معارضة في شكل مشاكسة لقصيدة الدكتور حمد حاجي (حالة انتحار)
بقلم الشاعر عمر دغرير :
=== حالة انتحار ===
وحين التقينا
على الجسر
منتَظِرٓيْن مرور القطا والحمام
وقالت:
فشلتُ… فشلتُ
بدرس الهوى والغرام
ولمّا تلمّستُ
فوق الخدودِ الدموعٓ
ومٓسًحتُ شامتها والوشامٓ
وحين رشقتُ
بأطراف معطفها
وردةً وتوسلتُها تستريحٓ تنامٓ..
وقلت لها: لِمَ أسدلتِ عني اللِثَامَ؟
تقول:
حَميْتُ به هامتي من عيون لئام
وحين تعود تقول مللتُ الحياة
وكنتُ لها الغيثٓ
والأرضٓ
والمرتعٓ والنباتَ..
وكنتُ النسيم
وكانت
لِيٓ المنتهى والحياةٓ…
أُذٓكّرُها بجدودي وطاحونةٍ عاليهْ
أحدثُها عن شيوخ
رأونا نعاقر خمر الصبابة بالباديهْ
أحَدّثُها كيف اختبأنا بأبراج أديرةٍ خاليهْ
ولكنها تستوي وتصرُّ تقول :
فشلتُ… فشلتُ
بدرس الهوى والغرام
أمازحها علها تتراجع عن خطوة الانتحار
أقول:
سيأخذنا هادر الماء بين جداوله الجاريه..
ألا تذكرين المعابر بين الرعاة
ومسرى السواقي إلى التلة الرابيه
ألا تذكرين
صبيحة قبّلتُ خديّك فاحمرّت الداليه
ولما وقفتُ وقلتُ
أحبك أكثر :
أحبك روحا وعظما ولحما وذاتا…
ومالت تظللنا
وارفات الغصون
بأعنابها الدانيه
تهاوت إلى الجسر
أهوت.. وقالت: أحبك حبّا
لو الموتُ عاش بمثل صبابتي مات… !
ومازال على الجسر
جمع من العاشقين يدور بآثارنا الباقيه..
ويكتب أسماء منتحِرٓيْه على اللوح والساريه
ا========أ. حمد حاجي =====
لوحات كثيرة عن “انتحار أوليفيا..” بالفن والادب ..
واعادة مشهد انتحار فتاة من إحدى المسرحيات العالمية للكاتب ويليام شكسبير..
مثال لوحة “السيدة شالوت” للرسام البريطاني جون وليام..
(وكيف مثلكَ لا يلامْ)
طويتَ الرسالة
وما نطقتْ شفتاك بأيّ كلامْ…
ووجهكَ ازروْرقَ,
وغابَ عن فمكَ الإبتسامْ…
فقطْ انتحيتَ مكانا,
وبُحتَ بأسراركَ للظلامْ…
تقولُ الحكاية أنكَ
في اللقاء الأخير,
لاحظتَ إصابتها بالفصامْ …
واتخذت قرارا ,
كأنْ تتخلصَ منها بعض أيّامْ …
وتتركها في علّتها
ضحيّة للوساوس والأوهامْ…
وبالفعل غبت طويلا
وأخبارها انقطعتْ
وغصت مع امرأة ثانية
في محيط الغرامْ …
فجاة وصلت بالبريد رسالة
ومن عطرها ترددت في فتحها
لحظات طوالاَ…
وكدت تمزقها
قبل أنْ تقرأ محتواها …
وعاد بك الزمن
لأول يوم كان فيه لقاها…
في مشرب الجامعة
كانت لوحدها وفي يدها سيجارة
ابتسمتْ ,
وعينُها نطقتْ ,
منْ فضلك ولاعة …
وبالكاد أنهتْ الكلامْ
حتى اشتعلتْ السيجارة
وغطّ دخانها المكانَ
والوجوهَ تماما مثل الغمامْ…
ومنْ حينها ,
بدأتْ مواسم الصبابة والهيامْ…
وتعددتْ لقاءات الغرامْ,
في شاطئ البحر,
وفي الحقول وفوق الجبال,
مع خريرالمياه,
وزقزقة العصافير,
وهديل الحمامْ …
وتذكرتَ فساتينها القصيرة والطويلة …
وكحلَ عينينها.
وأحمر شفتيها ,
ولُكنةُ الخجل في حديثها ,
وقد بدتْ جميلة …
وتذكرتَ كمْ مرّة قبّلتَها
قبل أنْ تخلع عن رأسها
(الفولار) واللثامْ …
وفي الرسالة
جاء الخبر الحسامْ…
وقطع الصوت والنفس والكلامْ…
وكدت تبتلع لسانك
حين قرأت :
سلام
سأنتحر لأني
( …فشلتُ …فشلتُ…
في درس الهوى والغرامْ …).
وكمْ تأخرتَ كثيرا
أنتَ الذي تعرفُ التفاصيل
ولم تحرص على تحقيق الأحلامْ …
وقفت بعيدا
وكدت تنامْ …
غير أنكَ فِقتَ
ولكنْ بعد فوات الأوانْ …
ولن ينفعك الإعتذار
وكيف مثلكَ لا يلامْ؟…
Discussion about this post