
تشرين الأول/٢٠٢١
إتجاهاتٌ خمسينية(4)
لأيّةِ دقّةٍ لقلبكِ
ينتسبُ قلبي
لا عليكِ
حتى بائعُ الصُحفِ الصغيرُ
يعرفُ
أنّكِ عشيرةُ قصائدي
لأيِّ اتّجاهٍ يتحركُ قلبي
اليسارُ أنتِ
واليمينُ أنتِ
فلا داعيَ أنْ ألتفتَ
وكلُّ ما تبقّى من الجهاتِ
أنتِ
لأيّةِ أطرافٍ صناعيةٍ ألتفتْ
قلبي مُعاقٌ
مبتورةٌ شرايينهُ
لكّنها زحفتْ
وأتتْ إليكِ حافيةْ
دعيني أُحصي الإتجاهاتِ الخاطئة
كُلُّها خاطئة
إلا أنتِ
تعالي لقلبي
فلا اتجاهاتٍ ولا زمنَ
ولا يحزنونْ
إنها الواحدة بعد منتصف الهزيمة(5)
شاعر هزمتهُ إمرأة
إرتكبتُ حماقةً مرّتينْ
مرّةً
عندما قفزتُ الى النهرِ
وأنا صغيرٌ
وكان يابساً
ومرّةً
عندما لامستُ ساقيْكِ
من أجلِ محفظةِ نقودٍ خاليةْ
وهُزمتُ مرتينْ
مرةً
عندما أسلمتُ ذَقني
لإمرأةٍ ثرثارة
غيرِ قادرةٍ
على أنْ تُرتّبَ سريرَ غُرفتها
وعزائي أنني
سأُصبِحُ فيلسوفاً
مثلَ سقراطْ
فلمْ أكُنْ
ومرّةً
أعرتُ مظلتي لإمرأةٍ
تقيها من المطر
فعدتُ أحملُ جثتي
على تابوتٍ مُبللْ
Discussion about this post