صورة الأم المهاجرة 1936بقلم المهندس صلاح سليم رحيم هولندا

صورة (الأم المهاجرة) 1936
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بكاميرا Graflex الخاصة بها
التقطت ( دوروثيا لانج ) الصورة الأكثر شهرة في العالم
التي مثلت أسوء اللحظات في التاريخ الأمريكي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“على الرغم من سوء الوضع ، فمن المحتمل أن يكون العالم مليئا بالصور الجيدة. ولكن لكي تكون الصور جيدة … يجب أن تكون مليئة بالعالم”.
المصورة دوروثيا لانج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في 10 مارس 1936 ، تم نشر صورتين من صور المصورة الأمريكية (لانج ) لمعسكر جامعي البازلاء في (منطقة نيبومو) بصحيفة سان فرانسيسكو نيوز
الأولى تحت عنوان:
“عامل الحصاد … خشن ، جائع ، مكسور ، يعيش في سكوالور”.

والصورة الثانية التي أصبحت تعرف باسم (الأم المهاجرة) في اليوم التالي ، في 11 مارس ، مصحوبة بافتتاحية
“ماذا تعني” الصفقة الجديدة “لهذه الأم وأطفالها؟”
.
في نفس اليوم ، ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن إدارة الإغاثة الحكومية قدمت حصصا غذائية إلى 2000 من جامعي الفاكهة المتجولين في نيبومو .
.

المصورة (دوروثيا لانج) لم تطلب اسم المرأة ، فإنها لم تكن تعرف من كان في الصورة بعد النشر. تظهر صور لانج الأكثر شهرة ( الأم المهاجرة ) امرأة في الثلاثينات من عمرها ، ظلت مجهولة الهوية لغاية العام 1978 حيث تبين انها (فلورنس أوينز طومسون) ، وأطفالها السبعة أثناء محاولتها التنقل في عائلتها الكبيرة خلال واحدة من أسوء اللحظات في التاريخ الأمريكي.
أظهرت صورة المصورة لانج للأم (طومسون) الألم والإحباط من الكساد الكبير. لا تظهر الصورة للمشاهد فقط ما كان عليه العيش خلال هذا الوقت المروع ، بل تجعلك تشعر بألم العمال المتجولين.
.
المفارقة أن الصورة سميت بأسم الأم المهاجرة على اعتبار شخصية الصورة انها من الأوربيين المهاجرين الى امريكا ولكن بعد أكثر من 40 عاما ظهر أن هذه الأم كانت من الأمريكيين الأصليين !
.

المصورة (دوروثيا لانج)
ا=============
ولدت دوروثيا لانج في 26 مايو 1895 ، في هوبوكين ، نيو جيرسي ، وتوفيت بسبب السرطان في 11 أكتوبر 1965 ، في سان فرانسيسكو ، عن عمر يناهز 70 عاما.

كانت لانج الكبرى لطفلين في عائلة من الطبقة المتوسطة. انفصل والداها عندما كانت لانج تبلغ من العمر 12 عاما ،أنجبت لانج طفلين من زوجها الأول ، الرسام ماينارد ديكسون. بعد طلاق ديكسون في عام 1935 ، تزوج لانج من الاقتصادي بول س. تايلور ، وأصبحت بالأضافة الى طفليها زوجة أب لأطفاله الثلاثة.
كانت دوروثيا لانج مصورة وثائقية أمريكية أثرت صورها للمزارعين النازحين خلال فترة الكساد الكبير بشكل كبير على التصوير الوثائقي والصحفي اللاحق. أشهر صورها هي الأم المهاجرة ، نيبومو ، كاليفورنيا (1936).

ظل التزام لانج بالعدالة الاجتماعية وإيمانها بقوة التصوير الفوتوغرافي ثابتا طوال حياتها. في مقال كتبته مع ابنها في عام 1952 ، انتقدت لانج التصوير المعاصر باعتباره “في حالة طيران” ، يغريه “المذهل” و “المسعور” و “الفريد” على حساب “المألوف” و “الحميم” لقد أصبح التصوير المعاصر ، كما كتبت ،
“أكثر اهتماما بالوهم من الواقع…. إنه لا يعكس بل يفتعل. إنه يعيش في عالم خاص به”.
جمع وتقديم : Salah Salim Rahim