كتاب اليوم :
وصلني اليوم كتاب الصديق الدكتور رضا بورخيص ( أدب نساء تونسيات ) وقد اهتم فيه بنصوص نثرية وأخرى شعرية لمبدعات من تونس .أسماء معروفة في الساحة الأدبية وأخرى مغمورة , والقصد من ذلك حسب رأيه هو عرض نماذج جميلة حسب رأيه أيضا من كتابات المرأة التونسية وتمكين القراء من فكرة حول هذه الكتابات وقد تم انتقاؤها من مجموعة هامة من الكتابات المنشورة هنا وهناك معتمدا في ذلك على تجربته في ميدان البحث العلمي والجامعي .
واحتوى هذا الكتاب على مجموعة من القراءات حول روايات ومحموعات قصصية و دواوين شعرية نشرها الكاتب في صحيفة لابراس التونسية وقد أرادها صاحبها مرتبة ,فمن الرواية إلى الأدب السير السيرذاتي ثم المجموعات القصصية وختم قراءاته بالمجموعات الشعرية . وظل يتنقل من كاتبة إلى أخرى ومن كتاب إلى آخر حتى وصل إلى انجاز 28 قراءة سهلة وبسيطة في لغتها وعميقة في دلالاتها .وجاءت مرفقة بحوارات هامة مع بعض المبدعات من بين المحتفى بهنّ.
وكانت البداية مع الكاتبة والشاعرة فاطمة بن محمود في روايتها الملائكة لا تطير وقد لخصها في عنوان مثير (سارق الحياة ). ثم انتقل إلى الكاتبة منيرة الدرعاوي في روايتها هواجس الليلة الأخيرة واختصرالكتاب في بعض كلمات (نثر ماسي غارق في العواطف) .والكاتب اهتم أيضا بالأدباء الصغار واهتم برواية بكر للكاتبة أحلام القدر في غياهب الحب وقد لخصها في جملة قصيرة (سقوط في النيران) .
في القراءة الرابعة تعرض الكاتب إلى رواية الكاتبة أميرة غنيم نازلة دار الأكابر وقد قال عنها :هي جوهرة حقيقية في الإبداع الرومنسي التونسي .وأرفق القراءة بحوار قصير أجراه رضا بورخيص مع الكاتبة جاء فيه : لقد بدأ كل شيء بحلم فتاة صغيرة ….
ثم جاء دور الكاتبة وفاء غربال في روايتها الياسمين الأسود وقد اختزلها في جملة جد عميقة : أكتب لدرء الشيطان . ومن ثمة تعرض لرواية الكاتبة مايا القصوري نهج انقلترا . وهي حسب رأيه : تشخيص عن فشل معلن .
ولم يتوقف رضا بورخيص في قراءاته عن التعريف بالروايات العربية فحسب بل اهتم أيضا بالرواية الناطقة بالفرنسية والبداية كانت مع الكاتبة منية خليل الموخر في روايتها البكر شيوخ الخداع وقد وصفها بالرواية ذات الكتابة المرنة بشكل مشع .وأرفق هذه القراءة بحوار مع الكاتبة نشره في جريدة لابراس جاء فيه :…يعود الفضل لأمي التي أستحضرها لحظة الكتاب وأستمد منها هذا الخطاب المنفتح على كل الأنظمة اللغوية التي أحاول اسغلالها في كل كتاباتي .
وكانت الرواية الموالية للكاتبة آمال مختار الكرسي الهزاز الذي وردت فيه هذه الفقرة (…يروح الكرسي الهزاز ويجيء فارغا في حركة مجنونة ثم تتواتر عليه الأجساد وتشتبه عليّ الوجوه … وجه أمّي منطفئا وحزينا ..وجه مراد مرتبكا وذاهلا .. وجه والدي فزعا وقاسيا .. وجهي مشرقا تارة وغائما تارة أخرى ..تقترب الوجوه حتى التشوّه وتتناءى حتى تصبح نقطة في آخر النفق المظلم …). وقد لخصه الدكتور رضا بورخيص في جملة قصيرة :عطش رهيب للحب .
وفي القراءة ما قبل الأخيرة جاءت رواية الكاتبة آمنة الرميلي جمر وماء المتحصلة على جائزة الكومار الذهبي للرواية البكر 2003 وقال عنها :هي رواية تستعرض وقائع سنوات الجمر . ثم أرفقها بحوار مع الكاتبة جاء فيه : (… لا يمكن للمرء أن يكون حرا في الكتابة عندما لا يكون داخل نفسه بلْ في روحه…).
وجاءت القراءة العاشرة لتقدم رواية الكاتبة هند الزيادي غالية أو الرجل الذي سكن البرج مع متريوشكا . وقد اختزلها في كلمات ثلاثة : النزول إلى عمق الذاكرة .
في المرة القادمة نستعرض بقية القراءات في هذا الكتاب والتي خصها الكاتب رضاء بورخيص للأدب السيرذاتي والشعر والقصة .
(يتبع).
كتاب اليوم (2)
في الجزء الثاني من قراءات الدكتور رضا بورخيص حول أدب نساء تونسيات , تعرض إلى الأدب السيرذاتي من خلال كتاب الكاتبة رفيقة البحوري في المياه المالحة وقد لخصه في جملة قصيرة : المرأة التي أحبت الثورة .وكما ورد على غلاف كتابها : (… بتلك الروح الشفافة تتجلى رفيقة البحوري في سيرتها . تتحدث عن حياتها ,محيطها , علاقاتها , مغامراتها ,رؤاها ,أحلامها,خيباتها, وهي تسبح في مياهها المالحة الشفافة بجرأة نادرة…).
كاتبة أخرى تكتب باللغة الفرنسية وهي أستاذة جامعية أصدرت كتابها الأول سنة 2013 بعنوان : (حب تونس. دفتر مصور عن عودة إلى الوطن بعد الثورة .) وقد لخصه في جملة جاءت على لسان الكاتبة ( أنا من هنا ولي ذكرياتي ). وأرفق رضا بورخيص قراءته بحوار طويل مع الكاتبة درة العتيري وقد قالت فيه : أنا أكتب حبا واعتزازا بهذا الوطن .
أما في مجال القصص فقد اختار ثمانية مجموعات قصصية لمبدعات تونسيات بداية بالكاتبة روان بن رقية وكتابها البكر الأوغاد الصادر عن دار الكتاب سنة 2020 وقد لخصه في جملة : ضد امبراطورية استعراض العضلات…وأرفق القراءة بحوار مع الكاتبة جاء فيه : أكتب ضد استعمال آليات العنف بكل أشكاله المادية و النفسية .
ومن الحديث والتعريف بهذه الكاتبة المغمورة يعود بنا إلى المبدعة نافلة ذهب و مجموعتها حكايات الليل الصادرة عن دار تبر الزمان سنة 2003 وقد قال عنها : هذه القصص تمثل كتابة السعادة . كما أجرى حوارا مع الكاتبة نشره في جريدة لابراس التونسية قالت فيه نافلة ذهب : مستقبل الكتابة في تونس سيكون للرواية .
وللمرة الثانية يعود إلى الكاتبة آمنة الرميلي ويعرض علينا مجموعتها القصصية صخر المرايا الصادرة عن دار الإتحاف للنشر . وسبق أن كتب عنها المرحوم كمال عمران : هي مجموعة حانة إلى عالم بلوري شفاف يكاد يأخذ بالبصر ويهديه إلى مواطن لم تثمر في المدونة القصصية التونسية المعاصرة مثلما أثمرت من قن ينهل من علي الدوعاجي نهلا لطيفا وينأى عن مرجعية الآخر نأيا مبينا…).
خيال الموج مجموعة قصصية للكاتبة والناقدة هيام الفرشيشي صادرة عن دار الثقافية للنشر بالمنستير سنة 2020 , لخصها في ثلاثة كلمات : كتابة دقيقة وموحية .
قرية بوتيرو مجموعة قصص للكاتبة لمياء نويرة بوكيل صادرة بالأردن سنة 2020 وهي تضم اثني عشر قصة قصيرة تترابط في عناوينها رغم اختلاف مضامينها. والمتأمل فيها يلاحظ تعمد الكاتبة تصديرها بمقولات ومختارات لشعراء وأدباء وكتاب من هنا و هناك ,إحساساً وإيماناً بالقيم الإنسانية النبيلة المشتركة معهم .وقد قال عنها الدكتور رضا بورخيص : قصص بين الواقعية و الخيال .
سوق المتعة مجموعة قصصية للكاتبة منيرة الرزقي صادرة في مصر سنة 2003 وقد اختزلها في بعض كلمات : كلمات تضيء مثل الكثير من مصابيح الشوارع .
العوسج يتبرأ من ظله مجموعة قصصية للكاتبة والإعلامية علياء رحيم صادرة بتونس سنة 2001 قال عنها : كل القصص على اختلافها تتميز بشاعرية ذات نظام متغير .
وختم الدكتور رضا بورخيص هذه الرحلة مع المجموعات القصصية بكتاب ملفات سرية للكاتبة عواطف زراد الصادر عن دار صامد للنشر سنة 2020 وقد قالت عنه الكاتبة آمنة الرميلي :
(…حين ندخل إلى عوالم هذه المجموعة نجد أنفسنا أمام أجناس سردية مختلفة، فيها القصة التخييلية المحضة، وفيها الخاطرة، وفيها السيرة الذاتية، وفيها الشعر. كل ذلك مطبوع بشذرات من الفلسفة ونفحات من القانون! في “ملفات سرية” أظهرت عواطف الزراد قدرات سردية عالية، ففاجأتنا وشوّقتنا وأثارت شفقتنا ومخاوفنا وغضبنا وأحزاننا..
وكل هذه القصص لخصها رضا بورخيص في جملة : في هذه القصص عواطف الزراد تقول العنف بأقصى درجات التواضع, وتستعرض جراح الكائنات في صور بسيطة ورائعة , تم إنشاؤها وتصويرها بحكم استعارة نظام معتدل عمدا حتى لا تحدث تغييرا في الشفافية الدلالية والتواصلية اللازمة التي يبحث عنها المتلقي …ذ
(يتبع) .
كتاب اليوم (3)
( أدب نساء تونسيات ) للكاتب رضا بورخيص.
وفي الجزء الأخير خصصه الدكتور رضا بورخيص إلى المجاميع الشعرية وكانت البداية مع كتاب (ويغزوني الأمل) للشاعرة سناء بلعيد الصادر عن دار نيرفانا بتونس سنة 2020 . وهي المجموعة الشعرية البكر للشاعرة وقد قال عنها : كل قصائد هذه المجموعة تأخذنا نحو أفق من السعادة .
وجاءت المجموعة الثانية بالفرنسية (مسبحة الكلمات) للشاعرة عائدة حمرة وقد صدرت عن دار الأطلسية للنشر بتونس سنة 2000 . ومن أشعارها : (أكتب كلمات لأنسج بها سماء رمادية …وبها أنسج الليل …أكتب كلمات ذات إيقاع للرقص …أكتب كلمات فقط لأراك …) .والدكتور رضا بورخيص اختزل المجموعة في جملة جاءت على لسان الشاعرة : (…قلبي ينبض من أجلك …).
أما المجموعة الثالثة فهي للشاعرة روعة قاسم (افتح أبوابك الزرقاء ) وهي صادرة عن دار أراباسك بتونس سنة 2017 . والشاعرة هي صحفية تونسية لبنانية تعمل بجريدة المغرب . وقد قال عنها صاحب الكتاب : روعة قاسم أتت من هناك . من طرابلس لبنان .جاءت حالمة , عاشقة , أرست سفينتها بميناء سيدي بوسعيد ,حيث هزها الحنين إلى مسقط رأسها فبادرت بإرسال أجمل القبلات عبر مياه البحر الزرقاء …) ومن أشعارها : يا وطني …أنت معي دائما …في كل القصائد التي أكتبها …وفي كل الوجوه التي أرسمها …أنت معي في دمي …في حزني وفي فرحي …في هزيمتي و في جرحي…).
أما المجموعة الرابعة فهي (صابرة) للشاعرة آمنة الوزير , وقد صدرت بالعربية و الإيطالية عن دار أراباسك تونس سنة 2010 .وقد قال عنها رضا بورخيص : (أشعار بنكهة الهواء المتجددة ).
وخصص الكاتب قراءته الخامسة للشاعرة الكبيرة جميلة الماجري في كتابها (ديوان النساء) الصادر عن الدار التونسية للنشر سنة 1997 .وذكر بالقصيدة التي غنتها المطربة التونسية سنيا مبارك بعنوان لؤلؤة : كبير عليك الهوى.. وأكبر منك القصيدة.. وأبعد عنك التماس النجوم.. من الأمنيات البعيدة.. فجل النساء شبيهات بعض , وواحدة في الكنوز فريدة …). وقد قال عنها :في هذا الديوان تحية إكبار للنساء…
أما الإختيار السادس فكان للشاعرة وداد رضا الحبيب ومجموعتها (شهي كالوداد) الصادرة بتونس سنة 2020 , وقد قال عنها : هي بالفعل شعر الكلمات البسيطة .
مجموعة ثانية بالفرنسية اختارها رضا بورخيص وهي للشاعرة جيهان السوكي بعنوان ( كفن الحبيب) وهي صادر سنة 2019 .وقد لخصها في جملة : نكتب كأننا نحلم …
وفي الختام اختار الكاتب مجموعة شعرية للكاتبة والشاعرة نفيسة التريكي بعنوان (سراج القلب) .وهي صادرة عن دار المعارف تونس سنة 2003 . وكما عودنا في كل قراءاته .اختزل قصائد المجموعة في كلمات : عندما تواجه الكلمات كل الشرور .
هذه المجموعة من القراءات قدمها الأستاذ الجامعي عبد الجليل القروي الذي قال : ( … الكتابة هي أن تعرض من خلال القلم صراعا مؤلما وشاقا ويائسا في بعض الأحيان…). وهذا بالفعل ما قام به الدكتور رضا بورخيص من خلال اجتهاده وحرصه على اختيار أجمل ما كتبته المرأة التونسية في النثر والشعر وجمعه في كتاب سوف يكون مرجعا هاما للباحثين والنقاد.
ملاحظة هامة أختم بها هذه الجولة البانورامية في (أدب نساء تونسيات) .هي أن الدكتور رضا بورخيص ليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد مع المبدعات المذكورات في كتابه . وهن فقط من انتقاءاته الجادة لكتب اقتناها من المكتبات على حسابه الخاص وبعد مطالعتها لأكثر من مرة قرر التعريف بها عبر قراءات ثرية ومتنوعة نشرها بجريدة الصحافة وهو بذلك يكرم المرأة التونسية المبدعة في مجال النثر والشعر .
Discussion about this post