معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي
بقلم الشاعر عمر دغرير :
قصيد رقم 1
أثر الفراش
إذا ما انحنت
فوق زندي
الصبيه
وألقت ضفائرها
مثل نهر
عليا
ترى شَنَباتي
ترفّ
كنور العشيه
تضج ضلوعي
كأجنحة النحل
فوق زهور البريه
إذا همست بهسيسٍ
كجدول ماء..
ورقرق دمع وفاض سخيّا
وتاه كلام الغرام
وضاعت حروف
كطفل بمنعطف وثنيه
ترى خافقي في المدى
هشّ بشّ،
وبيّا وحيّا
ولكن بقلبي الحزبن
ينوح القصيد طويلا.. طويلا..
وتضحك هيا؟
………………………………
“أثر الوجع ”
ألم تسأل الواقفين
على جنبات الثنيّهْ ,
لماذا ينوح القصيدُ
وتضحكُ هيّ ؟
فقطْ وحدهم يعرفون ,
وأنتَ تجرّ الخطى خلفها ,
كمْ تواري الأذيّهْ …
وتخفي عليهم
أنها في اللقاء
رشقت زندك
بسهام عينيها
وأسمعتك دويّا …
وكمْ شنباتك ارتعشتْ
خوفا منْ مقصّ لسانها
في الصباح و في العشيّهْ …
وكمْ صاحتْ في وجهكَ,
فبكيتَ ,
وكان دمعكَ دافئا وسخيّا …
وكمْ تُهتَ في الظلمات ,
وفرّ النور منْ عينيكَ
ولمْ يبقَ بالقرب غير المنيّهْ …
قصيد رقم 2
“شاعر على جبل الاولمب”
تعطرتُ جدا كطائر وقواق..
وواعدتُها عند ڥيلّتها
كنتُ سكران أمشي كخيط عجاج..
وأبصرتُها
خلف نافذة البيت
تمسك قارورة من زجاج..
دققتُ.. ترجرج باب…
دلفتُ إلى مشرب الراح:
خمرٌ وراقصةٌ وابتهاج
ولما ازدلفتُ السرير
وقدّت قميصي، خلوتُ لها
لكأني مريض يريد علاج
وبتنا إلى مطلع الفجر …
كنّا رهابين في بيعة
نتحلق حول سراج..!
……………………………….
“مخمور على باب الحبيبة ”
تعطرتَ بالفعل
وعُجتَ تبحثُ عنها
في خمّارة في الزقاقْ …
وكمْ كنتَ تحلمُ باللقاء
فوق بساط من الورود
وتحت ضوء سراجْ …
وفي الطريق إليها
كنتَ سكرانا ,
تدفعكَ الريح
ويحضنكَ العجاجْ …
وطال الطريقُ ,
ولمّا تصلْ بعدُ ,
وكنتَ كمنْ يمشي
على شظايا زجاجْ …
حافي القدمين ,
وخلفك خط من الدماء
تخاله مستقيما ,
ولا ترى الإعوجاجْ …
ومن خلف نافذة
ظلتْ تراقبكَ
ولا تريد منك إزعاجْ …
دققتَ … دققتَ …
وما ترجرج بابٌ
وما شاهدتَ انبلاجْ…
وما ازدلفت سريرا ,
وما اعتراكَ ابتهاجْ …
فقطْ
نهضتَ,
على صوت المؤذن ,
وجسمكَ دامٍ,
كمنْ ساطهُ بالكُرباجْ …
قصيد رقم 3
“بانت سعاد ”
وسعدى التي
أشرقت
تحت شمس الظهيره
وبرعم زهرٌ
على صدرها
وهي بعد صغيره
وسعدى التي
داعبتني عريسا
وكانت أميره
تعشقتُها في صبايَ
وقلتُ لها
كلماتي الأخيره..
وأذكر جدا…
كأنْ في الربيع…
وقد كان فجرٌ وكانَ صباحُ
أرَفرَفُ في كفّها
كصغار الوطاويط
طاوي الجناح
بأعلى البحيرة
والأفق بالنور هلّ قليلا
ولاح
وأذكرُ…
أداعب في كفها الحظّ
في غدوة ورواح
أسافرُ في وجنتيها
وأسرح
بين الربى والبطاح
أروح صموتا
وأغدو كأنْ
في فمي ضجةٌ ونواح
أحطّ على ثغرها
مثلما النبع
فاض بماء وساح
وأذكرُ وحدي…
حسوتُ من شفتيها
ضجيج الصباح
كأنْ في الأساطير
كنّا التقينا
وجئنا لملعَبَ بين البطاح
هنا رهبة
ومعابد من فضة
وهناك صليل رماح
هنا ساحة للوغى
وهناك
جنود مدججة بالسلاح
وأذكرُ… تصغي لهمسي
وتفرحُ
حين أقصّ حكايا ملاح
كأنّ على فمي
سحرُ داود
بالمِسكِ ضاع وفاح
وأذكرُ…
سعدى تلاحقني حلمتاها
بباب الحظيره
وأهرب منها
ويدمع خدّي
وتمسح عيني القريره
تعوذني وتبوس جراحي
فأُشفى
وأنسى الجريره..
وليس يُعوّذني الآن شيء
سوى أن أشوف سعاد
وأبكي على ركبتيها كثيرا… كثيرا!
………………………………………..
” ولنْ تشوف سعاد ”
وأذكرُ أنّ سعدكَ
لمْ تكنْ أوّل الحبيبات
ولا حتّى الأخيرة …
وأنّها مثل كل النساء
وقعتْ في الشباك أسيرة …
وكمْ أحبتكَ
منذ كانتْ صغيرة …
وما نبض القلب لغيركَ
وقد أضحتْ أميرة …
وأذكرُ أنكَ
كما تعشّقتَ سعدكَ ,
تعشقتَ عيونَ ليلى ,
وجيدَ هندٍ,
وصدرَ منيرة …
وأحببتَ أنامل تبْرٍ,
وشفاه سلوى,
وخصْر سميرة …
وأذكرُ أيضا
أنّ النساء لديكَ
تمامًا ,
مثل سجائرك الكثيرة …
تنْتشي بدخانها ,
ثمّ تلقي بعقبها
على الأرض المسْتحجرة ,
وتسحقهُ كبعوضةْ حقيرة …
وأذكرُ جدا
كأنْ في الشتاء ,
وسعدكَ في ثياب قصيرة …
تشدّها منْ يديها ,
وتطلبُ منها البقاء قليلا ,
تحتَ أمطار غزيرة…
وتغرقُ سعدُ في المياه الكثيرة …
وكنتَ تراقبها
بعيونٍ مثيرة …
وحين تصيرُ مبللة كعصفورة …
تفكّ يديها ,
وتمْسحُ شعرها الطويلَ الطويلَ …
وتدعوالنساء جميعًا
لحفلة خمْر أخيرة…
فهنّ فيها الجواري
وسعدكَ
لنْ تكون الأميرة …
وأذكرُ وهذا أكيدْ …
أنكَ لنْ تشوف
في باقي الزمان سعادْ …
قصيد رقم 4
ووافيتها بالزريبة تحلب نعجتها وتغني على البلدِ
فوشمٌ على معصمٍ لكأنه طـرقُ نمـلٍ على وتدِ
تُدندن أغنية فمع كل شخب سلام… وأمسكتُها بيدِ
وأودَعتُ شامتها قبلةً…ذاب من فرط حبي لها كبدي
فمدّت إناء حِلابٍ… أعادت لي الروح للجسدِ!
…………………………………………………….
وفي الزريبة كان اللقاءُ , وكانتْ فرحة الأمّ بالولدِ …
فمنْ يوم ودّعتَها وعبرتَ البحرَ لتعملَ خارج البلدِ …
وهي مشتاقة تُحْصي أيّام الغياب وكم تُخطئ في العددِ …
تربّي نعجتها وتُعدّ الحِلاب وتنتظرُ قطعة منَ الكبدِ …
وحينَ تعودُ إليها وتبوسُ شامتها تعودُ روحها للجسدِ …
Discussion about this post