في مثل هذا اليوم18 نوفمبر1626م..
البابا أوربان الثامن يدشن كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان رسميًا.
البابا أوربان الثامن (ولد باسم مافيو باربريني (بالإيطالية: Maffeo Barberini) وتعمّد في 5 أبريل 1568 وتوفي في 29 يوليو 1644) هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بين عامي 1623 و1644. يعرف بأنه آخر بابا قام بتوسيع الأملاك البابوية بقوة السلاح، كما كان من رعاة الفن البارزين وقام بإصلاح إرساليات الكنيسة. غير أن الديون الطائلة التي تراكمت على البابوية في عصره تسببت في إضعاف خلفائه بدرجة كبيرة، حتى أنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على تأثير البابوية السياسي والعسكري في أوروبا. في عصره حدث الخلاف الشهير مع غاليليو حيث شارك في محاكمته وكان معارضا لفكرة مركزية الشمس.
وُلد في إبريل 1568، باسم مافيو باربريني، ابنًا لأنطونيو باربريني (نبيل فلورنسي) وكاميلا باربادورو. مات أبوه وهو في الثالثة من عمره، فأخذته أمه إلى روما، حيث جُعل في رعاية عمه فرانشيسكو باربريني (الكاتب الرسولي الأول). لما بلغ 16 صار خليفة عمه. تعلم في الرهبنة اليسوعية (اليسوعيين)، وحصل في 1589 على دكتوراه من جامعة بيزا.
استطاع في 1601 -بفضل عمه- أن يجعل البابا كليمنت الثامن يعيِّنه مندوبًا باباويا في محكمة هنري الرابع ملك فرنسا. في 1604 عيّنه البابا نفسه رئيسًا لأساقفة الناصرة في جنوب إيطاليا (وهو منصب كان قد توسع، فدخل فيه أيضًا منصب أسقف أبرشيتَيْ كاناي ومونتفيردي، ومقره في بارليتا). ورث ثروة عمه بعدما مات، واشترى بها قصرا في روما، وجعله مسكنًا فاخرًا كمساكن عصر النهضة.
لاحقا استعمله البابا بولس الخامس في وظيفة شبيهة، ثم رقّاه في 1606 إلى رتبة كاردينال قسيس، وعينه مندوبًا بابويًّا في بولونيا.
شهدت بابويّة أوربان الثامن 21 عاما من حرب الثلاثين عاما (1618-1648)، وكانت حافلة بالأحداث، حتى بمعايير يومنا هذا. أعلن قداسة: إليزابيث ملكة البرتغال، وأندرو كورسيني وكونراد بياتشنزا. وأصدر مرسومين باباويين لإعلان قداسة إغناطيوس دي لويولا (مؤسس الرهبنة اليسوعية) وفرنسيس كسفاريوس (يسوعي أيضا) الذي أعلن قداستَه البابا غريغوري الخامس عشر.
كان أوربان الثامن صديقا للعالم الفلكي غاليليو، مشجعا لتعاليمه، وعلى رغم هذا استدعاه إلى روما في 1633 ليتراجع عن عمله. كان أوربان الثامن معارضا لنظرية مركزية الشمس الكوبرنيكية، وأمر بمحاكمة غاليليو ثانيةً بعد نشر كتاب «حوار حول النظامين الرئيسيين للكون» الذي عُرض فيه رأي أوربان على لسان شخصية «سيمبليتشو».
كاتدرائية القديس بطرس أو بازليك القديس بطرس وتعرف رسميًا باسم بازليك القديس بطرس البابوية (باللاتينية: Basilica Sancti Petri)، كنيسة كبيرة بنيت في أواخر عصر النهضة في القسم الشمالي من روما وتقع اليوم داخل دولة الفاتيكان رسميًا. كاتدرائية القديس بطرس تعتبر أكبر كنيسة داخلية من حيث المساحة، وواحدة من أكثر المواقع قداسةً وتبجيلاً في الكنيسة الكاثوليكية، وقد وصفها عدد من النقاد بأنها “تحتل مكانة بارزة في العالم المسيحي”، وبأنها “أعظم من جميع الكنائس المسيحية الأخرى”. بالإضافة إلى وصفها بكونها من الجمال وتناسق الخطوط في الذروة”. سبب التبجيل يعود، لأن الكاتدرائية وبحسب التقليد الكاثوليكي تحوي ضريح القديس بطرس، ويقع الضريح مباشرة تحت المذبح الرئيسي للكاتدرائية والذي يسمى “مذبح الاعتراف” أو “المذبح البابوي” أو “مذبح القديس بطرس”. القديس بطرس هو أحد التلاميذ الاثني عشر ومن المقربين ليسوع، وبحسب العقائد الكاثوليكية فإن يسوع قد سلّمه زمام إدارة الكنيسة من بعده، وبالتالي كان بطرس البابا الأول للكنيسة الكاثوليكية وكذلك أول أسقف لمدينة روما. تشير البحوث المستقلة التي أجريت بين عامي 1940 و 1964 خلال حبريات بيوس الثاني عشر ويوحنا الثالث والعشرون وبولس السادس إلى صحة التقاليد الكاثوليكية بشأن مدفن القديس بطرس؛ ومنذ تشييدها في القرن السابع عشر دفن أغلب البابوات في أضرحة منفصلة على امتداد الكنيسة أو في الصالة التي تقع تحتها، وذلك كإشارة رمزية بوصفهم خلفاء القديس بطرس.
الموقع الذي تشغله الكنيسة، كان محط تبجيل من قبل مسيحيي روما منذ القرون الأولى، وقد ذكر المؤرخ الروماني غايوس في بداية القرن الثاني عن «الضريح المجيد» الذي يبجله المسيحيون في المدينة؛ وبعد إعلان المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية الرومانية عمد الإمبراطور قسطنطين إلى تشييد كنيسة فوق المدفن الأصلي سميت «الكنيسة القسطنطينية» نسبة إلى بانيها الإمبراطور. بنيت الكنيسة الأولى بدءًا من العام 320 وبداعي التقادم الزمني من ناحية والثورة الثقافية في عصر النهضة عمد البابوات منذ يوليوس الثاني إلى ترميم ومن ثم بناء الكاتدرائية بشكلها الحالي، وقد أدت الظروف السياسية والاقتصادية من ناحية وبعض العقد الهندسية كطريقة تشييد القبة الكبرى من ناحية ثانية، إلى تأخر إتمام عمليات البناء لما يربو القرن من الزمن. إذ بدأ العمل يوم 18 أبريل 1506 وانتهى في 18 نوفمبر 1626.
تحوي الكاتدرائية على عدد كبير من القطع الفنية التي تعود لفترة عصر النهضة والفترات اللاحقة لها، ولعل من أهمها أعمال مايكل آنجلو، كما أنها مدرجة كجزء من الفاتيكان على لائحة التراث العالمي، ومنذ العام 1960 مدرجة في «السجل الدولي للأعمال الثقافية تحت الحماية الخاصة في حالة الصدام المسلح». في الواقع فعلى الرغم من شيوع لفظ كاتدرائية في توصيفها، فإن هذه التسمية ليست دقيقة؛ إذ كلمة كاتدرائية وهي مشتقة من الفعل اليوناني كاتدرا (باليونانية: καθέδρα) بمعنى «كرسي»، نظرًا لكون الكاتدرائية تحوي الكرسي أو المقر الرسمي للأسقف؛ غير أن المقر الرسمي لأسقف روما هو كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني، إحدى الكاتدرائيات الثلاث التي تقع في روما وتتبع سيادة الفاتيكان، ولذلك يعمد البعض إلى وصفها بعبارة بازليك القديس بطرس، أي كنيسة كبيرة دون أن تكون مقرًا أسقفيًا لتنال توصيف كاتدرائية بشكل رسمي. وعلى الرغم من ذلك فإن عبارة كاتدرائية القديس بطرس تعتبر أكثر شيوعًا. وعلى العموم، فإنه قبل بناء البازليك بالشكل الحالي وكذلك القصر الرسولي بقربه، فإن البابا كان يقيم في القصر اللاتراني في روما.
تحوي الكاتدرائية على 777 عمودًا و 44 مذبحًا و 395 تمثالاً، إلى جانب عدد من الأضرحة والأيقونات الأخرى، وقد ألحق بها متحف خاص للآواني المقدسة والثياب الكهنوتية المستعملة بها.
في اليوم الأول من الصوم الكبير 18 فبراير 1606، قام البابا بولس الخامس (1605 – 1621) بالموافقة على تفكيك الأجزاء المتبقية من الكنيسة القسطنطينية، حيث تم نقل الرخام المهدى من الإمبراطور قسطنطين ليستخدم لاحقًا في بناء صحن الكنيسة، ومن بين ما تمّ نقله، اثنين من الأعمدة التي نقش عليها رسوم لأسود، ومجموعة من النواويس والتوابيت لبابوات سابقين. كان كارلو مديرنو ومنذ عام 1602 يتولى إدارة المشروع بعد وفاة دومنيكو فونتانا، ومديرنو هو ابن شقيق فونتانا. خلال عملية الإصلاح المضاد، برز بشكل متكاثر أصوات داعية للعودة إلى الصليب اللاتيني بدلاً من الصليب الإغريقي، ووجد المعترضون أن الصليب الإغريقي ينتمي للعالم الدنيوي أكثر من انتماءه للعالم المسيحي، غير أن البابا بولس الخامس دعم المخطط القائم وأعطى أوامره في سبتمبر 1605 لتطويل الجناح بحيث يغدو شكل الصليب أكثر بروزًا، كذلك عمد ماديرنو إلى تطويل الجناح الشرقي من الكاتدرائية ليشكل مقدمة الصليب، ثم أنهى مع عدو وجود عوائق هندسية ذلك الصليب، حتى حدود الواجهة الحالية بمساعدة سبعمائة عامل. وفي 22 نوفمبر 1614 يمكن !!اعتبار الكاتدرائية وقد اكتمل بناءها وفق الشكل المتعارف عليه اليوم.!!
Discussion about this post