تونسيات طفولية
_____حملت الأم ابنتها بين
ذراعيها لاعبتها قليلا ثم جلست وأجلستها في حجرها ودموعها تتناثر من عينيها—رفعت الطفلة رأسها ورسمت بسبابتها خط سير دمعة العين اليمنى حتى بلغت منعطف الذقن تذوقت طعمها المالح وسألت:ما هذا الماء اللين الناعم يا أمي
تبسّمت الام خلف ستار الدموع وقالت:مطر- مطر -يا عزيزتي
نظرت البنية الى الخارج وقالت بكل براءة: لا ارى مطرا ينزل على الحديقة أمّاه
قالت الام : يا صغيرتي دموع المراة رحمة وغيث نافع-اذا بكت من الظلم والحيف دموعها تنزل مطرا وتسقي أرضا زرعها الرحمة والمحبة والعفو فينمو غرسها ويثمر الأمن والأمان فيعم الحبّ والتسامح –
حركت الطفلة رأسها علامة على انها ادركت وفقهت قول أمها
وقالت بكل براءة وعفوية:اذا كبرت أمّاه وصرت شابة خذيني الى أرض الرحمة ،خذيني إلى هذا البلد لابكي هناك وتنزل دموعي غيثا نافعا يروي عطش وقحط وطني …خذيني إلى بلد سكانه يعاملون الأنثى على انها المعجزة التي خصها الله بإعطاء الحياة
خذيني إلى حيث لا قيمة للقوامة والإمامة أمام (الأمومة)
فائزه بنمسعود
والى اللّقاء مع تونسيات
Discussion about this post