لماذا نكتبُ ؟!
بقلمً ؛ – محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ؛ – مصر .
سؤالٌ أصبحَ يطرحُ علي من الكثيرَ تكتبُ لمنْ ومنْ يقرأُ ؟ ! هلْ تكتبُ للنخبةِ أمٍ للشعبويةِ ؟ نكتبُ منْ قاعِ مجتمعٍ ريفيٍ يمثلُ الغالبيةَ العظمى للشعبِ المصريِ ، نكتبُ لعالمٍ جديدٍ يولدُ منْ رحمِ أوجاعِ وضرباتِ وباءِ كورونا وحروبٌ خفيةٌ وعلنيةٌ ، نكتبُ منْ صراعاتٍ جيوسياسيةٍ ، لنظامٍ عالميٍ متعددٍ الأقطابِ ” نكتب ضدُ الانحرافِ منْ الشرِ الأخلاقيِ لصالحِ الحشمةِ ضدَ الوقاحةِ ، لصالحَ الحريةِ ضدَ الاستبدادِ ، والسلطةُ ضدَ الفجورِ ، والعدالةُ والمساواةُ ” ضدَ التمييزِ ، والديمقراطيةُ ضدَ اليمينِ المتطرفِ كذلكَ دكتاتوريةَ اليمينِ أوْ اليسارِ . بكلِ ألوانها ، أنا قلمٌ ؛ – مؤيد للنضالِ المستمرِ ضدَ أيِ شكلِ منْ أشكالِ التمييزِ ، وضدَ الهيمنةِ الاقتصاديةِ والاحتكارِ وزواجِ السلطةِ بالمالِ للأفرادِ أوْ الطبقاتِ الاجتماعيةِ . ضدَ التهميشِ لطبقةٍ أوْ مذهبٍ أوْ عقيدةٍ ، ضدَ البعدِ عنْ الهويةِ والثوابتِ القوميةِ ضدَ أيِ شكلِ منْ التطبيعِ ؟ ! أنا قلمٌ ؛ – ضدَ النظامِ الرأسماليِ المتوحشِ السائدِ الذي اخترعَ هذا الانحرافِ : البؤسُ والفقرُ والجوعُ في الوفرةِ . والعجزُ وخلقُ التسولِ وهمشَ الطبقة المتوسطةِ فاختفتْ في عصورِ النهبِ والفسادِ عصورَ ” القططِ السمانْ ” أنا قلمٌ ؛ – لصالحَ الأملِ الذي ينعشني على الرغمِ منْ كلِ شيءٍ . أنا ؛ – كاتبٌ ضدَ خيبةِ الأملِ منْ الأحداثِ الجاريةِ دوليةً ومحليةً ” التي تلتهمني وتشلّ حركتي صباحا ومساءً ؟ ! أنا مجردُ قلمٍ ؛ – لصالحَ جمالِ ممارستي كباحثٍ عنْ الحقيقةِ وسطَ ركامِ معاركَ ابحثْ عنْ دفاترَ وقلمٍ وخريطةِ وبوصلةِ أينَ تقعُ ديارْ العربِ ؟ ! أعتقدُ أنَ جمالَ قلمي ، يختفي إذا لمْ أهتمْ بالمعرفةِ والبحثِ التي يجبُ أنْ أكتبها وأدرسها ، إذا لمْ أقاتلْ منْ أجلِ هذهِ المعرفةِ ، إذا لمْ أفعلْ النضالُ منْ أجلِ الظروفِ الماديةِ الضروريةِ التي بدونها يتعرضُ جسدي لخطرِ الانزعاجِ ولمْ يعدْ شاهدٌ على ، ؟ أنَ قلمَ الكاتبِ المقاتلِ العنيدِ يجبُ أنْ يكونَ متعبا ولكنهُ لا يستسلمُ . ؟ ! إنَ قلمي الذي يتلاشى منْ ممارستي يوميا ، إذا كنتُ مؤمنا وواثقا بالرسالةِ والكلمةِ ” اقرأْ ” نزلها اللهَ أمر على أمةِ رسولنا ” محمدْ ” فنحنُ أمةُ العلمِ فالإسلامُ ” علمُ وإيمانُ ” فالقلمِ مهما وصلَ منْ معرفةٍ فهيَ قشورُ منْ العلمِ ؛ – فرسالةُ الكاتبِ والمثقفِ تصبح خيانةٌ إذا ابتعدَ عنْ المشهدِ والمحيطِ الجغرافيِ للبيئةِ التي يعيشُ داخلها ، كما كتبها الفلاسفةُ ” خيانةً المثقفينَ ” للكاتبِ الفرنسيِ ( جوليانْ بندا ) في عمومِ المثقفينَ الذينَ رأى أنهمْ جميعا خانوا الفكرُ النقيُ الخالصُ ، هائمينَ وراءَ الأهواءِ ” السياسيةِ والأيديولوجيةِ ” ، متخلينَ عنْ المثلِ العليا التجاوزيةِ ، التي يعودُ بها الكاتبُ إلى عصرِ أفلاطونْ ، معتبرا أنَ كلَ المثقفينَ قدْ غدروا بهِ ، همْ الذينَ كانتْ مهمتهمْ تقضي في الأساسِ محاربةَ كلِ ضروبِ ما يسمونهُ بالواقعيةِ السياسيةِ والنزعاتِ القوميةِ ، باسمِ تلكَ القيمِ العليا ، قيمُ العدالةِ والحقيقةِ والجمالِ التي ” منْ الواضحِ أنهُ لمْ يعدْ لها مكانا في ” عالمنا اليومَ ” فالكاتبُ رسالةٌ يحملها أمانةً فالقلمُ إذا كانَ متعجرفا ومحتقرا للمعرفةِ ؛ – ينطبقَ عليهِ ” بخيلُ علمِ ” فالقسمُ الإلهيُ يجبُ أنْ يكونَ دستورٌ لكلِ قلمٍ ؟ 《 ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ، وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ، فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ، بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ، إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ، فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ 》،،،،،!!!
“محمدْ سعدْ عبدِ اللطيفْ ” كاتبٌ مصريٌ وباحثٌ في الجيوسياسيةِ ” ” “
Discussion about this post