من عفرين إلى دهوك
حوار مع الشاعر عصمت شاهين دوسسكي
* الحنين لحضن وطن يحمي أجسادنا وأحلامنا .
* على الشاعر الحقيقي أن يقدم شهادته الشعرية العصرية .
* الكتاب وسيلة مهمة لتنمية ثقافة الإنسان .
* المرأة الكردية رغم التحرر وحصولها على المناصب السياسية والاجتماعية والثقافية والإدارية ما زالت متمسكة بالأصالة والمبادئ الأخلاقية .
* الاهتمام بالأدباء والمفكرين والعلماء شأن الدولة حضاريا .
* يلعب الإعلام دورا فكريا وثقافيا مهما .
* الأمة التي لا تقرأ لا تنتظر منها أن تبني حضارة
حوار : أمينة عفرين – سورية
1 – في البداية لمحة عن حياتك التي عشتها في طفولتك ؟
* الطفولة عالم مميز في حياة الإنسان بتفاصيله وعفويته وبراءته حيث يكون الانطلاق منه إن شئنا أم أبينا فأحداث الطفولة تؤثر على حياة الإنسان ونفسيته ومستقبلة ، والأديب سر ديمومته وإبداعه وتواصله أن يحمل روح الطفولة وأن لا يشيخ أبدا وهذا يعني عدم فقدان روح الطموح والحماس والحلم والعطاء ، طفولتي قد تكون مأساوية لو قارناها بطفولة أخرى ورغم هذا كانت طفولة مميزة حتى لو كانت في ظلها الحرمان والحاجة والفقر والبراءة والبساطة والعفوية التي تحمل على كاهلها البحث عن كسرة خبز والبحث عن الحياة بين الأزقة الشعبية والبيوت الآيلة إلى السقوط ،يبقى الحنين لكل الأشياء التي تركناها أو مضت هي عنا إلى الحنين إلى خبز أمي وحنان أمي ولمسة أمي وأموت خجلا وألما من دمع أمي ، وإلى الحنين لحضن وطن يحمي أجسادنا وأفكارنا وأحلامنا وأمالنا وطموحنا في ظل عيش كريم بعيد عن الذل والحاجة والانكسار .
2- من أنت .. وكيف بدأت بالكتابة ؟
* أنا من الجبال والسهول والوادي والجنان والأنهار والينابيع ومع الملائكة ميلادي ..أنا من البحار والصحاري والشواطئ وبيض الأيادي والألباب الحكيمة والصدور الكريمة التي تنبض مع نبض فؤادي … بدأت القراءة بتمعن قبل الكتابة فكانت القراءة المهمة التي توسع مدارك الإنسان فالقراءة حاجة إنسانية ملحة وليست هواية فكلما قرأت أكثر أصبحت في عالم أوسع وهي تدل على تحضر كل أمة تطمح إلى السمو والإرتقاء والأمة التي لا تقرأ لا تنتظر منها أن تبني حضارة وهذا ما وضحته في قصيدة ” حضارة القشور ” هكذا بدأت القراءة أولا وما زلت أقرأ .. بدأت القراءة وأنا في الصف الرابع ابتدائي بعمر (11 ) سنة إضافة إلى المناهج الدراسية كنت أقرأ لكبار الأدباء والعلماء والمفكرين وفي عمر ( 15 ) سنة بدأت أكتب بعض الخواطر والشعر والقصص وما زلت أقرأ وأكتب في الشعر والنقد الأدبي .
3- في بداية مشوارك الأدبي كيف كان توجهك الأدبي شعرا أم نقدا ..؟
* في البداية خواطر وشعرا كان الشعر الهالة التي تضيء سماء الروح وهواجس القلب وأنين الضمير وبعد التوسع في عوالم الأدب لجأت إلى النقد الأدبي كسبيل لإفراغ ما لا يمكن إفراغه أي ابدي في التأويل والتحليل النصي رأي الخاص في النص والشاعر أو في القصة والقاص وهكذا باقي الفنون الأدبية .
4 – عن الحب والمرأة والوطن ماذا يعني لك ..؟
* الحب بمفهومه العام حب بلا حدود حب إنساني شامل يضمن
حب المكان والأهل والناس والمحبوب
((ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك ))
قالها الحبيب محمد صل الله عليه وسلم برواية الترمذي . وهو يودع مكة المكرمة ،
إنها الأرض التي ولد فيها، ونشأ فيها، وشب فيها، وتزوج فيها، فيها ذكريات لا تُنسى، فالوطن ذاكرة الإنسان، فيها الأحباب والأصحاب، فيها الآباء والأجداد والآثار والذكريات التي تظل تنبض في القلوب وهذه فطرة الله في حب الأرض والديار ، وقد كتبت عن الأماكن حبا وتأثيرا مثل قصيدة الحدباء – دهوك – زاخو – سنجار- عفرين – طنجة – تطوان – بيروت وغيرها .
والحب من ألوان الشفاء لقاء المحب بحبيبه ألم يشف يعقوب ويعود إليه بصره حينما ألقوا عليه قميص يوسف ..؟
الحب العفيف الذي فيه دروس وصور شعرية في الصدق والنقاء والعفة والطهر والوفاء، والذي يتغلب فيها العشاق على كل العوائق التي تعترض سبيلهم ويصمدون حتى النهاية وعكس هذا الحب بريء الحب في أصله كل البراءة مما علق به في هذا العصر من المجون والعرى والانحلال الأخلاقي، فواقعنا الآن يكاد يكون خاليا من الحب العفيف الذي يجسد معالم الفضيلة في العلاقات العاطفية من إباحة تحت ظل الحرية الخاطئة فالحب ظاهر واضح بين هذا وذاك إلا ما ندر .
5- من هو ملهمك في أشعارك ؟
* الإلهام حافز ودافع للتجديد والطموح والحياة ، الإلهام ما يلقي الله في نفس الإنسان ما يدفعه لفعل شيء ما، الإلهام هو الوحي، ويشتهر الإلهام بكونه حالة تصيب الفنانين والشعراء ليبدعوا أكثر، وتطرأ على خواطرهم أجمل الأفكار ليكون الإلهام الخلاق . وقد يكون الإلهام بسمة نظرة حركة وما في الطبيعة والوجود من جمال وإيحاء .
6- أي قصائدك اقرب إلى نفسك وما هي أجمل قصائدك ؟
قصائدي احتويها وهي أفكاري وشجوني وأفراحي وآلامي كلها مني وأنا منها ولا فرق بينهم كل واحدة تكمل الأخرى ..
7- ما رأيك بالشعراء والكتاب في وقتنا الحاضر ؟
في ظل العصر والتطور أصبح بعض الشعر فيسبوكيا وأصبحت الشهادات مجاملة قد تدفع الكاتب إلى التقدم أو الغرور والإنهيار حتى شهادة الدكتور أدبيا أصبحت تهدى تباع وتشترى والألقاب ما أنزل منها من سلطان بل يتفاخرون فيها على صفحاتهم بقرب أسمائهم وأصبحت ظاهرة لا تسمن ولا تغني من جوع وقد ذكرت هذا في قصيدتي ” سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ” لست ضدهم فهذه حرية فكرية وشخصية ولكن أبوح بموقفي الفكري والأدبي تجاه جوانب وصور سلبية يظن البعض ومن يقرأها خلال إطلالة الفيسبوك حقيقة وهي بعيدة عن الحقيقة البشرية والفكرية والأدبية فليس كل من كتب سطورا أصبح شاعرا وأنا لست معصوم قد أصيب وأخطأ وهذا لا يعني عدم وجود أدباء ومفكرين وباحثين لهم باع طويل في الكتابة والنشر والإبداع بل أعمالهم القيمة تسبق أسماؤهم وهمهم الجوهر وليس المظهر ، الجوهر الإنساني والاجتماعي والفكري والوعي السليم،وأحب أن أكرر لست ضد أحد في الكتابة والنشر فالكتابة تدل على الكاتب والموضوع والعمل الأدبي يفرض نفسه .
8– ما دور الشعراء في زمن الحرب ؟
تحدث تحولات تاريخية في حياة الأدباء الشعراء وهي تحولات كبرى ومنها الحروب والثورات وعلى الشاعر الحقيقي أن يقدم شهادته الشعرية العصرية فالشعر من مفاهيمه هو صورة للعصر الذي يعيش فيه الشاعر بلغة وهوية وجمالية تكاد تكون مميزة لكن يحتاج الشاعر الأصيل إلى عوالم معرفية وفنية وخبرة تجريبية لكي يبرز موقفه الشعري والفكري والجمالي والإبداعي حيث يحتوي روح المرحلة المعاصرة محليا وعالميا ليكون أكثر شمولية وهذا يعتبر أساسا قويا صلبا للانطلاق واثبات وجود .
9 – ما هو رصيدك في طبع الكتب وأهميتها وهل أعانك الآخرون في طبعها ؟
* – يعد الكتاب القيم كنز من كنوز المعرفة بما يحتويه من عوالم ومعلومات فكرية واجتماعية مصدرها أدباء ومفكرين ومؤرخين وعلماء لم نعاصرهم ،وأفكارهم وعلومهم أساس الأفكار والعلوم القائمة الآن خلاصة تجاربهم وصلتنا من خلال الكتب والمخطوطات التي كانت سبيلا للتطور والتقدم والازدهار ولولا كتبهم لما علمنا أحداث العصور القديمة ،وهو يمد القارئ بكمية هائلة من الكلمات والمصطلحات والتعابير التي تثري الملكات اللغوية وكلما قرأ الفرد أكثر كتب أكثر في بعض الدول المتقدمة عقوبة السجين أن يقرأ كتابا ،سيمد القارئ عالما فكريا ونظريات وآراء جديدة ووجهات نظر مختلفة ويرتفع الوعي والإدراك بالأشياء والأحداث ومحفزا للخيال الخلاق ستصور في مخيلته صور حية ومع مرور الزمن يكون أكثر إبهارا وتوسعا وتعتبر وسيلة مهمة لتنمية ثقافة الإنسان ،
شاء القدر أن تطبع كتبي من خلال شخصيات عربية وكردية مثل ديواني الشعري ” بحر الغربة في 1999 م” الذي تكلفت بطبعة الأستاذة وفاء المرابط في المغرب وديوان الشعري” حياة في عيون مغتربة في عام 2017 م ” من قبل الأديبة والإعلامية التونسية هنده العكرمي وطبع روايتي ” الارهاب ودمار الحدباء عام 2017 م ” الأستاذ الباحث في الشرق الأوسط سردار سنجاري وكذلك كتابي النقدي ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” 2018 م ” طبع في أمريكا تحت إشراف الأستاذة شميران شمعون وكتابي الأدبي ” سندباد القصيدة الكردية في المهجر 2019 م بإشراف الأديب بدل رفو المقيم في النمسا وكتابين عن الأدب الكردي المعاصر بإشراف دار الثقافة والنشر الكردية الأول عام 2000م والثاني نوارس الوفاء عام 2002 م ومجموعة شعرية ” وستبقى العيون تسافر عام 1989م . ولدي كتب ومجموعات شعرية ما زالت على الرف .
Discussion about this post