مسرحية ( الرحلة ١٧ )
سالم الزيدي
صوتُ هبوطِ طائرة ، فلم سينمائي ،اصوات ضوضاء،. عاصفة ترابية ،موسيقى …حركة لاشخاص. تبدأ الطائرة بالاقلاع.
(صمت )
المسرح ،صحراء ،أعشاب متناثرة ، ملابس قديمة ممزقة لرجال ،نساء ،أحذية ،أكوام من العظام.
الاول والثاني يجلسان على الارض، ثم يبدئان بحركة زحف الى وسط المسرح، حركتهم ثقيلة جدا بخوف وذعر ويراقبان المكان ،صوت غريب، يتوقفان ، ،يعودان للحركة ، يقتربان ..الثاني يحاول الوقوف، الاخر يظل جالسا.
الاول |احذر
الثاني |هو كذلك ..
الاول| نسلكُ هذا الاتجاه..
الثاني| منَ الجهةِ المقابلةِ افضل
الاول | لماذا؟
الثاني| مجردُ رأي…..
الاول| لا أتصور…. من هنا … .لأننا جئنا من الطريق الذي تقترحه….
الثاني| انتَ دائما ترفضُ وتعاكسُ ما اقول…
الاول| تبقى تحملُ عقدَ الماضي ،لأنك لا تدركُ حقيقةَ الاشياء.
الثاني |نحنُ في عالمٍ لا نعرفه …غرباء
الاول| نستمرُ في دوامةِ البحثِ عن تساؤلاتٍ كثيرة ….كيفَ وصلنا الى هنا…الطريقةُ ….الاسبابُ. التي، دفعتهم لاتخاذ قرارٍ بذلك
الثاني | حكمٌ نحوَ الرحيل
الاول | بهذه الطريقة …
الثاني | حتى يبقى الانتظارُ ويشتغلُ الناسُ في دوامة لا حكايات لها ويستمرُ البحث(ينظر له بدهشة) متى تنتهي الرحلة.؟
الأول/لا تاريخَ محددٌ لذلك، يشغلونَ الناسَ في تلك القضايا،
الاول | (يضحك ‘)
الثاني | رحلةُ صيدٍ ثمينةٍ ،لإنهاء اشكالات الزمنِ الذي فقد قيمته….
الاول /اختناقٌ…في ظلِّ عواصف الصحراء
الثاني | تمام …وماذا نعمل ؟
الاول | نفكر ….
الثاني| (ينظرُ لهُ ويتحركُ نحوَ الجهة الاخرى . يقف )
متى نعرف الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذا الجحيم ؟
الاول| وهل تتوقع العودة للمدينة؟
الثاني| لا شيءَ ظلَ جميلا
الاول| صلاةٌ حاذقةٌ ….نتطلعُ و نتأملُ حياةً أمينةً بلا قيود وأحكام ….
الثاني | موتٌ كثافةٌ لإرادة مقاتل
الاول | بكاءٌ يحتاجُ لقرار
الثاني |متعبةٌ عناقُ الارجوان
الاول | من دون تفكيرٍ بالمجهول،
الثاني | اثارت الرغبةَ في البحث عن الاصالة
الاول | يقتضي رفضَ الغضب
الثاني | ومواجهةَ حملاتِ الانجابِ ،التي يدعون لها اولئك .. رجالُ الدين
الاول| سأظلُ رافضا لتك الدعوات
الثاني | لماذا ؟
الاول| انطلاقةٌ نحوَ المزيدِ من فقدانِ قيمِ ملاحظةِ الصقور
الثاني/ تهديدٌ يواكبُ حدودَ البرنامج
الأول/مشاركةٌ من دونِ اقناعٍ ،بسببِ الملاحقة،
الثاني/رسائلُ تدفعُ الاخرَ للخوف ،
الاول/استمرارٌ في رفعِ المعنويات
الثاني/ أضرارٌ في حالاتِ الحسم،
الأول/خدماتٌ عبثيةٌ في ظلِّ استمرارِ رفضِ الغرباء
الثاني | اغتيالُ فعلِ التفكيرِ وانعطافٌ نحوَ دراسةِ الواقع الذي نحنُ فيه
الاول| انعطافٌ في ظلالِ تجربةِ الماضي التي جعلتنا نحتسي خداعةَ، الزمنِ الذي اكتشفنا اخيرا انه امتزاجٌ بينَ المواقفِ الكاذبةِ
الثاني | لا داعي للمطرِ في ظلِ موجةِ السخريةِ من حملاتِ الطلاق
الاول| الارضُ في صراعاتٍ معَ التماسيح
الثاني | رفضُ المواويلِ وموتُ رسائلِ التهديد
الاول | حزمة ألم تتلألأ في، وجه التاريخ
الثاني | هل سياتي ؟
الاول | كما قلتُ لك ولمرات لن يأتي ….
الثاني | انا اعتقدُ ربما يعود مرةً اخرى بشكل اخر …
الاول | لن يأتي …
الثاني | اذن نظلُ في دوّامةِ الانتظار حتى موتِ الرغبات
الاول | لا أعرفُ ذلك ….
الثاني | ولماذا لا تعرف؟
الاول | استفزاز بشعور يتألق، في، فعلِ التكوينِ بشكلٍ متكاملٍ يقولون عنه، انه الذي سيحقق ما نسعى له….
(يذهب نحو جهة اليسار ،يراقب،)
الثاني | ماذا تفعل ؟
الاول | ايقاع فراغاتٍ ولوحاتٍ لأرصفةٍ فقدتْ الاضواءَ لاجترارِ فوبيا الجياع ،
الثاني | الافكارُ تموتُ في عمقِ الليل ،
الاول | اختلالٌ في حالاتِ الاضطراب والاغتراب
الثاني | اليوم بدأت رحلةُ لا نعرفُ كيفَ ستنتهي ،
الاول |نبحثُ.. و ننتظر …
الثاني | ننتظرُ ايقاعَ ابتهالاتِ الجياعِ الباحثينَ عن ممارسةِ الجنسِ في ظلِ مشكلاتِ صعوبةِ الحياة.
الاول | اغتيالاتٌ في مدار الحنين والظما الذي كنا نبحث عن علاج له.
الثاني |جراح في مدارك البحث عن الصدا في النفوس والافكار التي اصبحت لا تلائم الزمن …
الاول | شكوك في اتجاهات البو صلة الفاقدة للاتجاهات وفلسفة المؤامرة
‘(تهب عاصفة ترابية شديدة السرعة ،اصوات مختلفة ،مرعبة ،هياكل عظمية تتناثر ،)
الثاني |جاء الموت إذن….
الاول | اين انت ….اين انت ؟
الثاني | انا بالقرب منك …عاصفة مخيفة تسكرنا….نحن في اتعس الحالات ….الحمد لله
الاول | لا تندبْ… هل تشعرُ بالخطيئةِ وتطلبُ الرحمة ؟
الثاني | لا مكان للرحمةِ هنا …الحساب ….الحساب،…لا فائدة ، لا ندم…..!
(تتوقفُ العاصفةُ ،اصواتٌ ،يتقدمُ الاولُ نحو الثاني ،يقفان في، حالة اندهاش ،الاصوات بدأت تقترب )
الاول | ماذا تتوقعُ؟ هل عادوا لاعتقالنا مرةً أخرى ؟
الثاني / فاجعةٌ جديدة …
الاول / انطلاقةٌ نحوَ الابدية
الثاني /ربما…..
الاول | سنعرف ذلك…كنْ قوياً لا تخفْ،
الثاني |-حالاتُ الضجيجِ مفعمةٌ خلفَ جدرانِ الذاكرة بشكل فنطازي
الاول | استشراقٌ، في اسواقِ الباعةِ المتجولين بلا جدوى ،
الثاني |انتحارٌ لم يكتملْ ،ينتظر ولادةً …وصدورُ قرار الحكم3
الاول | الافعى اذا لم تغير جلدها تموت .
الثاني | الرؤوسُ المحجَّرة لا يصيبُها الالمْ.
الاول | لا ادري لماذا نتخاذلُ في التحقيق
الثاني |كفى لا تذكرني …تبقى مثرثرا ،كأنك في اجتماعٍ حزبيٍ لمناقشةِ إشكالاتِ المبادئ والأفكارِ وحجْب مبادئِ، النقد والنقد الذاتي،
الاول | مصيرُنا الهلاكُ، الذي جاء بسبب مواقف أولئك الذينَ تربّعوا على القيادةِ …اللعنة.
الثاني | مخاطرُ الطريقِ الذي سلكناهُ في ظلِ الخوفِ وإجهاضِ حريةِ الراي.
(صوت لحركة انسان ،يبدا الاول بالحركة نحو جهة الصوت ،يعود مسرعا، يسحب الاخر للجهة الاخرى )
الاول| ربما جاءوا لاعتقالِنا
الثاني| لنهربْ بعيدا …او نختفي
الاول |كيف سنواجهُهم؟
الثاني| لنفكرْ …وننتظرْ ماذا سيحصل ؟
(يختفيان خلف الاحراش، يراقبان الرجل من بعيد .وهما بقلق وخوف ،
يسرع الاول للحركة نحو جهة الصوت ،يعود)
الاول | إن هناك رجلا قادما، باتجاهنا
الثاني /انه من رجال الشرطة أو يعمل مخبرا سريا ، ارسلوه للبحث عنا وكتابة تقارير….
الاول | نراقبه …ونتعامل معه بهدوء .من دون اشكالات …
الثاني /كيف عرف المكان ؟ كيف وصل إليه؟
الاول / كما نحن …هل نعرف كيف وصلنا …. استيقظنا من النوم فوجدنا انفسنا هنا …..
الثاني /اجل …ربما كما نحن …
الاول /تقصد من الجماعة
الثاني /مجرد تصور ….
( يدخل الرجل متعبا ، ينظر للمكان )
الرجل / ماهذا؟ المكان ،…عالم غريب، ملابس،….عظام …ربما انا في مقبرة لعصور قديمة لم تكتشف…..احذية (يقوم بالبحث بين الملابس)عسى ان اجد هوية او …..عظام لبشر .
هل هنا ساحة اعدامات للمعارضين ….لا ادري كيف وصلتْ ..؟ كنت نائما . استيقطت وجدْتُ نفسي ممداً على الارض ….
اتذكر اني كنت في، جلسة تحقيق….!
(الاول يصبحُ محققا ،والثاني حارسا،)
المحقق/كيف اخبرتهم بتلك المعلومات
الرجل /لم افعلْ ذلك، المخبرُ كانت معلوماتُه كاذبةً وملفقةً،
المحقق/اعترافاتهم تؤكدُ ذلك ،وانتَ اعترفت .
الرجل /كذبٌ …لم اذكرْ شيئا عما حدثَ اثناءَ التحقيقِ معهم. ثمّ اني لم أقرأ ما كُتبَ في المحضر
المحقق/لكنّك وقّعتَ على ما تضمّنه
الرجل/كنتُ معصوبَ العينين ،ولم يُسمحْ لي بقراءة ما كتَبه المحقق
المحقق/انت ابلغتَ زوجةَ المعتقل حين ذهبت لدارهم أن زوجَك معتقلٌ في القسم الخامس. وفي الزنزانةِ الثامنة ؟
الرجل /تهمةٌ باطلة
المحقق/مما دفع الزوجةَ لتقديمِ شكوى ونشرِ الخبرِ واصبحتْ قضيةً عامةً لانتهاكِ حقوقِ الانسان ….
الرجل /لم افعلْ ذلك
المحقق /(يصفعه) في حالةِ عدمِ الاعترافِ سيكونُ مصيرُك كما تعرف تذكّر السابعةَ عشر ….لأنك رجلُ امنٍ وتعرفُ القرارات ….انتظر .
واريدُ معرفةَ الحقيقة …
الرجل /والله لم أفعلْ شيئا ضدَ امنِ الدولة،
المحقق/ وتعلمُ انتَ جيدا أن ما قمتَ به خيانةٌ عظمى بحقِّ الوطنِ وساهمتَ بإفشاءِ أسرارٍ وإشاعةٍ معلوماتٍ كاذبةٍ.
الرجل /لكنّ الرجلَ كان معتقلا وأُجريتْ معه جلساتُ تحقيقٍ ومورس معه التعذيب .لكنّه لم يعترفْ،
المحقق/ وقمتَ بإخبارِ زوجتهِ بعدَ أنْ حصلتَ منها على مبالغَ منَ المال وكنتَ تتردُ عليها ليلا….
الرجل/لم أفعلْ ذلك….
المحقق/ المرأةُ اعترفتْ بما قمتَ ، ومصيرُك، سيكونُ، كما تعرف، أعترفْ أفضلُ لك قبلَ تنفيذِ ما سينفًذُ بحقًك….
الرجل/ والله انا بريءٌ،… لم أفعلْ شيئا….تقارير المخبر جاءت من أجل الابتزاز وللحصول على المال ..
(عاصفة .اصوات )
الاول /ان هذا الصوتَ ليسَ غريبا عني ….
الثاني / كيف؟
الاول / صوتٌ ثقيلٌ كمطرقةٍ كان يلامسُ راسي .بنبراته المادة.
الثاني/ لا تفكرْ بذلك ….
الاول / صوتٌ يحملُ القتلَ والعذابَ ….
الثاني / نراقبه وماذا سيفعلُ …صوته نشاز …
الاول/ حاد…ولا يمكنُ استيعابَه. قد يكونُ احدَ ادواتِ اجهزةِ القمع للتجسس، او تنفيذِ ما يرغبونَ فعلَه.
الثاني / تمام ….لنراقِبَه
الاول/ كم تمنيتُ لو صدرَ حكمٌ ضدي ،افضلُ مما نحنُ فيه
الثاني / ننتظرُ رحمةَ الله
الرجل / كنتُ اداةَ قمعٍ وساهمتُ بتنفيذِ ما كان يصدرُ ضدَ الناسِ الذين يتمُّ اعتقالُهم ،التعذيبُ ،بأشكالٍ مختلفةٍ ،حتى القتل …كنتُ بيدقَ شطرنج ،انفذُ ما يطلبُ مني….
‘( الرجل ،يخرج’)
الاول /هو …
الثاني /من هو….
الاول /اجل هو …؟
الثاني / هل سبق انْ تعرّفتَ عليه،؟
الاول /اجل ….
الثاني /متى …؟
الاول / في فترة….'(ّيعود الرجل ،) انظر إليه هو ذلك الشخصُ الذي كان مسؤولا عن جلساتِ التحقيقِ معي …(يتحرك نحوه، يتمعن به)
الرجل /مَنْ أنت …..!؟
الاول / وانتَ كيفَ وصلتَ الى هنا ،هل تبحثُ عن شيء؟
الرجل /لا …
الاول/ وهل مكلفٌ بمهمة؟
الرجل/كلا…
الاول /وماذا تفعل هنا ؟
الرجل /اجهلُ ما تقصدُ….وانتَ لماذا تتواجدُ هنا….؟
الاول/ قرارٌ صدرَ بحقنا
الرجل / لماذا….الاسباب….؟
الاول /حكايةٌ لا تنتهي…..
الرجل /سأظلُّ انتظرُ ،اشعرُ بالحزن ….
الثاني / (يتحركُ تجاه الاول ،يجلسان في الجهة الاولى) اتركه …
لماذا تحقق معه…؟
الاول/ لمعرفة حقيقتهِ
الثاني / فعلٌ لامعنى له….ثم ما علاقتُنا به…. قد يكونُ كما نحنُ، ضحايا .
الاول /-لا هو ….
الثاني /توقعٌ ليس ،في محلّه
الاول / لنبتعدْ عن الخوف ،ونكنْ اكثرَ صلابةً في مواجهته…
الثاني /علينا ان نبتعدَ عنه ، يلازمُني الخوف ُ…
الاول /لا تكنْ جبانا ….
الثاني / نذهبُ بعيدا عنه نجهضُ المهمةَ التي جاء من اجلها ..
الاول /لنفكر….(صمت ومراقبة)
الرجل / يجبُ أن ابتعدَ عن هؤلاء… المكان غير امنٍ ربما ،يكونُ ساحةَ اعدام ، قد تراقبُنا المسيّرات وتكشفُ وجودَنا او ان هذا المكانَ ساحةٌ لتصفيةِ الاشخاص المعارضين للسلطة او مأوى لقوى الارهاب ….ماذا افعل ؟
اللعنة على تلك الساعةِ التي قمتُ بها بتبليغِ تلك المرأةِ التي كانت تبحثُ عن زوجِها الذي خُطِف .نوازعُ ذاتيةٌ دفعتني …
الاول / سأفقد ذاكرتي والشرود عن الواقع….لكن هو ….صوته ..لا اشك، سأتحدث معه….
الثاني /عن ماذا تتحدث معه؟
الاول/عن جلسات التحقيق التي كان مسؤولا عنها….
الثاني /لكن في التحقيق كانوا يعصبون العيون ….كيف عرفت شكله؟
الاول / من صوته العطش. بنبراته الحاده وكل كلمة كانت ضربات قوية تلامس جسدي ، وصرخاته المخيفة، حينَ يصلُ إلى حالة الهستريا فمازلت،اذكرها
الثاني/لكن الكلمة مسؤولية ،تترتبُ عليها مواقف
الاول /اعرفُ ذلك …هو عرفني وبدا بحالة ذعر …انظرْ له يخرجُ …ثم يعودُ ويتحدثُ بحالة من الانفعال ،،،نفس نبرات صوته …يلازمُه الخوف .
الثاني /نراقبه ….
الاول /لا…. سأتحدث معه ….
الثاني /لا تفعلْ ذلك ….
الرجل /(مع، نفسه ) الموقف صعبٌ جدا، ماذا افعل ؟لا ادري
حقا حالةُ استغرابٍ ،لو تراني زوجتي واولادي ماذا يقولون ،،،ويسألون لماذا انت بهذا الوضع …وما اسبابُ وجودِك هنا ….وما علاقتُك بالرجلين
كنتُ وسيلةً مجردةً من الرحمةِ والشفقةِ …وأصبحتُ سوبرمان بطلا ،لا اخافُ من احد….مجردٌ من الانسانية .
واغلبُ الذين حققت معهم لا يعرفون من انا .(يفكر).
(الاول يصبح متهما يجلس على كرسي ،معصب العينين
والرجل محققا والثاني يمارس التعذيب )
الرجل / توقف عن تعذيبه… ننتظر ربما يستيقظُ ضميرُه ويعترف … لقد مارسنا معك انواع مختلفة من أساليب التعذيب ….لماذا لا تعترف ؟
الاول /لا علاقةَ لي بما تحدثتم به….
الرجل /ولماذا انتَ معهم …تشاركُهم نشاطاتهم .
الاول/نريدُ الوطن …
الرجل / ( يضحك).واينَ الوطنُ ؟! ضائعٌ….نبحثُ عنه …
ونذيع بيانا نطلب فيه على من يعثر عليه يسلمه لكم …..!
الاول/ الوطن تاريخ امة وملاحم
الرجل / فذلكة جوفاء
الاول /افكارك متخمة في سبات التوابيت
الرجل/ لكنْ تنتظرك نزعاتُ المبتهجات الباحثات عن العزلة
الاول/ التواريخُ حمائمُ تبقى في دائرة الضوء …
الرجل /ثرثرة لا معنى لها .تدفعُك للنزولِ حيثُ السقوط
الاول / راسي يواجه ارتطامات الجبناء الذين يسرقونَ الحقيقة
الرجل /عليك ان تفكرَ بان الحياةَ صعبةٌ ولابد من توفير ما تحتاجه العائلة وانت لديك زوجة واطفال
ماذا تستفيدُ من الذين جعلوك بهذا المكان….هل فكرتَ بهم ؟
الاول /افكرُ بالناس، وبهم ….
الرجل / بمَ تشعرُ الان؟
الاول /بالفخر …
الرجل /كذب ….ضميرُك يرفضُ هذا الموقف ….
الاول/ هذا كلامٌ انت تقوله ….
الرجل/ لم يبق لديك وقت لمواجهة ما سنفعلُه معك ….فكر …وقرر أن تعترف او الاغتصاب…..
الاول /لوعة ترفض الملذات بعناية ،تذكر اساطير سلاطين الابجدية المتكاسلة
الثاني /موجات الصمت تأتي مثقلة
الاول /الفجرُ يلاعبُ الدهشةَ
الرجل / (يصرخ’).زمن الانقضاض يأتي سريعا ….هيا افعلْ ما طلبتُ منك ….
الاول/ لا …لا…
الرجل /التريثُ غيرُ موجودٍ في قواميس الدولة
الاول/ تمهلْ …لا تكن متوترا ،مضطربا ،لماذا تمارسُ العودةَ لمكونات استجداء صدمات تحمل مواقف لإنهاء مدنية الدولة ،
الرجل / ما زلتَ في موقف الرافضِ والمحرضِ للاستهانة بقدسية التاريخ،
الاول/ الماضي تدوين مزور لا يملك النزعة والرغبة للتأثير
الرجل / قطيعة معك …
الاول / حرائق تدفعني للاغتراب في زمن غابر
الرجل / كفى …لقد تحملت كثيرا ولن ترحم عائلتك …نفسك …انتهت وقفات الرحمة ،و الغموض، وهروب الأرواح من دون التفكير بعذوبة ما سينفّذ معك،
سأجعلك دون وعي ترفضُ الطرقات . تمارسُ الخرافةَ ،تموتُ عندك القصيدةُ ،وترافقُك الدهشةُ وعلاماتُ التعجبِ والنسيان ، وتكونُ لعبة في الخسارات في اسواق النخاسة ….
الاول /أأبقى اراقصُ النوارسَ ،وارفضُ الملذات من دون خوف…وسننهضُ من جديد
نواجه الذئاب
الرجل / ستبقى تبكي …ايها الحارسُ. مارسْ ما طلبتُ منك
اغتصْبه….
الاول /يصرخُ….يصرخ
الرجل /يضحكُ ….يضحك …
( تداخل ضوئي بالوان مختلفة ،مع ضربات موسيقية )
الاول / كنتَ تحاولُ الاستحواذَ على من تحققُ معه ،لماذا قتلتَ ذلك الرجلَ الذي بصقَ في وجهِك ….
الرجل /أفزعَني، كثيرا (يصرخ) لقد قُتلتْ عندي الرحمة …البؤسُ يجتذبُ الاشياء.
الاول/ شيطان انت ، سأجعلُ جسَدك قطعا …قطعا …وتكونُ طعاما للكلاب
الرجل /لا… اتوسلُ اليك ان تعيدَ النظرَ ، التسامحَ ،ونبتعدُ عن نيران الذات التي تدفعُك للانتقام.
الاول / لقد كنتَ تتمتعُ بحريةِ الانتقامِ وبوحشيةِ. لقد سرقتَ قيمَ المحبة والجمال ِوقتلتَ النهار
الرجل / الان نحنُ نواجهُ القيامةَ ..لماذا لا نمارسُ نسيانَ الماضي ونبتعدُ عن طريق الانتقام ونفكرُ في البحث عن الابتسامة …ونتوقفُ عن الرحيل الى دار الابدية …نتوقفُ عن الجنون …
الثاني /احلام ربما ترتطمُ في جدرانِ الغضب
الرجل/ ونمضي نطهرُ انفسَنا في ظلّ العدالة ،
الاول /انت حرباء تدعو لممارسةِ اللعب رغمَ الزحام في، الساحات
الرجل/ لتمُتْ كلماتُ الخوف…الاستغراب يشغلُ المكان ومدنَ الغربة …لم نكن سوى ممثلين لحكاياتٍ أصبحتْ بآلية…كهذهِ الملابسِ (يقوم بجمع الملابس من الأرض،…،مازالا، في حلبة الصراع)
الثاني/العطشُ يقتلُ الضوء.
الاول /(يبدأ برمي قطعٍ من العظامِ على الرجل )
الرجل /لا تفعلْ …توقفْ …حرامٌ عليك …إنها عظامُ بشر ….والله العظيم حرام ….استغفر الله
الاول /(يضحك ‘) اصبحتَ رجلا مؤمنا ….لماذا ترتعشُ….تخافْ …انت تستحقُ الموت….انا مخمورٌ بعذاباتك، اطفئ ما انا فيه ….بك انت ….
(يسرعُ له ، الرجل يهرب ،حركات سريعة ،الثاني يسعى لإنهاء النزاعِ،الاول يستخدم العظام ،…الرجل يحمي نفسه بقطع من الملابس )
الثاني /فقدنا الحنان والحب ،ونتسابق نحو ….دعونا نتحاور لأننا أشقاء أبناء وطن وتبتعد عن الازعاج ونفكر بما نحن فيه ….وننتظر ان تطرق اجراس الطمانينة ونطهر انفسنا ونستفيد الذاكرة ….دعونا ننتظر الذي سياتي ….
الاول /لن يأتي ابدا….لا نبضَ للروح ….الوطنُ يصرخُ ،ينتظرُ الناقوسَ ،لتُفتحَ الطرقاتُ ،وتموتُ الظلمة ، الناسُ تنتظرُ أن تُعبّدَ طرقاتُ المقابر …لا الموتى يرفضون امتلاءَ الزمنِ بقاذوراتِ مواقفِهم ونرفضُ إشكالاتِ الغرباء الذين نشروا الأفكارَ الغيبية
الثاني /لماذا ترفضُ الطوافَ عند عتباتِ البيوتِ للتسكعِ والإكثارِ من تناولِ حبوبِ النوم ؟
الرجل /الزمنُ وفقدانُ العقلِ جعلَنا نمارسُ البكاءَ عند بوابات المعابد….ذاكرتي تنزف دما …والحنانُ يدقُ ابوابَ السماوات،
الاول /دعاءُ بصرخاتِ الخوفِ ..تبقى تائها بلا روحِ ،الخلودُ في ظلِّ القمر
الرجل/ وجوهٌ في زحمةِ ورحيلِ الذات عن هواجسِ النفسِ وقتلٍ تنامي سلالات العدم والضياع ،
الاول / اقترابٌ نحوَ حنايا الرغباتِ الي امتدت لسنين عجاف
الثاني /تبقى مكبلا في افكارٍ عاجزةٍ عن ادراكِ الحقيقة .. وديعةُ حزن….
افعلْ ما ترغبُ، لأننا مجانين في صولاتِ اللاجدوى من الأفكارِ الجاهزة ،
(تبدأ عاصفةٌ قويةٌ وسريعةٌ ، موسيقى ، صراع ،حركة سريعة …العاصفة تشدد،…الثلاثة يسقطون على الارض،…يحاولونَ النهوضَ، ومواجهةَ العاصفة ، يقتربون ،العظام تنهضُ ،تتحركُ الاشخاص، الثلاثة يصبحون ضمن مجموعة العظام التي بدأت الروح فيهم ، يقاومون الرياح ، ويتمتمون بلغة غير مفهومة. تداخل ضوئي وتستمر العاصفة )
(مسرحية ( الرحلة ١٧ )
سالم الزيدي
صوتُ هبوطِ طائرة ، فلم سينمائي ،اصوات ضوضاء،. عاصفة ترابية ،موسيقى …حركة لاشخاص. تبدأ الطائرة بالاقلاع.
(صمت )
المسرح ،صحراء ،أعشاب متناثرة ، ملابس قديمة ممزقة لرجال ،نساء ،أحذية ،أكوام من العظام.
الاول والثاني يجلسان على الارض، ثم يبدئان بحركة زحف الى وسط المسرح، حركتهم ثقيلة جدا بخوف وذعر ويراقبان المكان ،صوت غريب، يتوقفان ، ،يعودان للحركة ، يقتربان ..الثاني يحاول الوقوف، الاخر يظل جالسا.
الاول |احذر
الثاني |هو كذلك ..
الاول| نسلكُ هذا الاتجاه..
الثاني| منَ الجهةِ المقابلةِ افضل
الاول | لماذا؟
الثاني| مجردُ رأي…..
الاول| لا أتصور…. من هنا … .لأننا جئنا من الطريق الذي تقترحه….
الثاني| انتَ دائما ترفضُ وتعاكسُ ما اقول…
الاول| تبقى تحملُ عقدَ الماضي ،لأنك لا تدركُ حقيقةَ الاشياء.
الثاني |نحنُ في عالمٍ لا نعرفه …غرباء
الاول| نستمرُ في دوامةِ البحثِ عن تساؤلاتٍ كثيرة ….كيفَ وصلنا الى هنا…الطريقةُ ….الاسبابُ. التي، دفعتهم لاتخاذ قرارٍ بذلك
الثاني | حكمٌ نحوَ الرحيل
الاول | بهذه الطريقة …
الثاني | حتى يبقى الانتظارُ ويشتغلُ الناسُ في دوامة لا حكايات لها ويستمرُ البحث(ينظر له بدهشة) متى تنتهي الرحلة.؟
الأول/لا تاريخَ محددٌ لذلك، يشغلونَ الناسَ في تلك القضايا،
الاول | (يضحك ‘)
الثاني | رحلةُ صيدٍ ثمينةٍ ،لإنهاء اشكالات الزمنِ الذي فقد قيمته….
الاول /اختناقٌ…في ظلِّ عواصف الصحراء
الثاني | تمام …وماذا نعمل ؟
الاول | نفكر ….
الثاني| (ينظرُ لهُ ويتحركُ نحوَ الجهة الاخرى . يقف )
متى نعرف الأسباب التي جعلتنا نصل إلى هذا الجحيم ؟
الاول| وهل تتوقع العودة للمدينة؟
الثاني| لا شيءَ ظلَ جميلا
الاول| صلاةٌ حاذقةٌ ….نتطلعُ و نتأملُ حياةً أمينةً بلا قيود وأحكام ….
الثاني | موتٌ كثافةٌ لإرادة مقاتل
الاول | بكاءٌ يحتاجُ لقرار
الثاني |متعبةٌ عناقُ الارجوان
الاول | من دون تفكيرٍ بالمجهول،
الثاني | اثارت الرغبةَ في البحث عن الاصالة
الاول | يقتضي رفضَ الغضب
الثاني | ومواجهةَ حملاتِ الانجابِ ،التي يدعون لها اولئك .. رجالُ الدين
الاول| سأظلُ رافضا لتك الدعوات
الثاني | لماذا ؟
الاول| انطلاقةٌ نحوَ المزيدِ من فقدانِ قيمِ ملاحظةِ الصقور
الثاني/ تهديدٌ يواكبُ حدودَ البرنامج
الأول/مشاركةٌ من دونِ اقناعٍ ،بسببِ الملاحقة،
الثاني/رسائلُ تدفعُ الاخرَ للخوف ،
الاول/استمرارٌ في رفعِ المعنويات
الثاني/ أضرارٌ في حالاتِ الحسم،
الأول/خدماتٌ عبثيةٌ في ظلِّ استمرارِ رفضِ الغرباء
الثاني | اغتيالُ فعلِ التفكيرِ وانعطافٌ نحوَ دراسةِ الواقع الذي نحنُ فيه
الاول| انعطافٌ في ظلالِ تجربةِ الماضي التي جعلتنا نحتسي خداعةَ، الزمنِ الذي اكتشفنا اخيرا انه امتزاجٌ بينَ المواقفِ الكاذبةِ
الثاني | لا داعي للمطرِ في ظلِ موجةِ السخريةِ من حملاتِ الطلاق
الاول| الارضُ في صراعاتٍ معَ التماسيح
الثاني | رفضُ المواويلِ وموتُ رسائلِ التهديد
الاول | حزمة ألم تتلألأ في، وجه التاريخ
الثاني | هل سياتي ؟
الاول | كما قلتُ لك ولمرات لن يأتي ….
الثاني | انا اعتقدُ ربما يعود مرةً اخرى بشكل اخر …
الاول | لن يأتي …
الثاني | اذن نظلُ في دوّامةِ الانتظار حتى موتِ الرغبات
الاول | لا أعرفُ ذلك ….
الثاني | ولماذا لا تعرف؟
الاول | استفزاز بشعور يتألق، في، فعلِ التكوينِ بشكلٍ متكاملٍ يقولون عنه، انه الذي سيحقق ما نسعى له….
(يذهب نحو جهة اليسار ،يراقب،)
الثاني | ماذا تفعل ؟
الاول | ايقاع فراغاتٍ ولوحاتٍ لأرصفةٍ فقدتْ الاضواءَ لاجترارِ فوبيا الجياع ،
الثاني | الافكارُ تموتُ في عمقِ الليل ،
الاول | اختلالٌ في حالاتِ الاضطراب والاغتراب
الثاني | اليوم بدأت رحلةُ لا نعرفُ كيفَ ستنتهي ،
الاول |نبحثُ.. و ننتظر …
الثاني | ننتظرُ ايقاعَ ابتهالاتِ الجياعِ الباحثينَ عن ممارسةِ الجنسِ في ظلِ مشكلاتِ صعوبةِ الحياة.
الاول | اغتيالاتٌ في مدار الحنين والظما الذي كنا نبحث عن علاج له.
الثاني |جراح في مدارك البحث عن الصدا في النفوس والافكار التي اصبحت لا تلائم الزمن …
الاول | شكوك في اتجاهات البو صلة الفاقدة للاتجاهات وفلسفة المؤامرة
‘(تهب عاصفة ترابية شديدة السرعة ،اصوات مختلفة ،مرعبة ،هياكل عظمية تتناثر ،)
الثاني |جاء الموت إذن….
الاول | اين انت ….اين انت ؟
الثاني | انا بالقرب منك …عاصفة مخيفة تسكرنا….نحن في اتعس الحالات ….الحمد لله
الاول | لا تندبْ… هل تشعرُ بالخطيئةِ وتطلبُ الرحمة ؟
الثاني | لا مكان للرحمةِ هنا …الحساب ….الحساب،…لا فائدة ، لا ندم…..!
(تتوقفُ العاصفةُ ،اصواتٌ ،يتقدمُ الاولُ نحو الثاني ،يقفان في، حالة اندهاش ،الاصوات بدأت تقترب )
الاول | ماذا تتوقعُ؟ هل عادوا لاعتقالنا مرةً أخرى ؟
الثاني / فاجعةٌ جديدة …
الاول / انطلاقةٌ نحوَ الابدية
الثاني /ربما…..
الاول | سنعرف ذلك…كنْ قوياً لا تخفْ،
الثاني |-حالاتُ الضجيجِ مفعمةٌ خلفَ جدرانِ الذاكرة بشكل فنطازي
الاول | استشراقٌ، في اسواقِ الباعةِ المتجولين بلا جدوى ،
الثاني |انتحارٌ لم يكتملْ ،ينتظر ولادةً …وصدورُ قرار الحكم3
الاول | الافعى اذا لم تغير جلدها تموت .
الثاني | الرؤوسُ المحجَّرة لا يصيبُها الالمْ.
الاول | لا ادري لماذا نتخاذلُ في التحقيق
الثاني |كفى لا تذكرني …تبقى مثرثرا ،كأنك في اجتماعٍ حزبيٍ لمناقشةِ إشكالاتِ المبادئ والأفكارِ وحجْب مبادئِ، النقد والنقد الذاتي،
الاول | مصيرُنا الهلاكُ، الذي جاء بسبب مواقف أولئك الذينَ تربّعوا على القيادةِ …اللعنة.
الثاني | مخاطرُ الطريقِ الذي سلكناهُ في ظلِ الخوفِ وإجهاضِ حريةِ الراي.
(صوت لحركة انسان ،يبدا الاول بالحركة نحو جهة الصوت ،يعود مسرعا، يسحب الاخر للجهة الاخرى )
الاول| ربما جاءوا لاعتقالِنا
الثاني| لنهربْ بعيدا …او نختفي
الاول |كيف سنواجهُهم؟
الثاني| لنفكرْ …وننتظرْ ماذا سيحصل ؟
(يختفيان خلف الاحراش، يراقبان الرجل من بعيد .وهما بقلق وخوف ،
يسرع الاول للحركة نحو جهة الصوت ،يعود)
الاول | إن هناك رجلا قادما، باتجاهنا
الثاني /انه من رجال الشرطة أو يعمل مخبرا سريا ، ارسلوه للبحث عنا وكتابة تقارير….
الاول | نراقبه …ونتعامل معه بهدوء .من دون اشكالات …
الثاني /كيف عرف المكان ؟ كيف وصل إليه؟
الاول / كما نحن …هل نعرف كيف وصلنا …. استيقظنا من النوم فوجدنا انفسنا هنا …..
الثاني /اجل …ربما كما نحن …
الاول /تقصد من الجماعة
الثاني /مجرد تصور ….
( يدخل الرجل متعبا ، ينظر للمكان )
الرجل / ماهذا؟ المكان ،…عالم غريب، ملابس،….عظام …ربما انا في مقبرة لعصور قديمة لم تكتشف…..احذية (يقوم بالبحث بين الملابس)عسى ان اجد هوية او …..عظام لبشر .
هل هنا ساحة اعدامات للمعارضين ….لا ادري كيف وصلتْ ..؟ كنت نائما . استيقطت وجدْتُ نفسي ممداً على الارض ….
اتذكر اني كنت في، جلسة تحقيق….!
(الاول يصبحُ محققا ،والثاني حارسا،)
المحقق/كيف اخبرتهم بتلك المعلومات
الرجل /لم افعلْ ذلك، المخبرُ كانت معلوماتُه كاذبةً وملفقةً،
المحقق/اعترافاتهم تؤكدُ ذلك ،وانتَ اعترفت .
الرجل /كذبٌ …لم اذكرْ شيئا عما حدثَ اثناءَ التحقيقِ معهم. ثمّ اني لم أقرأ ما كُتبَ في المحضر
المحقق/لكنّك وقّعتَ على ما تضمّنه
الرجل/كنتُ معصوبَ العينين ،ولم يُسمحْ لي بقراءة ما كتَبه المحقق
المحقق/انت ابلغتَ زوجةَ المعتقل حين ذهبت لدارهم أن زوجَك معتقلٌ في القسم الخامس. وفي الزنزانةِ الثامنة ؟
الرجل /تهمةٌ باطلة
المحقق/مما دفع الزوجةَ لتقديمِ شكوى ونشرِ الخبرِ واصبحتْ قضيةً عامةً لانتهاكِ حقوقِ الانسان ….
الرجل /لم افعلْ ذلك
المحقق /(يصفعه) في حالةِ عدمِ الاعترافِ سيكونُ مصيرُك كما تعرف تذكّر السابعةَ عشر ….لأنك رجلُ امنٍ وتعرفُ القرارات ….انتظر .
واريدُ معرفةَ الحقيقة …
الرجل /والله لم أفعلْ شيئا ضدَ امنِ الدولة،
المحقق/ وتعلمُ انتَ جيدا أن ما قمتَ به خيانةٌ عظمى بحقِّ الوطنِ وساهمتَ بإفشاءِ أسرارٍ وإشاعةٍ معلوماتٍ كاذبةٍ.
الرجل /لكنّ الرجلَ كان معتقلا وأُجريتْ معه جلساتُ تحقيقٍ ومورس معه التعذيب .لكنّه لم يعترفْ،
المحقق/ وقمتَ بإخبارِ زوجتهِ بعدَ أنْ حصلتَ منها على مبالغَ منَ المال وكنتَ تتردُ عليها ليلا….
الرجل/لم أفعلْ ذلك….
المحقق/ المرأةُ اعترفتْ بما قمتَ ، ومصيرُك، سيكونُ، كما تعرف، أعترفْ أفضلُ لك قبلَ تنفيذِ ما سينفًذُ بحقًك….
الرجل/ والله انا بريءٌ،… لم أفعلْ شيئا….تقارير المخبر جاءت من أجل الابتزاز وللحصول على المال ..
(عاصفة .اصوات )
الاول /ان هذا الصوتَ ليسَ غريبا عني ….
الثاني / كيف؟
الاول / صوتٌ ثقيلٌ كمطرقةٍ كان يلامسُ راسي .بنبراته المادة.
الثاني/ لا تفكرْ بذلك ….
الاول / صوتٌ يحملُ القتلَ والعذابَ ….
الثاني / نراقبه وماذا سيفعلُ …صوته نشاز …
الاول/ حاد…ولا يمكنُ استيعابَه. قد يكونُ احدَ ادواتِ اجهزةِ القمع للتجسس، او تنفيذِ ما يرغبونَ فعلَه.
الثاني / تمام ….لنراقِبَه
الاول/ كم تمنيتُ لو صدرَ حكمٌ ضدي ،افضلُ مما نحنُ فيه
الثاني / ننتظرُ رحمةَ الله
الرجل / كنتُ اداةَ قمعٍ وساهمتُ بتنفيذِ ما كان يصدرُ ضدَ الناسِ الذين يتمُّ اعتقالُهم ،التعذيبُ ،بأشكالٍ مختلفةٍ ،حتى القتل …كنتُ بيدقَ شطرنج ،انفذُ ما يطلبُ مني….
‘( الرجل ،يخرج’)
الاول /هو …
الثاني /من هو….
الاول /اجل هو …؟
الثاني / هل سبق انْ تعرّفتَ عليه،؟
الاول /اجل ….
الثاني /متى …؟
الاول / في فترة….'(ّيعود الرجل ،) انظر إليه هو ذلك الشخصُ الذي كان مسؤولا عن جلساتِ التحقيقِ معي …(يتحرك نحوه، يتمعن به)
الرجل /مَنْ أنت …..!؟
الاول / وانتَ كيفَ وصلتَ الى هنا ،هل تبحثُ عن شيء؟
الرجل /لا …
الاول/ وهل مكلفٌ بمهمة؟
الرجل/كلا…
الاول /وماذا تفعل هنا ؟
الرجل /اجهلُ ما تقصدُ….وانتَ لماذا تتواجدُ هنا….؟
الاول/ قرارٌ صدرَ بحقنا
الرجل / لماذا….الاسباب….؟
الاول /حكايةٌ لا تنتهي…..
الرجل /سأظلُّ انتظرُ ،اشعرُ بالحزن ….
الثاني / (يتحركُ تجاه الاول ،يجلسان في الجهة الاولى) اتركه …
لماذا تحقق معه…؟
الاول/ لمعرفة حقيقتهِ
الثاني / فعلٌ لامعنى له….ثم ما علاقتُنا به…. قد يكونُ كما نحنُ، ضحايا .
الاول /-لا هو ….
الثاني /توقعٌ ليس ،في محلّه
الاول / لنبتعدْ عن الخوف ،ونكنْ اكثرَ صلابةً في مواجهته…
الثاني /علينا ان نبتعدَ عنه ، يلازمُني الخوف ُ…
الاول /لا تكنْ جبانا ….
الثاني / نذهبُ بعيدا عنه نجهضُ المهمةَ التي جاء من اجلها ..
الاول /لنفكر….(صمت ومراقبة)
الرجل / يجبُ أن ابتعدَ عن هؤلاء… المكان غير امنٍ ربما ،يكونُ ساحةَ اعدام ، قد تراقبُنا المسيّرات وتكشفُ وجودَنا او ان هذا المكانَ ساحةٌ لتصفيةِ الاشخاص المعارضين للسلطة او مأوى لقوى الارهاب ….ماذا افعل ؟
اللعنة على تلك الساعةِ التي قمتُ بها بتبليغِ تلك المرأةِ التي كانت تبحثُ عن زوجِها الذي خُطِف .نوازعُ ذاتيةٌ دفعتني …
الاول / سأفقد ذاكرتي والشرود عن الواقع….لكن هو ….صوته ..لا اشك، سأتحدث معه….
الثاني /عن ماذا تتحدث معه؟
الاول/عن جلسات التحقيق التي كان مسؤولا عنها….
الثاني /لكن في التحقيق كانوا يعصبون العيون ….كيف عرفت شكله؟
الاول / من صوته العطش. بنبراته الحاده وكل كلمة كانت ضربات قوية تلامس جسدي ، وصرخاته المخيفة، حينَ يصلُ إلى حالة الهستريا فمازلت،اذكرها
الثاني/لكن الكلمة مسؤولية ،تترتبُ عليها مواقف
الاول /اعرفُ ذلك …هو عرفني وبدا بحالة ذعر …انظرْ له يخرجُ …ثم يعودُ ويتحدثُ بحالة من الانفعال ،،،نفس نبرات صوته …يلازمُه الخوف .
الثاني /نراقبه ….
الاول /لا…. سأتحدث معه ….
الثاني /لا تفعلْ ذلك ….
الرجل /(مع، نفسه ) الموقف صعبٌ جدا، ماذا افعل ؟لا ادري
حقا حالةُ استغرابٍ ،لو تراني زوجتي واولادي ماذا يقولون ،،،ويسألون لماذا انت بهذا الوضع …وما اسبابُ وجودِك هنا ….وما علاقتُك بالرجلين
كنتُ وسيلةً مجردةً من الرحمةِ والشفقةِ …وأصبحتُ سوبرمان بطلا ،لا اخافُ من احد….مجردٌ من الانسانية .
واغلبُ الذين حققت معهم لا يعرفون من انا .(يفكر).
(الاول يصبح متهما يجلس على كرسي ،معصب العينين
والرجل محققا والثاني يمارس التعذيب )
الرجل / توقف عن تعذيبه… ننتظر ربما يستيقظُ ضميرُه ويعترف … لقد مارسنا معك انواع مختلفة من أساليب التعذيب ….لماذا لا تعترف ؟
الاول /لا علاقةَ لي بما تحدثتم به….
الرجل /ولماذا انتَ معهم …تشاركُهم نشاطاتهم .
الاول/نريدُ الوطن …
الرجل / ( يضحك).واينَ الوطنُ ؟! ضائعٌ….نبحثُ عنه …
ونذيع بيانا نطلب فيه على من يعثر عليه يسلمه لكم …..!
الاول/ الوطن تاريخ امة وملاحم
الرجل / فذلكة جوفاء
الاول /افكارك متخمة في سبات التوابيت
الرجل/ لكنْ تنتظرك نزعاتُ المبتهجات الباحثات عن العزلة
الاول/ التواريخُ حمائمُ تبقى في دائرة الضوء …
الرجل /ثرثرة لا معنى لها .تدفعُك للنزولِ حيثُ السقوط
الاول / راسي يواجه ارتطامات الجبناء الذين يسرقونَ الحقيقة
الرجل /عليك ان تفكرَ بان الحياةَ صعبةٌ ولابد من توفير ما تحتاجه العائلة وانت لديك زوجة واطفال
ماذا تستفيدُ من الذين جعلوك بهذا المكان….هل فكرتَ بهم ؟
الاول /افكرُ بالناس، وبهم ….
الرجل / بمَ تشعرُ الان؟
الاول /بالفخر …
الرجل /كذب ….ضميرُك يرفضُ هذا الموقف ….
الاول/ هذا كلامٌ انت تقوله ….
الرجل/ لم يبق لديك وقت لمواجهة ما سنفعلُه معك ….فكر …وقرر أن تعترف او الاغتصاب…..
الاول /لوعة ترفض الملذات بعناية ،تذكر اساطير سلاطين الابجدية المتكاسلة
الثاني /موجات الصمت تأتي مثقلة
الاول /الفجرُ يلاعبُ الدهشةَ
الرجل / (يصرخ’).زمن الانقضاض يأتي سريعا ….هيا افعلْ ما طلبتُ منك ….
الاول/ لا …لا…
الرجل /التريثُ غيرُ موجودٍ في قواميس الدولة
الاول/ تمهلْ …لا تكن متوترا ،مضطربا ،لماذا تمارسُ العودةَ لمكونات استجداء صدمات تحمل مواقف لإنهاء مدنية الدولة ،
الرجل / ما زلتَ في موقف الرافضِ والمحرضِ للاستهانة بقدسية التاريخ،
الاول/ الماضي تدوين مزور لا يملك النزعة والرغبة للتأثير
الرجل / قطيعة معك …
الاول / حرائق تدفعني للاغتراب في زمن غابر
الرجل / كفى …لقد تحملت كثيرا ولن ترحم عائلتك …نفسك …انتهت وقفات الرحمة ،و الغموض، وهروب الأرواح من دون التفكير بعذوبة ما سينفّذ معك،
سأجعلك دون وعي ترفضُ الطرقات . تمارسُ الخرافةَ ،تموتُ عندك القصيدةُ ،وترافقُك الدهشةُ وعلاماتُ التعجبِ والنسيان ، وتكونُ لعبة في الخسارات في اسواق النخاسة ….
الاول /أأبقى اراقصُ النوارسَ ،وارفضُ الملذات من دون خوف…وسننهضُ من جديد
نواجه الذئاب
الرجل / ستبقى تبكي …ايها الحارسُ. مارسْ ما طلبتُ منك
اغتصْبه….
الاول /يصرخُ….يصرخ
الرجل /يضحكُ ….يضحك …
( تداخل ضوئي بالوان مختلفة ،مع ضربات موسيقية )
الاول / كنتَ تحاولُ الاستحواذَ على من تحققُ معه ،لماذا قتلتَ ذلك الرجلَ الذي بصقَ في وجهِك ….
الرجل /أفزعَني، كثيرا (يصرخ) لقد قُتلتْ عندي الرحمة …البؤسُ يجتذبُ الاشياء.
الاول/ شيطان انت ، سأجعلُ جسَدك قطعا …قطعا …وتكونُ طعاما للكلاب
الرجل /لا… اتوسلُ اليك ان تعيدَ النظرَ ، التسامحَ ،ونبتعدُ عن نيران الذات التي تدفعُك للانتقام.
الاول / لقد كنتَ تتمتعُ بحريةِ الانتقامِ وبوحشيةِ. لقد سرقتَ قيمَ المحبة والجمال ِوقتلتَ النهار
الرجل / الان نحنُ نواجهُ القيامةَ ..لماذا لا نمارسُ نسيانَ الماضي ونبتعدُ عن طريق الانتقام ونفكرُ في البحث عن الابتسامة …ونتوقفُ عن الرحيل الى دار الابدية …نتوقفُ عن الجنون …
الثاني /احلام ربما ترتطمُ في جدرانِ الغضب
الرجل/ ونمضي نطهرُ انفسَنا في ظلّ العدالة ،
الاول /انت حرباء تدعو لممارسةِ اللعب رغمَ الزحام في، الساحات
الرجل/ لتمُتْ كلماتُ الخوف…الاستغراب يشغلُ المكان ومدنَ الغربة …لم نكن سوى ممثلين لحكاياتٍ أصبحتْ بآلية…كهذهِ الملابسِ (يقوم بجمع الملابس من الأرض،…،مازالا، في حلبة الصراع)
الثاني/العطشُ يقتلُ الضوء.
الاول /(يبدأ برمي قطعٍ من العظامِ على الرجل )
الرجل /لا تفعلْ …توقفْ …حرامٌ عليك …إنها عظامُ بشر ….والله العظيم حرام ….استغفر الله
الاول /(يضحك ‘) اصبحتَ رجلا مؤمنا ….لماذا ترتعشُ….تخافْ …انت تستحقُ الموت….انا مخمورٌ بعذاباتك، اطفئ ما انا فيه ….بك انت ….
(يسرعُ له ، الرجل يهرب ،حركات سريعة ،الثاني يسعى لإنهاء النزاعِ،الاول يستخدم العظام ،…الرجل يحمي نفسه بقطع من الملابس )
الثاني /فقدنا الحنان والحب ،ونتسابق نحو ….دعونا نتحاور لأننا أشقاء أبناء وطن وتبتعد عن الازعاج ونفكر بما نحن فيه ….وننتظر ان تطرق اجراس الطمانينة ونطهر انفسنا ونستفيد الذاكرة ….دعونا ننتظر الذي سياتي ….
الاول /لن يأتي ابدا….لا نبضَ للروح ….الوطنُ يصرخُ ،ينتظرُ الناقوسَ ،لتُفتحَ الطرقاتُ ،وتموتُ الظلمة ، الناسُ تنتظرُ أن تُعبّدَ طرقاتُ المقابر …لا الموتى يرفضون امتلاءَ الزمنِ بقاذوراتِ مواقفِهم ونرفضُ إشكالاتِ الغرباء الذين نشروا الأفكارَ الغيبية
الثاني /لماذا ترفضُ الطوافَ عند عتباتِ البيوتِ للتسكعِ والإكثارِ من تناولِ حبوبِ النوم ؟
الرجل /الزمنُ وفقدانُ العقلِ جعلَنا نمارسُ البكاءَ عند بوابات المعابد….ذاكرتي تنزف دما …والحنانُ يدقُ ابوابَ السماوات،
الاول /دعاءُ بصرخاتِ الخوفِ ..تبقى تائها بلا روحِ ،الخلودُ في ظلِّ القمر
الرجل/ وجوهٌ في زحمةِ ورحيلِ الذات عن هواجسِ النفسِ وقتلٍ تنامي سلالات العدم والضياع ،
الاول / اقترابٌ نحوَ حنايا الرغباتِ الي امتدت لسنين عجاف
الثاني /تبقى مكبلا في افكارٍ عاجزةٍ عن ادراكِ الحقيقة .. وديعةُ حزن….
افعلْ ما ترغبُ، لأننا مجانين في صولاتِ اللاجدوى من الأفكارِ الجاهزة ،
(تبدأ عاصفةٌ قويةٌ وسريعةٌ ، موسيقى ، صراع ،حركة سريعة …العاصفة تشدد،…الثلاثة يسقطون على الارض،…يحاولونَ النهوضَ، ومواجهةَ العاصفة ، يقتربون ،العظام تنهضُ ،تتحركُ الاشخاص، الثلاثة يصبحون ضمن مجموعة العظام التي بدأت الروح فيهم ، يقاومون الرياح ، ويتمتمون بلغة غير مفهومة. تداخل ضوئي وتستمر العاصفة )
(اظـــــــــــــلام)
)
Discussion about this post