قراءة في قصيدة(حب تحت المطر)
للدكتور الشاعر حمد حاجي
__أول الحب طمأنينة ومساحة دفء وسير تحت المطر
هذا ما سعت هذه القصيدة في ايصاله الى المتلقي الشغوف بمقاربة الشعر والتوغل في دغل
معانيه وابعاده الوجدانية والجمالية
وها اننا نجد المطر في ابيات هذه القصيدة
شيئا مختلفا عما عهدناه من حالات مختلفة لحضور المطر في قصائد الشعراء
وغرّد المطر في الشعر كمواسم مختلفة إذْ قد تكون للبكاء وقد تكون ابتسامات الارض توزعها السماء أو لذة البقاء واختراق الشوق
وهذا مطر آخر -هو الحب هو العشق هو العناق
هو الميلاد
والشاعر هنا جمع كل احساس الكون وجمال طبيعتة في لوحة(حب تحت المطر)
والمطر هو الكلمة المشعة في القصيدة
والمطر هنا بشكل او بآخر (حاجي)بامتياز
حيث تعامل الشاعر مع المطر كمصدر الهام ونبع احاسيس شفيفة تنضح عشقا للحبيب فهو مطر رحيم جمع قلبين في حالة لهفة اشتياق للقاء والسير تحت زخاته
والمطر عنده إخماد حرائق الغياب وحالة حب
مما يذكرني بأحمد شوقي عندما يقول:�“الشوق عند اللقاء�كرائحة الأرض بعد المطر
ونعيش المطر هنا طوفان عشق ومصدر سعادة بريئة طفولية الحركات والانفعالات(تلامس بالكعب كالطفلة /السيل نفعا بلا ضرر)
(وتسبق خطوتها خطوتي/في النقيع وفي الحفر)
وهذه الحركات ليست صامتة بل تنبعث منها اصوات منغمة حسب إيقاع عذب اقتضاه وقع زخات المطر فنسمع موسيقى دندنة الأخراس ورنين الخلخال وخبط الوكيع ودبيب الأنامل وحتى العناق له صوت وحركة نبضات القلب
وهكذا تكتمل اللوحة
حبيبان يسيران تحت المطر بحرية وانسيابية بلا اجنحة يحلقان والحب بيمينهما وبهجة الحياة بيسارهما
لوحة صاخبة بالوان الحركة والصمت والسكون
خالية من المكان ولكنها معلقة بزمن واحد هو(زمن هُطول المطر)وكأننا في محراب نزول
وحي الحب مع زخات المطر
والشاعر والحبيبة قطرتا مطر تراقص الواحدة
الأخرى على وقع تساقط حبات المطر لتبخرا معا
(هل ذبت كالثلج /أم كنت نارا بلاشرر)
وهذا الذوبان شخصيا ألمس فيها نفسا صوفيا عالي السقف وينذر بتورط الشاعر بكل سلاسة وابداع في حقل القصيدة الصوفية…..
____دمت بهذا الالق الشعري دكتور حمد الشاعر______
Discussion about this post