أيتها الحياة….من أنتِ؟
لتحرقي الدّمَ مع الورد
من أنتِ لترتدي قناعَ الشجر
وتسقطي الثمر ناضجاً
كامرأةٍ من صيف
من أنتِ لتروضي الحبرَ بزرقة الموج؟
لتغرقي الأيام بوسائد الصّمت
أيتها الحياة…أعرفُ إن الضوءَ في خطر
وإن الهدوءَ سيخلقُ من جديد
بقبضةٍ تراجيدية وساقٍ مكسورةٍ
أعرفُ إن اللغاتَ فوق السطورِ خدعةٌ محسوسةٌ
وماتراه العين وهمٌ ونرّجسية
أعرف إن للغرباءِ ظلالٌ ميتةٌ على الجدران
وأصواتهم فراغٌ يمتدُ لخواصرِ الأحلام
ليفتحَ للجراح سريرا
عرفتكِ أيتها الحياة
فسحةٌ مغريةٌ من الأحلام
والزهرُ الأبيضُ للوزِ
سيلمعُ كسكينةٍ تغمرُ القلوب
من أنت؟ لتربتي على أكتافنا
في المساء
وتعلقين لنا نجمةً من الأحلام
تثقبُ الليلَ من فمهِ
من أنتِ أيتها الحياة؟
لتسيرينَ باردةً فوقَ الأهداب
تتركين حول أعناقنا
آخر شظايا الشتاء
التقينا معك بسفينةٍ
وكانَ الماءُ يمتدُ للأصابعِ
كشجرٍ طويل
فيبدو الزمانُ كحرفٍ شهيٍّ
لذلك سأعانقُ الأبديةَ في لهبِ الظهيرة
سأكون عطشى
وأشتهي كل الغيم الأبيض
وكل الماء الذي يسيلُ
من سرّةِ الأنهار
سيعانقُ الورود الميتةَ على الضفاف
من أنت أيتها الحياة؟
كقطةٍ أليفةٍ تستمتعُ بقصائد الليل
والنكت الجميلة التي نثرثرُ بها
تتمزقُ كدخانٍ بسماءٍ تحرضُ
على الحريةِ
وترسلُ لنا الموت
كجزّارٍ بمطرقةٍ من دموع
ولأنك أيتها الحياة
تحولينا لأرقامٍ سورياليةٍ
بأحزمةِ الغبار
سأرسمُ مائدةً ورغيفا ساخنا
وأنزلُ من سماءٍ أخرى
لأباركَ لك
حكمةً تحملُ خنجرا
تغرسهُ بصدرِ الماء
فننزفُ الحزنَ من شقوقِ الضوء
نسرين حسن
Discussion about this post