قصة قصيرة
في المطار
سوما الباز
-لا تبكِ، الجميع ينظرون إلينا، كنت أنتظر ان تخففي أنتِ عنى
-ماذا تريدنى أن أفعل
إنظر أمامك أين نحن وماذا نفعل
– نحن فى المطار ننتظر الطائرة لتأخذك بعيداً عنى مسافات وأميال
-قلبى لا يحتمل أن يمر يوم دون أنا أشاركك تفاصيله أو حتى أراك فيه كما كنا نفعل سنوات عمرنا كلها
لقد تفتحت عيناي على حبك فأنت بالنسبه لى لست فقط حبيبى وخطيبي أنت الحياة بكل مافيها .
وانهمرت الدموع من عين “زهرة” بغزارة أربكت “كريم” فتناول كفيها بين يديه وقبَّل أناملها وهو يحاول تهدئتها
-أنتِ أيضا يازهرتي كل حياتي كنت دائما مصدر بهجتي وسعادتى مذ اعترفتُ لك بحبي وأنتِ تكبرين أمامى ولامسني شذاكِ
أنت فقط من إستطعتِ أن تخطفي قلبى ويصبح أسيركِ.
– حقا ياحبيبتى لم نفترق يوما ولكنها متطلبات الحياة التي تفرض علينا ماتأباه نفوسنا، فلقد وصلت الأن للخامس والعشرين من عمري ولم نستطع تدبير تكاليف زواجنا
– إطمنئي يازهرتى فلن يطول الفراق وسوف أجتهد للعودة إليكِ سريعا ويكتمل حلمنا الابدي، لا تبكِ ياحبيبتى فأنت معي فى كل نفسي وقلبى.
وهنا إرتفع صوت مكبرات الصوت بالمطار ليعلن ضرورة الإتجاه للطائرة إستعداداً للإقلاع.
حَضَنها بقوة وقبَّلها في جبينها ثم انطلق مسرعاً دون أن ينظر خلفه.
جلست تبكي فى مكانها لا تدرى كم من الوقت مضى، وعندما فاقت من شرودها نظرت لنفس المكان الذى ذهب منه ثم إبتسمت بإنكسار وهي تنظر لصورتها المنعكسة على مرأة كبيرة مواجهة من خلال نظارتها الطبية وقامت بتهذيب خصلة شعر رمادية سقطت على جبينها المجعَّد
ثم غادرت المكان.
Discussion about this post