العراق.. وقاع المؤامرة ؟.
لا يختلف إثنان من أن هناك مؤامرة دولية يتعرض لها البلد منذ 2003 والى اليوم، لتدمير ركائز المجتمع العراقي، وتشتيت وتبديد ثرواته وقدراته.
فعلى مستوى العشائر يكون ذلك بصنع شيوخ عشائر مزيفون، لا حظ ولا بخت، وينطبق عليهم التعبير الشعبي، شيوخ المقاهي، إو قفاصون، وعلى مستوى القوات المسلحة يكون ذلك بصنع ضباط وقادة من خارج المؤوسسة العسكرية، بما يصطلح عليه تعبير «دمج»، وعلى مستوى التربية والتعليم بوضع مناهج تعليم من قبل أناس ليسوا من أهل الإختصاص، وتبديلها سنويا، والإكثار من فتح المدارس والمعاهد والكليات الاهلية، والتي بعضها ربما خارج الضوابط، ناهيك عن الشهادات المزرورة لبعض من تولى مهام إدارة قطاع التربية والتعليم، وعلى مستوى السياسة، والمناصب الحكومية يتحقق ذلك بوضع أشخاص غير كفوئين وغير مؤهلين في مواقع القرار والمسؤولية، وبعضهم بشهادات مزورة وهذا ما تحدثت عنه وسائل الاعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على لسان بعض النواب والمسؤولين في الحكومات المتعاقبة، وعلى مستوى القضاء يتحقق ذلك بزج أشخاص غير مؤهلين في هذا المرفق المهم والحيوي، مدعومين ومرشحين من قبل جهات سياسية وحزبية معينة، ليتخرجوا بعد حين قضاة ضعفاء مهزوزون، مسلوبوا الارادة، يعملون بتوجيه وإرادة تلك الجهات التي رشحتهم، وعلى مستوى الزراعة والصناعة والتجارة والبيئة وغيرها من القطاعات الاخرى يكون ذلك أيضا بإهمالها، لكي تتراجع تلك القطاعات، وتعجز عن إداء دورها الوطني المطلوب، فمثلا على مستوى الزراعة يكون ذلك بإهمال الفلاح وعدم دعمه للحد الذي يؤدي ذلك الى إفقارة، وإغراق السوق بالمنتجات الزراعية المستوردة وطرحها باسعار منخفضة، لكي لا يستطيع فلاحنا مجاراتها ببضاعته ومنتوجه، وإهمال إستصلاح التربة ومكافحة الآفات الزراعية، ورفع أسعار البذور والأسمدة، أو طرح بذور في الاسواق بنوعيات رديئة، وبالتالي سيظطر الفلاح لترك الزراعة والبحث عن وسيلة أخرى يعتاش منها،ويسد بها حاجاته ومتطلبات حياته، اما على مستوى الصناعة فيكون ذلك بإهمالها، وإهمال شركات الصناعة والبناء والاعمار الوطنية، وإهمال المصانع والمعامل وجعلها عرضة للإندثار، وهكذا على كل المستويات والمجالات والنشاطات.
كل تلك الامور وغيرها ستبقي العراق متخلفاً عن ركب الحضارة والمدنية والتقدم، وسيبقى العراق يعاني من التخلف، والبطالة والمرض والصراعات الطائفية والعشائرية والمذهبية.
وأخيراً أقول، بما أن العراق غنيا بثرواته الطبيعية والبشرية، وهو بهذا التراجع والتدني على كل المستويات، حيث البطالة والجهل والتخلف وانتشار المخدرات وحالات الانتحار والتلوث البيئي، وتآكل بناه التحتية وغيرها من المشكلات، فلا شك أن هناك مؤامرة يتعرض لها البلد، تقودها جهات خارجية، وتنفذها جهات محلية باعت ضميرها ورهنت مصيرها للأجنبي الطامع لإبقاء العراق ضعيفا مدمرا متخلفا، والمواطن فيه محبطا،
ولا ينقذ العراق مما هو فيه الآن إلا بوجود حكومة وطنية قوية تنبع من الشعب، تؤمن بسيادة العراق، واستقلال قراره الوطني، وتدافع عنه بكل قوة، تحترم الشعب، وتؤمن بقدرات الشباب وترعاها وتنميها، وتعيد تأهيل المعامل والمصانع وكل القطاعات الانتاجية، وتسخر كل موارد البلد وطاقاته، وتضع خطط وطنية مدروسة وشاملة، يعدها ويرسمها أناس متخصصون،خبراء في مجال التخطيط والأقتصاد، لا علاقة لهم بالسياسة وأطماعها، ترافقها إجراءات حكومية حاسمة لمكافحة الفساد بكل أشكالة، وتسخر مواردها وامكاناتها وأجهزتها لتنفيذ الخطة بكل أمانة وإخلاص ووطنية، وتسلط الضوء على مراحل وخطوات التنفيذ بكل شفافية من خلال إشراك وإطلاع الشعب على خطواتها، والمنجز منها، للنهوض بكل شيء، وبخلافه إن ظلت الامور على ماهي عليه لا سمح الله، فلا أمل في مستقبل قريب وواعد للنهوص بالبلد.
فهل من حكومة وطنية تأخذ على عاتقها هذا الشرف العظيم، وتسجل للأجيال دوراً وطنياً وتأريخيا ينتشل العراق مما هو فيه، الى واقع أفضل، إننا معكم منتظرون.
جبار القريشي.
Discussion about this post