“باب احمر” يحصد المركز الاول بمسابقة افلام الموبايل في اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين في العراق
إلهام عيسى
باب احمر تجربة جديدة بالنسبة لي كليا اذ لم يسبق ان قفزت خارج اطار الفلم الروائي ووجدتها فرصة كي اتعلم شيئا واثبت شيئا آخر .. امتلك موبايل سامسونج من طراز جي خمسة يعود تصنيعه لعام 2015 وهو بالكاد ينجح باداء وظائفه العادية بسبب قدمه ومحدودية مساحة ذاكرته لكن ومن خلال بحثي المستمر على تطبيقات تجعل هذا الموبايل اداة نافعة سينمائيا تحصلت على تطبيقين احدهما يساعد في عملية التصوير ويمنح اعدادات اكثر احترافية للتحكم بالكاميرا وعدد الكادرات في الثانية وفلاتر للصورة وآخر يساعد على عمل مونتاج بدرجة احترافية مقبولة .. امامي ثلاثة ايام لتنفيذ فلمي قبل ان يغلق التاريخ المحدد للاستلام من قبل مسابقة افلام الموبايل بالعراق وحصل التاخر عن التنفيذ بسبب محاولتي الدؤوبة لجلب معدات تساعدني بالتصوير سواء من اجل التحصل على موبايل افضل من موبايلي او حتى حوامل تمنع الاهتزاز “ترايبود” او حتى عواكس ضوئية ومساعدين الا ان الحظ العاثر وتضارب موعد تنفيذ الفلم مع جميع من حولي حال دون ذلك اضافة لعدم توفر الدعم المادي لشراء واستئجار اي شيء وهنا كان علي ان اقرر .
. اما ان اصنع فلما بما لدي او الا اصنع شيئا متذرعا بشح الدعم والامكانيات وكانهما كل شيء وهي نظرية سبق وحطمتها في فلمي على يوتيوب Home.less .. وكعادتي اخترت صناعة الفيلم ومواجهة النتائج ايا كانت وبالفعل … ذهبنا انا وصديقي الممثل برهان كيالي وبصحبتي الديكوباج التصويري للنص وقمنا بتصويره في غضون ساعات وكنا نعاني من نفاذ شحن الموبايل اثناء التصوير ومن نقل الملفات من ذاكرة الموبايل المحدودة الى فلاشة لنضطر للتوقف بين الفينة والاخرى لتلاقي الاشكال دون التسبب باخطاء في راكور المشاهد وخاصة الاضاءة كوننا نصور في فترة العصر وهي فترة محدودة من النهار اما في مرحلة المونتاج لجات لموبايل الممثل برهان كيالي وهو من طراز سي سبعة لانه احدث نسبيا من موبايلي وشاشته اكبر ويتيح امكانيات اوسع بالمونتاج
بحكم قوة معالجه من موبايلي المحتضر واستخدمت جهازي كمايكروفون لدبلجة تعليقي وانا اغطي نفسي ببطانية في غرفة منعزلة كي اجعل الصوت نقيا قدر الامكان ممسكا بالجهازين بذات الوقت كمحاولة لمزامنة الصورة مع الصوت وألقي الحوار بصوت الراوي مرات ومرات حتى احصل على العاطفة الدرامية المطلوبة وفعلا .. تمكنت باللحظات الاخيرة من تنفيذ الفيلم والحاقه بالمسابقة ليكون فيلم موبايل خالص كتصوير ومونتاج باستثناء ملف الترجمة وتيترات المقدمة والخاتمة اضطررنا للجوء لبعض الاصدقاء لتنفيذها عبر الحاسوب لنحافظ على جمالية العمل كون هذه التطبيقات ذات امكانيات محدودة في هذا المجال وانا سعيد جدا بان هذا المجهود والحرص على تنفيذ فلم جيد وقيم فنيا لم يذهب سدى وخاصة اني اتحدث عن مدينتي واقدم به بلدي في دولة اخرى والغريب بالامر اني حصدت المركز الاول هناك ونال ذلك حفاوة اعلامية كبيرة كنشر الخبر في صحيفة الزمان العراقية ذات الانتشار الواسع وفي بلدي الذي قدمته باجمل صورة لم يقل لي احد كلمة “مبروك” من ذوي الشان ..
Discussion about this post