كتب حازم محمد من العراق
ديفيد فوريست … يطيح ب رونالدو ….
ربيع 1977 … حين تم تحديد الموعد اخيراً … المذيع التلفزيوني الوسيم ( ديفيد فوريست ) يستقل سيارته في الطريق الى المنزل الريفي للرئيس الاميركي السابق ( ريتشارد نيكسون ) الذي قرر الحديث اخيراً بعد 3 سنوات على استقالة الرئيس عقب فضيحة ( ووتر غيت ) …
كان ( فوريست ) المُتيم بالكاميرا ، العاشق للمشاهير ، والمتابع الجيد لما يدونه مصوري وكتاب ( الباباراتزي ) ، كان يعلم ان لقاء الرئس الاسبق مختلفاً عن المقابلات التلفزيونية التي اجراها مع عارضات الازياء ، الممثلين ، المغنيين ، وحتى الرياضيين ، فهي بمثابة ( مستقبل ) آخر يؤرخ فيه اسمه بسجل عمالقة الشاشة الفضية … لذلك طمح فوريست ان يجعل من اللقاء ( محاكمة ) وان ينتزع من ( نيكسون ) اعترافات تتناسب وحجم ما آلت اليه فضيحة ( ووتر غيت ) … كان ( فوريست ) مدركاً لحجم المهمة ، واعياً بما ينتظره من مجد لو نجح فيها ، فقرر ان يجعل من المقابلة ( هجوم و دفاع ) ، محولاً استوديو التصوير الى قاعة محكمة قد يخلد ذكراها كما حدث في محاكمات ( نورمبيرغ ) …..
بدأت المقابلة بين ( الضدين ) … لم يتصور نيكسون انه سيكون في زنزانة الحديث ، بل ربما كان يعتبر انها فرصته للتبرير ، وان صورته قد تعود للمشهد السياسي من جديد …. لكن مع مضي الوقت .. طرح هذا الكم من الاسئلة … الاستفزاز … سيطرة فوريست على ( مجريات ) اللقاء ، ( التحكم ) بالقصة ، ( التسلل ) الى ( الزوايا ) الخفية ، ( الضرب ) بالمصطلحات ، ( ركن ) اللا مهم والتركيز على ( الهدف ) … كل ذلك انهى عملية المقاومة من نيكسون ، واشعل ضجيجه ، مستسلماً لكلماته التي ( ادانته ) وحولته من ( حاكم ) الى ( مذنب ) … في حين نجح المذيع الانيق بما اراده ، و ( فاز ) باللذات من كان جسور … بينما اعتزل ( نيكسون ) الظهور التلفازي ، معتكفاً في ( دكة ) النسيان ، فما اراده ( نصراً ) تحول الى ( خسارة ) فادحة و بالضربة القاضية ….
نوڤمبر … شتاء 2022 …
( بيرس مورغان ) …. ربما لم تكن لقطة تناوله سندويتش ( الهمبورغر ) في الاستوديو وهو يلتقي بأحدى الناشطات المعارضات لأكل اللحوم كافية لصناعة #الترند ، فيما لم يعد ضمن لجنة التحكيم في برنامج ( Americas got talent) اذ تقدم في السن ولم يعد عنصر جذب مع ثورة الإعلام الهائلة ، بينما مقالاته باتت مجرد اسطر في صحافة ورقية تعيش خريف سلطتها الرابعة في زمن سيارة ال ( تيسلا ) ….
ان يكون ( رونالدو ) غاضباً … هي القصة ، هي من ستعيد الامور الى نصابها قبل فوات الآوان ، يحتاج ( مورغان ) ل ( هدف ذهبي ) قبل نفاذ الوقت …. علاقة الصداقة القوية التي تربطه ب ( كريس ) الذي ضاق ذرعاً في ان يكون خارج التغطية ، حيث يرى ان اقرب ما يلامسه دكة مانشستر يونايتد ، فقرر الدون الحديث ، وكان بيرس مورغان هو ( المختار ) لأجل ( الايام الخوالي ) كما تحدث الدون ( تيسيو ) الى ( توم هيغن ) قبل اقتياده الى مصيره المحتوم نظير خيانته ل ( مايكل كورليوني ) في فيلم ( العراب ) …
الفارق ما بين ( مورغان ) وبطلنا في البداية ( ديفيد فوريست ) ان بيرس ترك ( رونالدو ) يتحدث … يتحدث بكل شيء … في زمن يكون فيه السكوت من ( الماس ) … فقد رونالدو ثلثي حقه في البوح غاضبا ، هذا ما اراه مورغان ان يضرب ضربته الاعلامية بترك المنصة وبمطلق الحرية للدون وهو يتحدث بغضب عن علاقة ينقصها الاحترام مع المدرب ، وعن مرافق ومؤسسات تحتية لا تتطور في النادي الذي يلعب له ، عن استراتيجيات خيالية لا يرى فيها تطبيقاً على ارض الواقع ، عن ادارة لا تفقه كل شيء في الكرة ، عن ميسي ، عن الفراولة ، عن روني ، عن وسامته !!!!!!!! ثم ماذا ؟؟ هل تتخيل يا كريس ان هناك نادٍ في اوربا سوف يتعاقد معك وانت تمارس ( الثرثرة ) في غير مكانها .. وزمانها ….
بيرس مورغان … اطاح بالدون ، وحقق مراده ، فيما خسر كريس كثيراً من المقابلة التي ستبقى محفورة في التاريخ لمعظم الناس بأنها ( لقاء الخيانة ) فيما يراها عشاق كريس ( لقاء الصراحة ) .. و اراها انا ( لقاء المجد ل .. بيرس مورغان ) ….
Discussion about this post