إحساس الشعر
بقلم نسرين حسن
عانى البشر ،ومايزالون يعانون من الحروب والكوارث والمجاعات،وبالنسبة لنا كمجتمعات عربية مازلنا نعيش في طقس من الألمِ والبكاء على الأطلال..نتذرّع بالانفتاح على العالم والتفاعلِ معه…علما إن لكلّ مجتمعٍ نسيجا غير محسوس لكنهُ حقيقي..بالإضافةِ للأفكار والمعتقدات والعادات المشتركة بين الأفراد ،والتي هي الاساس الروحي والعقلي والعاطفي،وهي مرتكز أساسي للفنون وخاصةً الشعر…
البشر منذ بدء التكوين يرسمون الصّور ويخترعون القصص وينظمون القصائد وينحتون الجبال والصخور…وقد وصلتنا الأعمال الفنية من جيل إلى جيل عن طريق الطباعة والتكنولوجيا،وان جميع الفنون من الشعر والموسيقا هي صنع أقلية خالدة..في الشعر يركز الجميع على النصّ كموضوع،لكن التركيز على الاحساس هو الأساس،ودفع الروح الطليقة التي أتت من سماءٍ لاتحتاج لوردٍ…والذات المكتملة على الصفحات والأوراق تعيش بلا أوهام ولاترتدي الألوان الرمادية…فالشعر قائم على وجهين :وجه اللغة ووجه مادي(الجسد) وإذا هبط المطلق من ألقه وضيائه كانَ متفقا مع الذات…وان الحركة الجوانية الداخلية للشاعر ستظهر كلغة وجسد واحساس…
فالاحساس مرتبط بالروح،والبشر الذين يرفضون الأحاسيس والحب… أولئك يحتقرون الفكر ،ويبيعون الكلمة للأصنام..
عندما نكتب نصطدم أحيانا بواقع لايمكن تجاهلن،وأفكار لا نستطيع رفضها ولانستطيع تجاوز سلطات معينة،فيصبح الخيال أرضا للهزائم..وأرضا للمجازر يمرّغ فيها العقل..
فالشعر الذي يتعرقل بقافية ولا يتقدم مع النظريات ولايفتتن بأشكال الورد..والذي يضحك وسط الأحلام هو شعر نائم على كرسي تشبه الحمى..
ماأعرفه إن الشعراء ينقصهم الفلفل..وشفاه النساء السيليكونية أهم من نظريات فيثاغورث وفرويد..والقوافي تطير بأجنحةٍ متكسرةٍ في الظلام …
وعليّ أن أركض وراء فراشةٍ ملونةٍ…وأتحول لماءٍ يعشقُ ضوء القمر…وقصيدةٍ بلا حدود..وأفكاري البيضاء سأقطفها من أصابع الملائكة….
Discussion about this post