—-ســيّـــدة الــغـــروب
….كانت هنا تقف أمامي تذرف الدمع
ترتجف ،ترتعش، تتلعثم
تلقي بكلمات متعثرة في الحلق ،متقطعة فيها حزن ،فيها عتاب فيها لوم باهت كلون وجهها الشاحب….
ورغم انفعالاتها كنت أراها صنما بلا روح في حديقة نائية استباحت خضرتها الثلوج البيضاء،وقبلت بالكفن قهرا
لا -هي -ما تكلمت -هي ترتعش فقط – هي ما تكلّمت ، هي تحرك شفتيها والكلمات تختنق وتموت شنقا قبل الهروب من الحلق ، أنا قرأت ذلك في ملامحها وفي صفاء دمعها السائل على وجنتيها
أخذتْ نَفَسا عميقا، فتحت عينيها جمعت صدقها وقالت:صدّقني أنا ما ذكرتك في حواري مع الصحافة نزولا عند رغبتك لأنك
أكدت عليّ ذات لقاء أن قصة حبنا يجب ألّا يعلمها أحد لأنها سرنا الجميل
وحتى عندما اعترضت وقلت لك: أنا أفتخر بكل تفاصيل قصة حبنا
قلت :الحفاظ على سرنا يطيل عمر حبنا….
ولـكـــن ما منحتها فرصة للدفاع عن نفسها ..وكان الأجدر بي أن أنصت إليها وهي تذكرني ببنود الاتفاق الساري بيننا،
نصبت نفسي قاضيا وبكل قسوة وصلف حكمت عليها بالخروج من جنّتي وأعدمتها رميا بالجحود…..
أصدرت حكما غير قابل للنقض…
غادرتْ تجر أذيال الهزيمة ،غادرتْ وصدى
نبضها يردد
لا تعذليه فإن العذل يؤلمه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
غادرتْ وأنا أبتسم محدثا نفسي – وأخيرا تحرك الصنم وغادر حياتي
كنت مزهوا بانتصاري عليها
وكم كنت سعيدا بانكسارها وإذلالها
يا الله -إنه الخلاص —وصرخت ..ارحلي يامن كنت تتفاخرين بأنوثتك وتعتزين بأنك امراة بالف رجل حرة متمردة على التقاليد والعادات الباليه
—-أو هكذا كان يخيّل لــي——
ها قد سحقتك وحطّمت قلبك وكبرياءك…هيا اجتري خيباتك وارحلي عــنّي—— حدّقت في مليا ابتسمت بمرارة ورحلت وما التفتت وراءها—ذهبت وما أغلقت الباب وراءها
راقبتها وهي تختفي في المنعرج وتتلاشى كسطر على وجه ماء
تنفستُ الصعداء أشعلتُ سيجارة سحبت منها نَفَسا عميقا….
فانتابني هلع شديد وارتعدت فرائسي
وتساءلت -ماذا فعلت بنفسي ؟
ماذا أجرمت في حقي روحي وهذه المرأة التي كانت تقف في حضرتي هي روحي. …هذه المرأة
كانت تشعلني في لحظات الحب….
رميت بالسيجارة وركضت وراءها ..ركضت في كل الاتجاهات
صرخت باسمها…..
تبخرت—- فجأة رايت فستانها الأحمر ملقى بلا روح على الرمال……تقدمت أكثر
…البحر صامت ……
والموجة أحكمت قبضتها على شفي الشاطئ
أحسست بنسمة ندية باردة تداعب وجهي
وعطر نسائي يداعب مخيلتي فتحت عيني…..
فألفيت الكتاب مستلقيا على صدري
ونافذة الغرفة مفتوحة
والستارة تراقص النسمات……
🍃فائزه بنمسعود🍃
🍃19/4/2022🍃
Discussion about this post