بسم الله الرحمن الرحيم
من سيرتي الإبداعية / ٢
باريس ..جنيف ..رحلة الجمال ، والخيال .
مابين الحقيقة ،والخيال في إبداع الكاتب الروائي
،والممثل الكوميدي ” موليير”
حوار إبداعي خيالي فرنسي ،مع مبدعنا “موليير “، من أمام المسرح الفرنسي في
باريس .
….. لازلنا في باريس ، يحملنا الجمال ، والألق من مكان إلى مكان ، من كنيسة نوتردام ” السيدة العذراء ،ومن “فيكتورهوجو “إلى المسرحي الكوميدي ” “الذي أضحك الملوك ،والشعب ،ولامس مشاكلهم وأزال آلامهم
وغذى نفوسهم بالأمل ، والتفاؤل ، وأدخل فيهم الفرح والسعادة ، ووقف في وجه التحديات ، سنتابع لقاءنا معه ، في هذا اليوم ، حيث يتجلى الجمال من كرسي إبداعه،فنقترب منه ،لنأخذ أفكاره الإبداعية
،ونستهدي بها ، ليكون الإبداع طريقنا ،
من ،خلال رحلاتنا ،وأسفارنا نكتسب العلم ، والمعرفة من ملهمينا من أمثال شكسبير ، وهوجو ،وموليير ضيف اليوم .
– إننا سعداء اليوم ،باستضافتك، والحديث معك ،في المجال الإبداعي .
– أنا مستعد للتعاون معكم ،والإجابة على
كل أسئلتكم في أي مجال ترونه مهما في
نظركم .
-كيف تنظر للإبداع ؟
– كنت أنظر للإبداع ، كما نظر إليه أديسون ،
حيث وصف النبوغ الابداعي بقوله :
” إنه عبارة عن واحد بالمئة إلهاما وتسعة وتسعون بالمئة عرقاً، وكفاحا ”
،ولقد أوليت أهمية للمحاولة ، والتجريب ،
والإصرار على المحاولة ،وكذلك القدرة على التحدي .
– كيف أصبحت مسرحياً،وكاتباً،وشاعراًمبدعاً؟
– يعود الفضل في ،ذلك إلى طلاقة تفكيري ،
الذي ينتج الكثير من الأفكار المبتكرة ،والتي تتميز بسرعة الابتكار ،وتعد الطلاقة أحد أهدافي الرئيسة ،كمبدع ، ومفكر، وشاعرمسرحي عظيم .
– ماطريقتك في التفكير ؟
– كنت أثق بقدراتي ،التي تسمح لي بالتواصل ،بين نصفي دماغي الأيسر ، والأيمن ،لكي أنتج سلسلة متكاملة من
الأفكار ،التي تتطابق ،مع كل المبدعين ،
الذين يعرفون ،كيفية استخدام أدمغتهم.
– أيها العالم المبدع علمنا ،كيف تختار أفكارك ،وعباراتك المتدفقة ؟
لقد ابتكرت مئات الأفكار ،ثم استخلصت ، وانتقيت منها المفيد ، والمتميز ، والأفضل
،وبذلك عرفت سرالإنتاجية المبدعة .
– وما هو سرّ الإنتاجية المبدعة ؟
– إن عملية توليد الأفكار الإبداعية ،تشبه
عملية فصل الذهب عن الشوائب الأخرى
– وكيف يكون ذلك ؟ هل لك أن توضح لنا الأمر ؟؟؟
– الآن سأوضحلكم هذه الفكرة… انظروا إلى رقائق الذهب ،ماهي إلا جزء صغير من عدة
آلاف من الأحجار،أو حبيبات الرمل الراكدة
في قاع الأنهار ، وفي نهر عقلي وجدت الشئ نفسه.
-وماذا تمثل الأحجار الثمينة،وحبيبات. الرمل بالنسبة لك ؟
-إنها تمثل أفكاري المتاحة،ثم أستخرج منها
الفكرة الإبداعية ،أو الحل الإبداعي ، وهو
تنقية الذهب من الجبيبات (الأفكار)الموجودة في قاع نهر عقلي ،ثم أستخلص كتل الذهب النفيسة .
-وكيف تربط بين مئات الأفكار،التي تنتجها ؟
– إن هذا ،مايسميه العلماء المبدعون
” آلة الربط الذهني،وهي آلة ربط معجزة.
– سبحان الله ، وهل يمكنك توضيح ذلك؟
-نعم ،سأوضح لكم ذلك على سبيل المثال:
أنتم الآن تجلسون حول طاولة ،تتحدثون ،
مع بعض ، وأنتم تحتسون القهوة، والشاي ،
فإن ذهنكم جميعا يقوم بسلسلة من مهام الربط الذهني ، وبسرعة فائقة ، وكفاءة عالية،وسهولة شديدة ، حتى إنكم لا تدركوا
،مافعلتموه في هذه الحالة ،حيث لايستطيع
أفضل جهاز حاسوب أن يتطرق لفعله ،ولا
يستطيع ،أعظم علماء العالم تفسيره حتى الآن .
– فعلا أن العقل آلة ربط معجزة ! إنها قدرة الله سبحانه وتعالى ،الذي خلق الفرد ، وكل فرد موهوب بالفطرة ،سبحانه وتعالى.
– نعم هذا بفضل الله ، لقد حصلتم على معلومات غزيرة لذا أنصحكم باستخدام الخرائط العقلية ، أو الذهنية لتمكنكم من
اكتشاف مجموعات الربط الذهني ،التي لا حصر لها،عندها يستطيع ذهنك القيام بها
، حاولوا استخدامه .
– شكرا أيها المبدع على ،هذه النصيحة
،التي لاتقدر بثمن ، من أجل ذلك ،أحتفظ
بسجلي الذهني، الذي يحتوي خرائطي العقلية (دفتر المذكرات )،وهو يتضمن أفكارا لا حدود لها .
– عطيم جدا ، هذا هو طريق الإبداع الذي
صاغه ” دافنشي “،وهو إحدى
ركائز معادلته ،لتطوير العقل نحو الإبداع .
– ماذا يتضمن هذا المبدأ ؟
– ينص هذا المبدأ على أن كل الأشياء متصلة
ببعضها بعضاً.
– فعلا ،وأنا أحفظ قول “ليونارد دافنشي ”
” تأتي الأشياء من بعضها ، وتصنع كل الأشياء من بعضها ، ويرجع أصل الأشياء
إلى بعضها ”
– خالص الشكر المبدع ” موليير “،لقد عرفنا الكثير من أفكارك ،وسوف نربطها بأفكارنا ،
لنستخلص مايناسب عصرنا الحاضر.
– سونيا: نعم عقولنا جميعا ،هي آلة ربط ذهني إبداعي ،تساعدنا على الربط ،بين الواقع ،والخيال.
-لقد اكتشفنا أن الإبداع،والذاكرة يتطابقان
يتطابقان في مجال الإبداع .
– أماه … وضحي عبارتك أكثر لأنني تحمست
لأكون مبدعا إن شاء الله.
-في مجال الإبداع ياعبدالله نقوم بإيجاد
روابط ذهنية بين الأمور،بهدف إيجاد أفكار
جديدة ، وفي الذاكرة تقوم بإيجاد روابط ذهنية ،بهدف استرجاع الأفكار .
– وقبل مغادرتك أيها الكاتب المبد ع ، قدم لناالمشورة لنكون مبدعين .
-مشورتي إليكم .. أن تنظروا إلى الأشياء ، كنظرة الطفل، لأن عينيه تستوعب كل التفاصيل ،ثم تقوم بتخزينها في خياله
الإبداعي الخصيب ،حتى يحين موعد استخدامها .
– وسبحان الله رب العالمين .
– كلمة أخيرة .. بماذا تميز الأدب الفرنسي؟
وما تأثيره على الآداب العالمية ؟
– الأدب الفرنسي ،هو من أهم الآداب العالمية ،التي ظهرت منذ العصور القديمة،وحتى هذا اليوم ، وهو غني بالأعمال الروائية ،والمسرحية،والقصصية
، والشعرية ، ولقد أثرت على الآداب العالمية واعتبروها الحجر الأساسي له ،
تحيتي لكم. ، وشكرا لاستماعكم ، متمنياً
الاستفادة القصوى ، ليكون الإبداع طريقكم ، سلامي عليكم ، شاكرا اهتمامكم
“بمجموعة العقل المدبر “وأنا واحدٌ منهم.
-نشكر تواجدك معنا ، ولنا لقاءات أخرى
معك إن شاء الله ، والحمد لله رب العالمين
،مع تحيات قائدة الرحلة
د. هدى العشاوي
باريس ،من أمام المسرح الفرنسي
وإلى لقاء آخر مع زيارة المتاحف والقصور العالمية لاستنباط طريق الإبداع
تحياتي لكل مبدعي العالم .
Discussion about this post