محمدسعيد الحبوبي
بقلم محمد الزيدي
هو السيد محمد سعيد بن محمود بن كاظم الحبوبي فقيه جعفري وشاعر عربي عثماني عراقي ولد في النجف ١٨٤٩ م ونشأ ودرس بها درس الأدب على خاله عباس الاعسم ثم رحل الى حائل في نجد سنة ١٨٦٤م مع والده للعمل ثم عاد الى النجف سنة ١٨٦٧م واصل دراستة في مدارستها الفقهية فكون تكوينا اجتهاديا مستقلا .
كانت له مجالس أدبية ومحاضرات اشتهر بمواقفه ضد الاحتلال البريطاني في العراق وقاد جيشا من أبناء الفرات الأوسط للمقاومة ضد حملة بلاد الرافدين سنة ١٩١٤ .له ديوان شعر طبع عدة مرات .عاش الحبوبي ثلاث مراحل في حياته الاولى طالبا متعلما ثم شاعرا مبدعا ثم فقيها مجددا واخيرا ختمها بجهاده ضد الاستعمار الإنكليزي.
كتب ديوانه الذي يضم ٤٤ قصيدةومقطوعة في الغزل ومنها :
بخديك معنى للجمال بديع
ومرعى العين المستهام مريع
فكل مكان فيه شخصك جنة
وكل زمان انت فيه ربيع
بجفنيك سيف صلت فيه صبابة
على انه ماضي الشباه قطيع
ويارشا بالخيف أصبح ربعه
على اليوم في وسط الفؤاد ربوع
ووصف الخمرة وصفا دقيقا وفي كثير من ثنايا ديوانه ووصفها ولونها ورائحتها ومذاقها وصفاتها وحبابها وأنيتها واثرها ومجلسها وساقيها وشاربها:
تعاطينى على نغم الاغاني
وتنشدني على نطق الخمروا
حميا عتق العصار منها
مجددة البشاشة والسرور
اضأنا في سناها واستنرنا
فما ندى العشية من البكور
كان حبابها أطفال در
ترقص فوق مهد من سعير
وفي قصيدة رائعة وهو يصف الخمرة وصفا للسكر والهيام كأنه مغرم فيها وببغداد التي أحبها كثيرا يقول :
لست ادرى وربما كنت ادرى
اي ظبي عشقت من ال فهر
عاقدا للنطاق يعقد فيه
ثقل اردافه بدقة خصر
ما بخديك من وميض سناء
ماء حسن يموج ام ومض جمر
قل لنا ايها البديع جمالا
اببغداد يوسف ام بمصر
لاح كالشمس مشرقا وسقانى
من لماه اسلاف من غير عصر
فتراني والسكر سكر هيام
إذ سقاني والخمر خمر ثغر
فانا ابن الهوى اجل وابوه
ماتربى هواك الا بحجري
ليس للحب غاية وانتهاء
ويقول ايضا في إحدى قصائده :
ماشربت الخمر لكن كلماك لا رأت عيني ولا ضاق فمي ..
ويعد الحبوبي صاحب مدرسة خاصة كما وصفه عبدالله الجواهري (كان اسم الحبوبي يرج المجالس والنوادي وهو اول من جدد الشعر القديم ورققه ثم سلمه الى الطبقة التي بعده من شعراء عصر النهضة وفي الحقيقة هو صاحب المدرسة الوحيدة التي نشأت عليها وهي امتداد للتراث القديم وتخرج منه الكثيرون )وتأثر الحبوبي بشعراء كثيرين اهمهم الشريف الرضي وتلميذه مهيار الديلمي حيث حفظ اشعاري وحاكى بعضها وصاغها بطريقته مثل قوله ..
وامنحوا يا أهل نجد وصلكم
مستهاما يتشكى البرحا
واذكروني مثل ذكراي لكم
رب ذكرى قربت من نزحا ..
Discussion about this post