ثلاث قصص قصيرة جدا( وحدة الموضوع)
ا===============( حرقة) أو السندباد =======
بقلم د حمد حاجي تونس
1 – الهروب غربا
ا=========
لم أسطع التوقف عن التفكير بمن أحبُّ..عند طرف البحيرة جلست أصرُّ بأسناني.. كيف أفارق بلدي؟!!!
كان هناك صوت زخات من الماء.. أخرج الفرس رأسه المغطى بالزنابق المائية واختلس النظر إلي .. قال : غادر..
وقف طائر النورس على ساق واحدة وأخذ يراقبني.. وقال: طرْ.. سافر
سبحت عابرا الأزهار، والزنابق، والفرس، وأفراخ الضفادع، والصخور الساقطة من القلعة… حتى غمرني الماء..
لما فتحت عينيّ وجدُتها كالقردة فاغرة فمها تحدق بي..
على الضفة الأخرى..
ا===========
2 – ومن الجوع ما..
ا===========
برزت أوتار رقبتي على تجويف النحر..ثلاثة أيام، لم أذق طعاما..
رابع يوم، وهي تقدم لي الغداء بنفسها تقول لي:
وجدت لك العروس ، جميلة وممتلئة كالبطة..
وأنا أنظر إلى القطعة الكبيرة من اللحم .. قلت: لن أتزوجها!
سقط فكُّـــها: ماذا تقصد، سوف تفعل ما نريد..
أبعدتُ الطبق شيئا قليلا عني..
نظرت إليَّ شزرا: ومن تكون حتى لا تتزوجها؟
كلْ..كلْ..
اررررررر…….
سابع ليلة، دفعتُها؛ طار الى زاوية الغرفة مزغردا طاقم أسنانها و اهتز راقصا في يديها شعرها الاصطناعي.
ا=============
3- ما أحلى الرجوع
ا=============
بميدان السوق، مررت: أهل قريتي.. كالعناكب البشرية على الباصات.. كالجراد على المخابز يصطفون في طابور..
قدتُ سيارة الرولس رويس بين الجواميس المتبخترة ومررت بحقول الأرز والقصب العالي..
آخر زقاق من قريتنا، حين رأيتها تجر صغارها عرفتها..
وضعت قدمي على دواسة السرعة ، وبجنون تجاوزتها..
على جانب الطريق هناك صبيّها الأكبر.. قد ركب الجاموسة وهو نصف عار ..
عندما رآني حرَّك قبضته وظلَّ يسابقني يصيح بمرح ..
– أنا أيضا أشعر بالغربة .. لن أعود إليك ماما أبدا..
هنيئا .. للقارئ .. على أنغام رشفات القهوة ..
Discussion about this post