أنفاس الشعر ….
===== لا تَرْحَلي … =====
لا تَرْحَلي … وَاذْكْري شْيْئاً بَدا سّبَبا
وَراءَ ما فبكِ مِنْ عَزْمٍ … وَلَوْ كَذِبَا
إِنّّي تَرَجَّيْتُ فيكِ الْمُسْتَحيلَ … بِما
في الْقَلْبِ مِنْ طاقَةِ الْحُبِّ الَّتي سَكَبَا
أَنا …. أَيا امْرَأَةً هذا الْهَوى زَهِدَتْ
فُسْتانُ حُبٍّ … لِشَمْسٍ تَعْصِرُ الْعِنَبَا
أَنا بِلا امْرَأَةٍ عِنْدي الْهَوى … عَبَثٌ
وَآفِلٌ …. لَيْسَ في صُبْحٍ إِذا غَرَبَا
فَأَنْتِ يا أَمَلي …. نُورٌ لِفَجْرِ غَدي
يا بَهْجَةَ الصُّبْحِ … بانَتْ تَغْزِلُ الذَّهَبَا
وَ يا قَراراً …. نَوى بُعْداً بِلا سَبَبٍ
قُولي ، لِماذا النَّوى ؟ قُولِي، وَلَوْ سَبَبَا
كَيْفَ اغْتَوى قَلْبَكِ الضَّوْءُ انْطَفى بِدَمِي
كَيْفَ انْتَهى مِنْ رَمادٍ لَمْ يَكُنْ حَطَبا
قُولي …. لِماذا أَراكِ الْقَلْبَ مُتْعِبَةّ
إني تَعِبتُ … فلا تُبْدي لِيَ التعَبا
إِنّي أَوانُ قِطافٍ ….. صارَ مُزْدَهِراً
في زَهْرِهِ عِطْرُ جَنّاتٍ وَ روحُ صِبا
كُوني مُرافِقَةً لِلْقَلْبِ … مُخْلِصَةً
لا تَتْرُكي لي هُيامي … ماثِلاّ كَغَبَا
تِلْكَ الْخَجُولةَ … في عَيْنَيْكِ أَنْظُرُها
لا تَهْرُبي بِهِما … لا تَخْفِضي الْهُدُبَا
إِنِّي إِلى الآنَ … لَمْ أَمْدُدْ إِلَيْكِ يَداً
إِلّا ، وَعادَتْ بِقَلْبي … يَحْمِلُ الْعَتَبَا
مُدّي السَّلامَ قليلاً … أَلْبِسيهِ يَدي
مُدّي يَداً لِلَّذي … حُبّاً قَدِ انْجَذَبَا
إِنّي رَأيْتُكِ في بَدْءِ الْغَرامِ … عَلى
أُفْقٍ … كأنكِ ضَوْءٌ يُطْلِقُ الشُّهُبا
أَطْلَقْتِ مِنْ شُهُبِ الْعَيْنَيْنِ مَلحَمةً
لِيُظْهِرَ الْقَلْبُ في إِعْجابِهِ السَّبَبَا
قَدْ كُنْتُ في حُبِّكِ الْأَسْبابَ أَشْرَحُها
حَتّى بَلَغْتُ الَّذي دانَ الْعُلا … فَكَبَا
كُلُّ الَّذي فيهِ قَلْبي … صارَ يُتْعِبُني
لَمّا أُحاجِيكِ … أَنْسى عِنْدَكِ التَّعَبَا
عَيناكِ تَخْتَرِقانِ الْقَلْبَ … حينَ أَرا
هُما ….. إِذا تُطْلِقانِ النُّورَ وَاللَّهَبَا
عَيْنايَ في حَيْرَةٍ ، مِنْ لَوْعَةٍ تَرَيا
عَينيْكِ غابَاتِ فَجْرٍ … تُخْفِيانِ ظِبَا
أَهْوى اللَّيالِي أُعانِيها … أَراكِ بِها
طَيْفاً … إِلى نَبَضاتِ الْقَلْبِ مُنْتَسِبَا
هَلْ صِرْتُ أَحْسِبُكِ الدُّنْيا وَبَهْجَتَها؟
أَمْ أَنَّني فاقِدٌ عَقْلي … وَقَدْ ذَهَبَا
لَمْ تَتْرُكِيني عَلى أَصْلي ، وَلَمْ تَدَعي
شَيْئاً بَدا هامِداً … إِلّا وَقَدْ وَثَبَا
جُرْحي قَديمٌ ، وَمِنْ أَهْلي أَبَيْتُ دَوا
أَشُوفُهُ في مُعاناتِي … قَدِ انْسَكَبَـا
حُبِّي عَظيمٌ … وَفي تِطْوانَ مَعْقِلُهُ
حُبٌّ يُزيلُ الْعَنا عَنْ كُلِّ مَنْ تَعِبَا
فى الْحُبِّ لَمْ تَسْأَلي ، لَمْ تَنْظُري أَبَداً
ما في الْجَوى خافِقاً يَدْعوكِ مُنْتَحِبا
ما شافَ هذا الْهَوى إِلّاكِ يا امرأةً
فَأَخْمِدي نارَهُ …. ثُمَّ اطْفِئي اللَّهَبَا
أَلْقَيتُ في الْعائِدِ الْمَنْسِيِّ أَسْئِلَتي
لِأُلْفِيَ الشَّوقَ … رَجْعاً بِالَّذي سَلَبَا
ما الْحُبُّ إِلّا زَمانٌ أَنْتِ فيهِ مَعي
إِلّا اجْتِماعٌ لَنا …. لِنَنْتَشي طَرَبَا
مِنْ حُبِّكِ الْعارِمِ اسْتَلْهَمْتُ بَوْحَ دَمِي
في رَعْشَةِ الْقَلَمِ الرّائِي … لِما كَتَبَا
مِنْ أَجْلِكِ اسْتَوْقَفَ النّاجي عُبُورَ دُجىً
مُسْتَوْقِداً مَنْ أَبى أَنْ يَجْمَعَ الْحَطَبَا
قُومي إِلى الْحُبِّ وَاسْتَوْفي الْهَوى أَمَلاً
عُودي كَأَوَّلِ تَكْوينٍ …. بِحُلْمِ صِبَا
شعر : عبد الصمد الصغير
Discussion about this post