يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل بقلم الشاعر عمر دغرير تونس

يوميات شاعر يبحث عن قصيدة ضيعتها السبل :

يوم الإربعاء 3 سبتمبر 2022

في مثل هذا اليوم من سنة 1936 اندلعت معركة بلعة بين المجاهدين العرب والجيش البريطاني وذلك ضمن معارك الثورة الفلسطينية.

وفي مثل هذا اليوم من سنة 1936 ولد المرحوم زين العابدين بن علي، الرئيس الثاني في تاريخ الجمهورية التونسية .

وفي مثل هذا اليوم من سنة 2004 وافق الزعيم الليبي معمر القذافي على دفع مبلغ 35 مليون دولار كتعويض لضحايا الملهى الليلي الألماني الذي تم تفجيره عام 1986.

وفي هذا اليوم
نساء حقيبتي خلعن النقاب والحجاب
وخلعن كل الأقنعة…
حتى بانت وجوههن عارية تماما كما المرآة .
وأنا لم أعد أعرفهن
قد أكون نسيت ملامحهن ؟
وقد أكون كبرت و أصابتني لحظات النسيان .
وما دمت قد قيدت لساني
وأغلقت عينيّ حتى لا أرى ما يزعجني أو يزعجهن .
فضلت الصمت
واكتفيت بالسمع والإنصات .
صوتهن يصلني الى حيث أسير من كل التجاهات
ومن خلاله عرفت
أنني بعدُ لم أغادر مكاني …
وأنني مرهق جدا بالأوجاع و بالآهات
وقبل أن أتهيّأ للنوم
كنت أتزوّد بالصمت وبالذكريات …
وكما كل الفقراء والبائسين
كنت أفترش الأرض
وأحتضن ما يكفيني من برد الليل
وأنين الجوعانين …
وكم كنت ألملم رائحة الطعام
القادمة من القصور …
وأرتل بعض الكلمات التي
كانت أمي ترددها في أغلب الأوقات …
رافعة يديها الى رب السماوات :
فرجها يا رب العالمين …
وفي قلبها تحضن جميع المحرومين …
وقبل أن يهجم علينا برد الشتاء ات …
كنت أستحضر صور الطغاة المعلّقة على الجدران
وفوق أعمدة الكهرباء في أكبر الطرقات …
لأنني لم أعد أخافها
وأتحمّل عصف رياحها
وقصف رعودها…
أتحمّل الشتاء ببرده والصيف بحره …
وأرفض التدثر بعباءة الأغنياء.
وبكرم المترفين ..
وفي صخب الصمت
أفضل هذا العراء …
وأختار حياة الفقراء والمسحوقين …
فيك يا وطني …