معارضات في شكل مشاكسات لأشعار الدكتور حمد حاجي
بقلم الشاعر عمر دغرير :
قصيد رقم 1
تقول ألا ليتني وردةٌ رَقدَت في سرير كتابكْ
ويا ليتني منك ساعَةُ جَيبٍ تدلّت مُعَطَّرةً بثيابكْ
وقدّاحةٌ تُشعل التبغ حين يطول زمان احتجابكْ
أقول لها ليتني عتباتٍ… وخَدًّا… ببابك !
…………………………………………..
وقالتْ لك الوردة : كمْ تُرى في رصيد حسابكْ ؟…
وهلْ تملكُ مطعمًا فاخرًا يضْمنُ أكلكَ وشرابكْ …
ومزرعة قرْبَ نهرٍ بها خيمة ملتقي لصِحابكْ …
وقلتَ لها :أملكُ كتبًا , وقلبًا ينامُ فقطْ على بابكْ …
قصيد رقم 2
=== جرّةُ باندورا===
وجاءت من البئر
تحمل جرّتها
عالي الكتفِ
وكان الزمان شتاءً
وشمسه
توشك أن تختفي
كأنّ أكفّ الزمان
محت ذكرياتها عن بصري
ويْ كأنّ مَشْهَدَها في فؤادِيَ غيرُ خَفي
وجاءت من البئر
تركض لي ظبيَةً
تتلألأ كالدرّ في باطن الصدَفِ
تخبئ
أشواقها عن خطاي
وتمشي إلى شغفِي
وتقطر
مقلتها بالهوى في الدروب
كأنّ بجرّتها باقياتٍ من الأدمُعِ الذُّرُفِ
فدمع وماء يهش عصاه،
بكل الثنايا
يلوّن بلورة القلب باللهفِ!
عجلتُ إليها
وأمسكتُ عنها الأواني..
وعانقتها والتحمنا كما النخل بالسعفِ
وحين لززتُ فؤادي إلى صدرها
صادف الحب جَرّتَها:
أهرق الماء في كل منعطفِ
تباكت، فقلت لها سوف أملأها..
ناوليني الجرار دقائق ثم أجيء
وقد كنت غطيتها معطفي..
ومن يومها لم يعد للصبابة طعم
ولا للشقاوة من هدفِ
سوى العمر يسرع سائرا.. بعد لم يقفِ..!
شعر أستاذ :حمد حاجي
============
(جرة باندورا) بالاسطورة : يقال انه بمناسبة الزفاف، قدم الاله زيوس هدية للعروس باندورا، وهي جرة أو صندوق، ولكنه طلب منها ألا تفتحها أبداً… ولكنها فتحتها .. كانت جرة باندورا تحتوي على كل شرور وأمراض العالم: الموت، الحروب، الأوبئة، الجشع، الكراهية، وكل ما يمكن أن يسمّم حياة الإنسان.
وذهبت مضربا للمثل على انتشار الفضول…
…………………………………………
” جرة السمّ في الدسم ”
وجاءت إلى الوادي
وفي يدها
جرة من الخزف …
وكان الربيع في فستانها القزحيّ
قد كشف عن رقة جيد
وعن بعض من الكتفِ …
وغازلك قدّها المرمريّ
كالمرايا ,
وأخرجكَ من الضيق والأففِ …
لها شعر كما الليل
تمدّد طولا على الأرفِ …
وبسمة ليث بها
ألقتْ عليكَ السلام ,
ثمّ دعتكَ بغمزة الطرفِ …
ونطّ الفؤاد ,
وذاب اللسان ,
وعيناكَ زاغتْ من اللهفِ …
تقول : عجلتَ إليها ,
وعانقتها ,
وكنتَ على جففِ …
وما كنتَ تعرف أنك
أقرب منها
إلى الهلاك والتلفِ …
وكم تمنيتَ أن تشرب
منْ ماء جرتها
في قدح أجنفِ…
ولكن فجأة تدحرجت الجرة
وتحولت إلى شظايا من الخزفِ…
وسال ماؤها
على حجر الوادي والصدفِ …
وكم بكت عيناك حزنا
ولسانك ما توقف عن الأسفِ …
ولكنها نعتتك
وهي مغتاظة جدا
بالرجل الخرفِ …
وأنك في هذه الدنيا
فاقد الأصل والشرفِ …
ولولا ألطاف الله
لكنتَ اليوم في الجدفِ …
قصيد رقم 3
إذا متُّ يوما وثال الصّحابُ الترابَ ولستُ معَكْ
أقيمي بقلبي مناحَةَ حبّ وفي أضلعي مضجعَك
وإن فرّقتنا ثنايا وأتربةٌ وتمنّيتِ أن أسمعَك
ضعي فوق صدرك كفي كمانا وأوتاره أدمعك
فلا بدّ أن يصفُوَ الدهر يوما وبي ساعةً يجمعك
حبيبي خذي نور قلبي عسى في الثنية أن ينفعكْ
…………………………………….
وكيف تموت وأنت مدان لمنْ في الحشا أسْكنكْ …
تحبّك فعلا ,وليس لك, منْ تجففُ ,غيرها ,أدْمعكْ …
تضمد جرحك تواسيك في المحن وفي الليل تؤانسكْ …
وإنْ كنتَ قررتَ الرحيلَ ,لا تتركْ همومكَ, خذها معكْ …
ولا بد أن تطلب العذر لها وللأهل ولكلّ منْ قدْ عرفكْ …
Discussion about this post