مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (صفير البلبل)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
=== صفير البلبلِ ===
وملتحفا بالظلام
قدمتُ إلى الحي،
والناس قد رقدوا
على السور صفّرتُ…
جاءت
كأنّ الأمارةَ لا أحدُ
خجولٌ يشدّ الحياء لها طرفا
والهوى طرفا
ويسوقُهُما جسدُ
شبكتُ
يدي في يديها
وليس تلامسُ سقفَ السماء يدُ
ويحدثُ
أن تتسكع بي
في شوارع ممطرةً حالمه
وأكسُوَها معطفي
وأشقّ بها بِرَك الماء
محمولة سالمه
ونمرّ
بجلاّس مقهى الرصيف
فتتبعنا أعين ناعمه
ووحدي
أغار عليها
كأنّ بقلبي وأحشائه حَيّةً نائمه
وبالركن أسندتُها خافقي…
وحلّت قميصي
وآخرَ أقفال صدري على مهلِ
ودسّت
أناملها في ثيابي،
ونامت على عجلِ
فهادئة
مثلما طفلة
في سرير الصبابة والغزلِ
أقرّبُ ثغري
أقبلها
وأخاف تفيق على رنة القبلِ!
……………………………………
+++ صفير البلبل وهم +++
كما اللصّ تسلّلتَ
إلى حيّها ,
ولمْ يفْعلها منْ قبلكَ أحدُ …
تسوّرتَ بابَ حديقتها ,
ورشقتَ بالحجر بلّورَ غرْفتها ,
فظنتْ أنّهُ برَدُ …
وحين أطلتْ رأتكَ
تصولُ وتزأرُ كأنكَ أسدُ …
وساءها جدا
أنْ تكون سكرانا
والأهل في البيت قدْ رقدوا …
وتذكرتْ في الحين
كمْ كذبتَ عليها ,
وأمام جلاس مقهى الرصيف
كمْ تُربككَ العقدُ …
وكمْ حاولتَ تقبيلها ,
وكمْ صدتك
فتبقى في صمْت تعرْبدُ …
وصادفَ أنْ أشارت لكَ بيديها
فلمْ تقبلْ ما طلبته منكَ اليدُ…
وصرختَ في وجهها
أنْ تخرج إليكَ ,
أو تشعلها
نارا تتقدُ …
ومازلتَ تمشي في الحديقة هائجا ,
تسبّ الأهل ,
والجيرانَ تهددُ …
حتى جاء البوليس
وقيّدوكَ ,
وأنت ترتعدُ
من الخوف
وكنت كمن
ضاع صوتهُ ,
وعيناهُ أصابهما الرمدُ …
ومنَ السرير انتفضتَ,
وعرفتَ أنّهُ كابوسٌ,
وأنكَ كلّما حاولتَ الإقترابَ منها
كانتْ تبتعدُ …
وأنكَ منذ أسبوع
لمْ تغادر البيتَ ,
ولمْ يطرقْ على بابكَ أحدُ …
Discussion about this post