قال أرسطو يوما:
إن الشعر ليس الفن الأكثر تكثيفا، بل هو أيضا الفن الأكثر فلسفة
….
وربما هذا مايفسر احتفاظه برونقه على ما أعتقد، إضافة إلى موسيقاه العازفة على أوتار الروح، المنسكبة من ثنايا القلب على شكل رنات.
وشاعرنا مجد ابوراس من أولئك الذين تسري القصيدة في عروقهم ملء دمهم، فتنشد للقلب آمالا كالفجر الوليد بعد كل دجنة ..
اقرؤوا معي القصيدة والقصائد المصغرة داخل كل صورة، ولكم أن تولدوا من معانيها معنى لانهائية الشعور ولامحدوديته في لغة من المفروض أنها محدودة ..ولكن هيهات للغة الشعرية أن تخضع لحدود.
……….
……………
غريب على أبواب الضياع
_____________________
_____________________
دَعُوهُ مَشْغُولاً بِمَا يُحِبُّهُ
لا يُسْعِفُ المَخذولَ إلَّا رَبُّهُ
دَعُوهُ يَحمِي الذِّئبَ مِن قَمَيصِهِ
وَفِي الحَضِيضِ يَحتَوِيهِ جُبُّهُ
سَيَّارَةٌ مِن خَلْفِهَا سَيَّارَةٌ
وَلَيسَ مِن دَلْوٍ يُرامُ قُربُهُ
فَقَد تَكُونُ البِئْرُ قَد تَعَطَّلَت
أَوْ أَنَّ مَاءَهَا أُجَاجٌ شُرْبُهُ
دَعُوهُ صَامِتاً يُدَاري مَا بِهِ
فَسَاحَةُ التَّأويلِ فِيهِ قَلبُهُ
مَا تَسمَعُ الآذانُ قَلَّ صِدقُهُ
وَمَا تَرَى العُيونُ قَلَّ كِذبُهُ
مَن حَرَّكَ الأَزهارَ يَحيَى بِالشَّذا
ومن أَعَانَ المُبْتَلى يَرُبُّهُ
مَرّتْ صَبَا الرَّبيعِ فِي شِتَائِهِ
فَظَنَّ أَنَّ الدَّهْرَ رَقَّ جَنبُهُ
وَأَزهَرَ التُّرابُ فِي أَحلامِهِ
وَقَادَهُ إِلى الخَيالِ تِربُهُ
فَصَادَفَ الصَّقيعَ يَغْزو حَقْلَهُ
وَيُزْهِقُ الأَزهارَ ظُلْماً دُبُّهُ
وَيَأْكُلُ القَطيعَ في حُمَاتِهِ
وَيَقتلُ الرُّعاةَ طَوعاً كَلبُهُ
فَأَيُّ نَفْعٍ يُرتَجى مِن سَيِّدٍ
فِي الحَيِّ لا يَسلمُ مِنهُ شَعبُهُ
مَا انْهَارَ ذَوقُ المَرءِ مَحضَ صُدفَةٍ
حتَّى تَقَوَّى في الضَّميرِ ذَنبُهُ
وَقَد يَحارُ المَرءُ في جَرِيرةِ
يَكْرَهُ مِنها عَينَ مَا يُحِبُّهُ
مِن سُوءِ تَدبيرِ الضَّعيفِ أَنَّهُ
فِي هُدنَةِ السِّلمِ تَقُومُ حَرْبُهُ
شاعر النيرب مجد ابوراس
Discussion about this post