وقت من ماء
نسرين حسن
كنهارٍ ينزفُ وقته من الماء
أمشي فوق التراب الهادئ
يراقصُ أقدامي
فتبدو مجهولةً
وأبدو كجرةٍ من البلور
أسجنُ خيطَ مطر
فتسدلُ الشمسُ عينيها على أكتافي
وأدخلُ الحياةَ من دمعةٍ
لها شكلُ المنديل
تطويه غيمة فوق مدنٍ مرهقةٍ
المستقبل هناك يرتبُ ثيابه
بتوابيت الحاضر
سيسافرُ نحو الوهم
في تمامِ العتمةِ الشرقية
وفي تمام السّاعةِ الرّملية
سأرسمُ فراغا بحجمِ قصيدة
لا مزامير لها الآن
لتوزعَ الخيال لكلِ هذا الضوء
وهو يسقط من جذعٍ قديم لنجمة
ماتزال تسطعُ عند الأبوابِ العميقة
السماء
عندما هجرنا الله بصمتٍ
الصمتُ يصخبُ رأسي
فأتحولُ لأطرافٍ باردةٍ
خلفَ شقوقِ الجدران
أنظرُ للحياةِ من وجهٍ نائم
وألمعُ كألمٍ بملايين الرؤوس
وهو يولد كأخطبوطٍ سعيد
أفكاره المتشعبة زرقاء
وأفكاري عاصفةٌ بالشوك
لابد لها أن تصرخ في دماء
هذا الليل المثقوب بالثلج
لابد لها أن تلملمَ الكلمات
من مساحةٍ ضيقةٍ الحكمةِ
أفكاري اللامرئية
سأرتبها بجانب الورد
وأعلن عن أصابعي المقتولة
بالبرد
نسرين حسن
Discussion about this post