حجاج الأصوات المسرحية
مجموعة “الجثة صفر” نموذجًا
بقلم عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي
• ملخص البحث:
يتميز الخطاب المسرحي بسمات فنية تميزه عن باقي الأنواع الأدبية مما ينعكس على الخصائص التركيبية للجملة المسرحية دلاليا وتداوليا، ومن ذلك بروز دور الحوار بين الشخصيات حول قضية فكرية ما؛ حيث يتمسك كل من طرفي الحوار بما يناسب أيديولوجيته وفلسفته؛ فيعرض آراءه في صورة وحدات دلالية، ومن ثم تتقابل الأفكار والمعاني بينهما، حتى تتكشف للمتلقي الدوافع الخفية للخطاب، وعادة يستخدم الكاتب هذه التقنية داخل أقسام المسرحية، أو في أماكن سردية مختلفة من المجموعة المسرحية؛ في محاولة لاستمالة أحد الأصوات المعارضة، وبناء جسور تواصل فيما بينهما ومن ثم ترويض أفكارها، وتغيير وجهة نظرها عبر السلالم الحجاجية والروابط المنطقية، المبنية على مقدمات وأدلة ونتائج، بالإضافة إلى وسائل القياس الاستدلالية التي تقوم على مسلمات وصفية وبنائية، ومنطقية؛ تؤدي إلى تعدد مستويات الحوار وانعكاسها على المتلقي كونه خطابا تداوليا؛ فيستنبط نتيجة هذا الحجاج، ويكوِّن رؤية مستقلة بعيدا عن حدود السرد.
وبذلك يتداخل ما هو جمالي فني مع ما هو حجاجي فكري، من خلال الأصوات المسرحية متنوعة الرؤى الفكرية والأيديولوجية، وتحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية: ما مدى انعكاس حجاج الأصوات المسرحية على الخصائص الفنية للمسرحية تركيبا ودلالة وتداولا؟ وكيف يقدم الكاتب الأفكار الفلسفية على لسان الشخصيات المسرحية؟ ما دور التقابل الدلالي في تمثيل الوحدات المعجمية المتعارضة للخطاب؟ ومن ثم تطبيق ذلك على الأصوات الحجاجية في مجموعة الجثة صفر للكاتب السعودي “فهد ردة الحارثي”، حيث تتميز هذه المجموعة بتنوع صور الحوار الإقناعي، ومناقشة قضايا فلسفية وفكرية مسكوت عنها حول مصير الإنسان في عصر العولمة، ومحاولة الفكاك من الحواجز والقيود المفروضة اجتماعيا وسياسيا، والانتصار على العزلة والاغتراب المعاصر، عبر توظيف العناصر المسرحية ببراعة ومنها: السينوغرافيا وانفتاح الفضاء المسرحي، وتلاشي حدود القالب الأدبي.
• الكلمات الدالة:
حجاج الأصوات المسرحية، السلم الحجاجي، مستويات الحجاج، الروابط المنطقية، الجثة صفر، فهد ردة الحارثي، سلطة الموضوع وتفاعل المتكلم، فاعلية القياس المنطقي.
Discussion about this post