مختارات ..
=-=-=-=-=-=
الملكة بلقيس ..
د.علي أحمد جديد
(بلقيس) واسمها باللغة العبرية :
(מַלְכַּת שְׁבָא ملكت شْڤا) وكانت ملكة مملكة سبأ (اليمن) الوارد ذكرها في الكتاب المقدس والقرآن الكريم .
وفدت الملكة غير المُسمَّاة في النصوص الدينية على (الملك سليمان) ، وفصَّلَ رجال الدين والمفسرون والإخباريون تفاصيل ذلك اللقاء حتى غدت شخصية (الملكة بلقيس) مادة خصبة لكتابة القصص والروايات ، إذْ تُعتبر شخصية المرأة (بلقيس) مصدر فخر واعتزاز لكلٍّ من اليمنيين والإثيوبيين .
وقصة (بلقيس) ملكة مملكة سبأ
Queen of Sheba
مخطوطة يعود تاريخ تدوينها إلى القرن الخامس عشر ، وهي موجودة في مكتبة جامعة (غوتنغن) .
وهناك خلاف بين الباحثين حول موقع مملكة (سبأ) حيث ادّعت شعوب كثيرة أنها بلادهم هي موطن (الملكة بلقيس) ولكن الأبحاث الأثرية الحديثة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن موطن (مملكة سبأ) هو في اليمن ، وإن لم يُعثر لهذه الملكة بحدّ ذاتها على أثر حتى اليوم ، ولا ينفي علماء الآثار وجودها ، وإن كان بعضهم يعتقد بأنها عبارة عن أسطورة يمنية قديمة وَجدَت طريقها إلى (توراة العهد القديم) مدعمةً بوجود تماثيل عديدةٍ لنساءٍ في “معبد بران أو محرم بلقيس” كما يُسمِّيه اليمنيون اليوم . وكونها قد ذُكرت في (توراة العهد القديم) كما ذُكرت أيضاً في (القرآن الكريم) فإنه لا بد أن يكون للقصة سندها القوي .
وكذلك الأمر في قصتها مع (الملك سليمان) فإنه لا يوجد دليل آثاريٍّ واضح يشير إليها سواءً في اليمن أو في فلسطين ، حتى ولا في مصر القديمة أوغيرها من حضارات العالم القديم .
ويعتبر (توراةالعهد القديم) أقدم النصوص التي تشير إلى (الملكة بلقيس) دون أن يسميها أو يذكر من أين أتت تحديداً واقتصر ذكرها على أنها (ملكة مملكة سبأ) التي سمعت بخبر (الملك سليمان) وحكمته فذهبت إليه لاختباره والتحقق منه ، محمِّلةً الكثير من الهدايا والأموال على ظهور الجمال ترافقها قافلة من الطيب والأحجار الكريمة والأبخرة . ويذكر (توراة العهد القديم) أن مدينة (أورشليم) لم تشهد مثل قافلة (سبأ) من قبل .
” وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل * فاتت إلى أورشليم بموكب عظيم جداً بجمال حاملة أطياباً وذهباً كثيراً جداً وحجارة كريمة وأتت إلى سليمان وكلمته بكل ما كان بقلبها * فاخبرها سليمان بكل كلامها . لم يكن أمراً مخفياً عن الملك لم يخبرها به * فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه * وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد * فقالت للملك صحيحاً كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وعن حكمتك * ولم أصدق الأخبار حتى جئت وأبصرت عيناي فهوذا النصف لم أخبر به. زدت حكمة وصلاحاً على الخبر الذي سمعته * طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين أمامك دائما السامعين حكمتك. * ليكن مباركا الرب الهك الذي سرَّ بك وجعلك على كرسي إسرائيل . لأن الربّ أحب إسرائيل إلى الأبد جعلك ملكا لتجري حكماً وبراً * وأعطت الملك مئة وعشرين وزنة ذهب وأطياباً كثيرة جداً وحجارة كريمة . لم يأت بعد مثل ذلك الطيب في الكثرة الذي أعطته ملكة سبأ للملك سليمان * وكذا سفن حيرام التي حملت ذهباً من أوفير أتت من أوفير بخشب الصندل كثير جدا وبحجارة كريمة * فعمل سليمان خشب الصندل درابزينا لبيت الرب وبيت الملك وأعواداً ورباباً للمغنين . لم يأت ولم يُرَ مثل خشب الصندل ذلك إلى هذا اليوم * وأعطى الملك سليمان لملكة سبأ كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما أعطاها إياه حسب كرم الملك سليمان. فانصرفت وذهبت إلى أرضها هي وعبيدها” .
بلقيس – سفر الملوك الأول 10 :1-13 .
و يذكر (توراة العهد القديم) أن مملكة (سليمان) دخلت عصراً من الازدهار والثراء بعد هذه الزيارة ، وأنه بنى عرشه من العاج وأغشاه بالذهب وجعل آنية الشرب كلها من الذهب وأن ملوك الأرض كلها أتت إلى سليمان لتسمع حكمته وتتعلم منه . كما ورد ذكر سبأ في (سفر أشعياء) بأن أهلها سيأتون محمَّلين بالطيب على ظهور الجمال ليُعظّموا المسيح اليهودي أو المُخَلِّص (المسيّا) لأن المسيحيين يعتقدون أن المقصود هو ( يسوع ) . ولم يذكر العهد القديم ماالذي حدث للملكة بعد هذه الزيارة سوى أنها تعلمت من حكمة سليمان وعادت إلى بلادها .
وهناك روايات يتناقلها المؤرخون تفيد بأنَّ (ملكة سبأ بلقيس) قد تُوفيت وفاة طبيعية حُزناً على مقتل ولدها
“رحبعام بن سليمان بن داود” في مدينة (أنطاكية) السورية . حيث يذكر المؤرخون في أخبار مأخوذة عن أهل الكتاب ، أنَّ (بلقيس) تزوجت من (سليمان) بعد إسلامها وأنجبت منه (رحبعم) ، فلمَّا مات (سليمان) أُخبر (رحبعم) أنَّ بعض أهل أنطاكية قد ارتَّدوا عن ديانة أبيه (سليمان) فخرج إليهم في مئةٍ من خِيار بني إسرائيل وخَلَف أمه (بلقيس) ملكة على مأرب ، فقَتل الكنعانيون أهل (أنطاكية) رحبعم ومن معه . فحزنت عليه أمه (بلقيس) كثيراً ثم ماتت بعد ذلك من حزنها عليه ، عِلماً بأن اسم (بلقيس) كان اسماً متداولاً عند الناس ، لكن ذلك ليس ثابتاً بسَندٍ صحيح .
Discussion about this post