ليس متسول ..
انه بطل العالم .. !
حسين الذكر
كثيرة مشاهد الاسى في بلدي عامة ورياضتنا خاصة .. بعد معاناة الجيل الماضي من تبعات المرحلة الجديدة التي تسلط بها الكثير من الطارئين وتسلموا مواقع ومناصب المؤسسات تحت عنوان الانتخابات التي لم تشبث فيها البعض منذ عشرين عام واكثر .. بعد استخدامهم عديد الوسائل السلطوية المتاحة والمرافقة لقواهم .. مما جعل الكثير من ابطال الثمانينات والتسعينات … يحسبون على مرحلة صعب عليهم البقاء في منافسات وسط غدا نهبا وغنيمة ومكسبا بلا حساب اثر استخدام كافة الوسائل الضغطية المتاحة لخدمة اجندات ومصالح البعض على حساب الرياضة .
صحيح ان اعداد الرياضيين المنضوين تحت قائمة المهمشين والمبعدين والمعتزلين والمنسين والمشتتين … وغير ذلك من بعض المشاهد والمواقف والعناوين تعاني مما يؤسف ويندى الجبين له .. فبعضهم عاد الى العراق من بلاد المهاجر بعد احدث 2003 او بعد ذلك التاريخ بعنوان العودة لاحضان الوطن بعد تلاشي وزوال أسباب الهجرة واخرين جاؤوا لخدمة بلدهم ورفدهم بسيرهم وخبراتهم سيما الاحترافية منها التي اكتسبوها في الخارج .. اغلبهم للأسف اضطر للعودة او صبر على بلاء اهل الدار مقابل ان لا يعاني الغربة مرة أخرى لعل المسارات تصحح والامور تتبدل او ينتظر امرا يدبره الله جل وعلا ..
صلاح جاسم بطل العراق العرب واسيا والعالم العسكري للملاكمة وزن الفوق المتوسط والثقيل في ثمانينات القرن الماضي كان واحد ممن عادوا تحت المؤشرات أعلاه لخدمة لعبته المفضلة وبلده الاغلى .. لكنه ظل يعاني الويل منذ سنوات وسنوات تنقل خلالها بين المدرسة التخصصية في وزارة الشباب والرياضة التي قبل بعقدها مجبرا بعقد سنوي وراتب زهيد لا يتعدى اربعمائة دولار في بلد كل شيء فيه اصبح استهلاكي .. بعد ان صعب عليه العمل في الأندية والمؤسسات الأخرى ..
صلاح جاسم يعيش وحيدا بظروف صعبة بعد ان يئس من كل شيء اثر اعتزالية سنوات خلت عمل بها اشبه بالمتطوع لم يستطع ان يعيد الالق لحياته والانسجام بالمجتمع الذي بادله الحب .. لذا قرر بعد تجرع مرارة الخيبة والتهميش والانكسار العودة الى مهجره في هولندا التي عاش بها سنوات وحيدا .. وها هو يترجل عشقه ووطنه كي يعود الى سجنه الاغترابي مكرها مضطرا هاربا من واقع اليم .
قبل يومين التقيته صدفة فبكى كمدا بمشهد لكم اره به من قبل .. ونادر ما يعملها .. احسست بالمه وفراقه الأخير .. فقال : ( أستاذ ممكن تساعدني ).. فقلت له ابشر وما اسعدني وانا اتشرف بتقديم أي مساعدة وخدمة لامثالك .. فابكاني حقا حينما همس بصمت : ( أستاذ ارجو ان تسال وزارة الشباب كي تسلفني تكلفت تذكرة الطائرة الى هولندا على امل ان يستقطعوا المبلغ من مكافئة الابطال المخصصة له ) .
Discussion about this post