نظرية مساروموتو ..
في اليابان رؤية آخرى !
حسين الذكر
يقول بعض الحكماء كمفهوم عام .. ان فَقد المال والحاجات الانسانية المادية ، يحسسك بفقدان شيء ذا قيمة .. اما خسارة رمزية مقدسة او شرف انتماء فذلك يشعرك بفقدان شيء عظيم صعب التعويض .. فيما فقد الامل بالحياة ذلك يعني خسران كل شيء .. فالحياة لا تستقم الا مع النور والامل الذي ينبغي ان يبقى شعاعه وضاء والامل مرافق له مستمد منه عنوانه ، فمهما كانت حلكة الظلام لا ينبغي ان تحجب التطلع ليوم الاشراق والاحساس بان الضوء قادم والامل قائم والمستقبل افضل وهذا ما جاد به .. اديسون حين قال : (الآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء) ..
( تفائلوا بالخير تجدوه ) .. وحي سماوي نطق معلما البشرية منذ مئات السنين ، لم تكن هذه الكلمات لغايات ترفيه او مجرد احاسيس معنوية وشحنات تحفيزية .. بل هي قاعدة علمية كلما تطورت قوى الانسان خارقة للعادة تبين مدى صدقية الطرح ووضوح المفهوم .. فينبغي ان لا يستسلم الانسان وان لا يتشائم من الموقف فذلك ليست نهاية المطاف .. فحياتنا كقصة من عدة فصول ، فصل سيء فيها لا يعني نهايتها ، بل ينبغي ان نتوقف عند قراءة واعادة فتح صفحة أخرى نبدا من خلالها تجاوز السوء .. كما في بعض السفرات يشعر الربان ان سفينته المتجهة نحو الحياة وجزرها الخضراء ، ستتحطم تحت ضربات موج عات ظرفي جعلها تترنح .. فيتخذ القائد قرارا للتخلص من الأشياء الثقيلة وعديمة الفائدة كي تشق السفينة طريقها وتصل لشواطيء امانها .. انها القراءة والتجربة والخبرة والتوظيف والتعاطي اللحظي بشجاعة ومسؤولية خلاقة .. فالامل والايجابية حاضرة كل حين ومهما ادلهمت الظروف .
مع كل التطورات المتفاقمة والمتبناة في مفاهيم القوة الصحية والبدنية النفسية والروحية .. غير ذلك ما يمكن ان نسميه بالطاقة الايجابية المكنونة لدى الانسان وضرورة التعبير عنها بعد اطلاق سراحها وتحفيزها وتوظيفها بالشكل الايجابي لما يخدم ملفاتنا الحياتية اليومية .. سيما بعد انتشار مفهوم الطاقة الانسانية التي اخذت الكثير من المباحث والمعاهد والمؤسسات المختصة والجامعات … تبحث عنها منذ زمن طويل للافادة منها في جوانب حياتية لا غنى عنها ..
رحم الله القائل :
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
يقال ان مساروا يوموتو عالما يابانيا لجا الى تجربة بسيطة .. احضر فيها ثلاث اقداح ، وضع فيها قليلا من الرز وملأ نصفه بالماء .. ثم اخذ يهمس يوميا للرز بجمال ورقة بأحد الاقداح .. فيما تجاهل آخر .. واساء وذم قدح اخر .. وأعاد الكرة يوميا لشهر كامل .. بعد ذاك كانت النتائج مهمة مذهلة .. فالقدح المحمود نما وحافظ على لونه ورائحته الطيبة .. فيما تاكسد وركد القدح المتجاهل .. اما القدح المذموم فقد تعفن واسود لونه وخبث ريحه . في إشارة الى ان الإيجابية ممكنة الاستماع والاستنهاض بكل شيء .. فالحياة تستجيب اليها كسلاح فعال لا يمكن تجاهله .. بصورة تدعونا ان ننتظر من الامل والهمس الجميل .. كثير العطاء والجمال مما لا نتصور ولا نعتقد .
Discussion about this post