أسير بين جدرانه
بقلم / وفاء ابو السعود
قررت ان تقف في وجه الملل بعض الشيء وان تبدل تلك النظره الحزينه واللعينة ، وان تقضي وقتاً ممتعاً بصحبة نفسها نهضت لتردي افخم ثيابها ،، ها هي تتزين أمام مرئاتها ، تريد ان تبدو اجمل الحاضرين ، رغم أنه لا يوجد حاضرين غيرها ،، تود ان تكون لها اطلالة مختلفه ، اطلاله لم يراها بها سابقون ،،فهي ترى نفسها بعينيها ،، تتحدث مع ثيابها ، ايهم يليق بي اليوم ، اختارت ثيابها ذات اللون الأحمر ، فقد كانوا يثنون على جمالها وقت ارتداؤه ، أنهت زينتها ، ولم تتناسى ذلك الخاتم الذهبي الذي تعتز به ليكون جزءا من إطلالتها ، هي محتشمة ولكنها ترغب دائما أن تحتفظ بأناقتها ،، هي في الأربعين من عمرها ولكن قلبها لايزال في مهده ، ��قلبها يتدفق حبا وينثر سلاما لأحلام سعادته علي كل من حولها رغم جحود الاخرين ، هي قلب يهيم في سماء الحب ويقطف من أزهارها ماشاء لما يشاء ��عطاؤها ليس كأي عطاء له مذاق خاص ، حينما تتواجد تستطيع بها أن تستغني عن الكثيرين ومن يخسرها فقد خسر الكثير
تحب بكل مافيها ، وتوهب رياحين الياسمين لكل من يمر بواديها ،، يتناثر من ثغرها تلك الكلمات التي تربض على أكتاف كل مهموم او محروم ،، وتمتد يداها لتسمح دمعات الباكين �هي في قمة جمالها بغير زهو كثيرة العطاء بغير منّ ، لا تألوا جهدا ، عنيدة ، تنبت خطواتها على الأرض ثمارا وأزهارا �يتقد ذهنها و تتدفق الفرحة من بين اناملها لتصب بهجتها على كل من حولها �تمردت علي وحدتها رغم انها عشقتها من فرط تواجدها و ادمنتها وأصبحت تتلذذ بها أحيانا وتمقتها وتثور عليها احيانا اخرى
�ذهبت تتمشي علي ضفاف النيل في ليله بارده ، سكون يخيم علي المكان وصمت مدقع فلا تسمع الا همسات انفاسها، �لا تري الا أقدام المارة وتهيم في سماع جنون اغانيها ،، حالمة لاتري من الدنيا غير احساسها المرهف بالناس والأشياء ،، �تتلذذ بخطواتها تحت زخات المطر وتستشعر تلك النسمة البارده في شهيق يسحب تلك النسمات الى اعماقها ويرجع بأيامها إلى دفء الماضي الذي عاشته في كنف أهلها ، وتحيي في قلبها تلك الأحاسيس التي تتحد الدنيا بأكملها لوأدها �، تتذكر ما مضى ، تبتسم احيانا وتدمع عيناها احيانا اخري ، طريق طويل لا تشعر قدماها بتعب فهي تسير علي الارض وتحلق روحها في السماء �يتنازع معها شريط الذكريات ايهما ستمضي معها تلك الدقائق واللحظات ، تتدافع معها الذكريات وتذهب كل منهم الي حيثما اتت ، تنظر حولها فلا تجد الا نفسها ، وكأن الوحدة كُتبت عليها وصاحبتها خلال سنواتها ، لذا فقد تعودت ان لا تبوح إلا لنفسها ، ولا أحد غيرها يسمع صوت انينها ، ��
جلست على ربوة تنظر من بعيد على صفاء السماء التي تشع نورا وارض تمتلىء بالحب واشجار تتمايل يمينا ويسارا فرحة بجمالها وهواء طلق يبعث في الروح روح وتساءلت في حيرة مال هذه الأرض تتوحش حينما يتواجد سكانها ، اخذها خيالها الي بعيد �فوجدت اناس كل منهم يخفي وراء ظهره خنجرا ينتظر اللحظه المناسبه ليغرسه في قلوب أقرب الأقربين و آخرون يخفون الّسنة من نيران اللهب بقلوبهم من الحقد والحسد يودون أن يحرقوا بها كل اخضر فوق هذه الأرض �و اخرون يحملون بالسنتهم سيوف يجرحون بكلماتهم القاصي والداني دون اي خوف او عناء�ووجدت اشباح من هياكل عظمية تسير في الطرقات تنذر بتلاشي ما يسمى بالإنسان �ووجدت ذئابا تتلون في كل لحظة بوجوه متعددة ووجدت وحوش تستعد لتلتهم فريستها ��وبعد لحظات افاقت من غفوتها ،، طالما هذا العالم بهذا الشكل فلماذا إذن احزن علي وحدتي
Discussion about this post