الكون عرش من الفراغ
بقلم نسرين حسن
الكون عرشٌ من الفراغ
أقدامهُ نخيلٌ مكسور الذراعين
ونارهُ غابة لاتموت
تتمرأى فيها الدّماء
كذلك الوردُ أحمر اللّون
حروفه مفاصلٌ بائسةٌ
تنتمي لشجرة الأصابع
وعلى ذراعي جرحٌ
يبدو ناعما كالشمس
عندما أستلقي بهدوءٍ
تحتَ غيمةٍ لم يكتب عليها بعد
فيحركُ الحبرُ رأسهُ كحصانٍ
يبدو أزرقا عميقا
له سرعة الضوء
وخلود الماء
والكلمات تبدو الآن
مغريةً لنموتَ بصوتٍ عالٍ من الضجر
ونبرزُ رؤوسنا كأشباح المقابر
لذلك أنظرُ من النافذةِ في المساء
لأرى قصيدتي كجميلةٍ في البراري
العشبُ يلمعُ ميتا بينَ ذراعيها
والزّهر هناك كعينٍ
تفكرُ بالدّموع
ومنديلٍ يجففها
لتصبح شرنقةَ حرير
وقلبي هناك ميتٌ قديم
نصفهُ صمتٌ ونصفٌ بحر
وأصابعي ستأخذُ شكل البلور
فترّشحُ الشمسُ منها كالماء
وتمتلئُ الكأسُ بالحبرِ
فتصبحُ الحياةُ مجهولةً ستضربنا بالجليد
وانا أرتجفُ كفتاةٍ نحيلةٍ في الظلام
فتسقط دمعتي كعقرب ساعةٍ طويل
ينحني فوق الرّيح
فأرى الأجسادُ تتحولُ لحبالٍ
تدور حول نفسها
تتحول لشلالاتٍ من الظمأ
لانرى كيف نموت؟
وكم السماء بعيدة
لأغمسَ وجهي ببياضها
وأفتتُ الوردَ الذابلَ
فوق شوارعِ الفقراء
يسيرون بأحذيةٍ من السلاسل
واثقة ان هذه الأرض تحت أقدامهم فولاذية
أو ربما آلية
وأجسادهم المحسوسة تنمو فيها الطحالب
وتحت الرؤوس جميعها عقلٌ واحد لا يتكرر
ونجمةٌ ستشربُ قهوتها من أجران المحيط
لتبدو الأرضَ كساحرةٍ
تخفي الضبابَ في عينيها
عندما تغيب الملائكة
تقف الحكمةُ حافيةً
خلف الغيوم
والياسمينُ الأبيض يضيءُ الكلمات
التي تخرجُ حزينةً
بأوائلِ الخريف
Discussion about this post