الأدب في التفس الإنسانية
بقلم نسرين حسن
نحن الشعوب المقدّسة أهم من نظرية في علم الجمال…وأجمل من شوكٍ يسكن الورد..نُوقف الزمن ،فيدور الضبابُ برؤوسنا…نبالغ بالتمسك بجلابيب الليل،ونصرخُ كفلاسفةٍ حُكمنا بالموت…كأننا ننعي الأدب بأناقةٍ،ونضعُ له البنفسج…نعودُ من نفسِ الطريق لنشهد مزيدا من الظلامية والجهل ،ونتمسك بعثرات الماضي..
الأمر نفسه يتكرر في كل زمان ومكان…الصراع بين الأجيال..القديم والجديد،فنحصل على جسدٍ قامَ من تحت الأنقاض وتسلى بتكويم الأفكار والقوافي كقطعٍ من الحطب،كأنه الشتاء..والأدباء وحدهم كالمصارعين في التأليف والنقد…ويتحولون لمرتبةٍ راقيةٍ من التعصبِ،فالإصلاح الديني الذي بقي غائبا لعصور أصبح أكثر انغلاقا وتعصبا،وحلّت الخرافة والشعوذة بدل العقل العلمي وصوت العقل…نسير بلا أقدام ،ونفكر بلا عقل،ونتخيل بلا أحلام…عندما نهمُّ بتربيةِ جيل من العقل ..تنكسرُ أجنحتنا كالعصافير المتجمدة بفصل الجليد…
ربّما نفكر بقليلٍ من الدفء ومستقبل الطاقة والشمس…ولا نصدق إن الجبال خلقها العقل…العقل الأزلي…
نغرقُ بالهزائم في معارك بلا خيول،ويتم استعباد الأفراد والمجتمعات بدلا من تحريرهم..نسيرُ في هذا التاريخ بلا منعطفات ،وبلا أهداف..
وأغلبية المثقفين يحملون العبودية ويخضعون للديكتاتورية..متعثرين
بالمفردات وعائمين فوق الأفكار كورق الخريف المنتهي الصلاحية..
ماذا يحدث للمفكرين والنّقّاد ؟
يقول الناقد حنّا عبود(ان العلاقات الانسانية كلها موضع شك وللإرتقاء بها،أو بالأحرى لجعلها تبدو جميلة أو ضرورية،يقوم الأدب بتزيينها لتكون سببا في استمرار الوجود الانساني)
فالأدب هو الوحيد القادر على تغيير الأفكار والمجتمعات عندما يركّز على الإبداع كجوهر..فيكون كبركان يثور وينفجر..ولتلك الانفجارات التي يحدثها أصداء مباشرة في النفس الانسانية..
وفي الفجر لون الحُمرة سيصبغ المفردات التي تختال على السطور وتتوهج بالعقل..
لكن لانزال نسير كمنكسرين في الجنازات…
على الأدب والفكر ان يعود بصورة جميلة تصور عبقرية الانسان ومجده،وربما سقوطه التراجيدي…ولا نبالغ بالتأويل..لأنه يدمر البديهيات المطلقة والعقل…
Discussion about this post