اسمح لي
قبل العودة إلى سهوب المواعيد التي لم تُضرب
أن ألقي على عينيك السلام …
لم يمنعنا شيء من اللقاء
لكننا لم نفكر به حين كان ممكنا ً
كل الأمنيات العذبة كانت غافية
خلف ستائر البراءة المسدلة على نوافذ الرغبة
كان وقت البدايات مستقطعاً من الخجل والخوف ومن مارد المشاعر الذي كان يتململ داخلنا
كل أحلامنا الوردية امتطت أجنحة التردد واندست في غيوم الموت بعد أن تركتنا نئن فوق مساكب الدفء المسفوحة بجليد الصمت…
ربما هذه ليست ذكرى أصافحك بها قبل المسير البعيد
لكن… لو كان يوما لنا لقاء
لأقمت له عيدا سنوياً
لم يكن شيئ ليمنعني من السعادة فيه
فليس أمتع من أن يزورنا الفرح
لأجله أفتح أبوابي على مصرعيها
ولكنت كتبت عن بهجته القصائد ..
لو كانت جمعتنا المواعيد
لكانت أثوابي قوارير عطر تفوح بمزيج الحزن والفرح النادر
ولكان للصباح مع المساء علاقة انتظار وشغف تكيدان لي لعيش ليالٍ تنجب فيها النجوم والقمر آلاف التنهدات
هناك البدايات الضائعة
وكذلك النهايات التي تسقط في سديم المجرة
هذا اللقاء العابر للصدفة حرٌّ بإدارة ظهره والمُضيِّ في مزج الماء والنار لابتداع جوهرة القناعة
لن أعدَّ خطواتي الفاصلة عن كل هذا البوح
سألوِّح للسؤال العالق فوق شفتيك بإسدال الرموش وبابتسامة تستعجل عناق السكينة التي احتضنتني منذ تلك الدمعة العتيقة .
سميرة فاضل غانم
Discussion about this post