فى هذا اليوم 23 يناير 2023م..
رحيل الدكتور مهاتير محمد ..
يعد مهاتير محمد أحد أنجح رؤساء الوزراء في تاريخ ماليزي، وقد بدى على مهاتير أمارات القيادة والنجاح منذ صغره.
مهاتير محمد رابع رئيس وزراء لماليزيا، تميزت فترة حكمه بالنمو الاقتصادي وازدهار البنية التحتية في ماليزيا، مما حولها من دولة فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة وجعله بطلاً في نظر شعوب الدول النامية.
كان طبيباً ناجحاً قبل أن يُصبح سياسياً عقب انضمامه لحزب منظمة الملايو الوطنية المتحدة، ثم ترقى في المناصب السياسية من عضو بالبرلمان وحتى وصوله لرئاسة الوزراء. خلال فترة حُكمه الممتدة طوال 22 عاماً، كافح من أجل حقوق شعب الملايو والدول النامية، واتبع السياسات التي ساعدت على ازدهار الاقتصاد، وأتاح فرص التعليم لجميع أبناء الشعب الماليزي.
كما رحب بالاستثمارات الأجنبية، وأصلح نظام الضرائب، وخفض التعريفات التجارية، وخصخص عدة مؤسسات تابعة للدولة. لقد حصلت ماليزيا خلال فترة حكمه الطويلة على الاستقرار السياسي اللازم للنمو الاقتصادي، وانتقلت من دولة فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة.
الحياة الشخصية لمهاتير محمد
تزوج مهاتير محمد سنة 1956 من زميلة له في الجامعة، ورزق منها بأربعة أبناء، وقام بتبني ثلاثة أبناء أيضاً.
حقائق سريعة عن مهاتير محمد
حصل مهاتير محمد على أول وظيفة خاصة له في المجال الطبي كطبيب تابع للحكومة الماليزيّة، وفي نفس العام أنشأ عيادته الخاصة في المدينة التي ولد فيها، ليكون أول طبيب في المنطقة.
لم يُبعد الطب مهاتير محمد عن السياسة التي كان يعشقها، حيث كان يُشارك في أثناء دراستهِ في المظاهرات من أجل استقلال بلادهِ، وكان مؤيداً قوي لمنظمة الملايو الوطنية المتحدة.
مهاتير بن محمد وأصلها بالعربية محاضر بن محمد من مواليد (10 يوليو 1925) سياسي ماليزي وهو رئيس وزراء ماليزيا الحالي، وسبق أن تولى رئاسة الوزراء فكان رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003، وتعد أطول فترة لرئيس وزراء في ماليزيا، وكذلك من أطول فترات الحكم في آسيا. امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام 1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003. كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات.
كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة. وبعد اعتزاله العمل السياسي أعلن عن خوضه من جديد للانتخابات العامة في ماليزيا ليفوز بأغلبية المقاعد ويعلن عن تشكيل الوزارة ليصبح بذلك سابع رئيس وزراء لماليزيا، وبعمر 92 عاماً يصبح أكبر الحكام أعماراً في العالم.
في عام 1970 كتب الدكتور مهاتير محمد كتابا بعنوان “معضلة المالايو” انتقد فيه بشدة شعب المالايو واتهمهه بالكسل، والرضا بان تظل بلاده دولة زراعية متخلفة دون محاولة تطويرها.
وقرر الحزب الحاكم في ماليزيا، والذي يحمل اسم منظمة المالايو القومية المتحدة، منع الكتاب من التداول نظرا للآراء العنيفة التي تضمنها، واصبح مهاتير محمد في نظر قادة الحزب مجرد شاب متمرد لابد ان تحظر مؤلفاته.
و سرعان ما أقنع قادة الحزب بقدراته، وصعد نجمه في الحياة السياسية بسرعة، وتولى رئاسة وزراء بلاده من عام 1981 لمدة 22 عاما، وأتيحت له الفرصة كاملة ليحول أفكاره إلى واقع، بحيث أصبحت ماليزيا أحد أنجح الاقتصاديات في جنوب آسيا والعالم الاسلامي.
كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطّاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات. كان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة. وبعد اعتزاله العمل السياسي أعلن عن خوضه من جديد للانتخابات العامة في ماليزيا ليفوز بأغلبية المقاعد ويعلن عن تشكيل الوزارة ليصبح بذلك سابع رئيس وزراء لماليزيا، وبعمر 92 عاماً يصبح أكبر الحكام أعماراً في العالم.
ولد مهاتير في 10 يوليو 1925 في المنزل رقم 18، لورونغ كيلانغ أيس، سيبيرانج بيراك، ألور ستار عاصمة ولاية قدح، المالايا البريطانية حيث أنه الأصغر بين تسعة إخوة وأطلق عليه اسم سيك ديت. منحت شهادة ميلاد مهاتير تاريخ ميلاده في 20 ديسمبر. ولد بالفعل في 10 يوليو. يوضح كاتب سيرة حياته باري وين أن تاريخ 20 ديسمبر كان «تعسفياً». كان جد مهاتير اسكندر متزوجًا من سيتي هاوا من جوهور عام 1881 في بينانغ. تم جلب جده إلى الملايا من قبل شركة الهند الشرقية البريطانية لتدريس اللغة الإنجليزية في قصر قدح الملكي. كان والد مهاتير محمد بن اسكندر من بينانغ والده هندي وأمه من الملايو مع أسلاف من ولاية كيرلا في جنوب الهند وأول مدير ماليزي لمدرسة إنجليزية (الآن مكتب سلطان عبد الحميد) في ألور سيتار بينما كانت والدته وان تمباوان بينتي وان حنفي من قدح من أصل ماليزي وتعتبر حفيدة طابور طويل الجدات اللاتي عملن كخادمات في الأسرة الحاكمة في قدح. أحد جوانب ولادة مهاتير جعلته مختلفًا فهو لم يولد في طبقة أرستقراطية أو عائلة دينية أو سياسية بارزة. كان والد مهاتير مديرا لمدرسة وكان لضعف وضعه الاجتماعي والاقتصادي يعني أن ابنتيه غير قادرتين على التسجيل في المدرسة الثانوية في حين أن وان تمباوان لم يكن لديها سوى علاقة بعيدة مع ملوك قدح. كان كلا الوالدين قد تزوجا في السابق فقد كان لمهاتير ستة إخوان غير أشقاء وأخوين شقيقين.
كان مهاتير طالباً مجتهداً. الانضباط الذي فرضه والده دفعه للدراسة وأظهر اهتماما قليلا في الرياضة. بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة سيبيرانغ بيراك الملايو للبنين عام 1930 ودرس هناك لمدة عامين. ومع ذلك في عام 1933 فاز بمنصب في مدرسة متوسطة ثانوية إنجليزية انتقائية بعد أن أصبح يجيد اللغة الإنجليزية قبل أقرانه في المدرسة الابتدائية. مع إغلاق المدارس خلال الاحتلال الياباني للملايو خلال الحرب العالمية الثانية بدأ العمل أولا بيع القهوة وبعد ذلك الموز المقلي والوجبات الخفيفة الأخرى. بعد الحرب تخرج من المدرسة الثانوية من خلال استكمال امتحانات كامبردج العليا في ديسمبر 1946 والتحق بدراسة الطب في كلية الملك إدوارد السابع للطب في سنغافورة (التي أصبحت الآن جزءًا من جامعة سنغافورة الوطنية). هناك التقى بزوجته المستقبلية سيتي حسمه محمد علي زميلته في كلية الطب. بعد تخرجه عمل مهاتير كطبيب في الخدمة الحكومية قبل الزواج عام 1956. عاد إلى ألور سيتار في العام التالي لإعداد ممارسته الخاصة. سمح نجاح ممارسته بصفته الطبيب الماليزي الوحيد في المدينة ببناء منزل كبير والاستثمار في شركات مختلفة وبشكل واضح توظيف سائق يقود سيارته بونتياك كاتالينا. رزق بأول طفل مارينا في عام 1957 ثم رزق بثلاثة آخرين وتبنى ثلاثة آخرين على مدى السنوات 28 التالية.
حين تسلم مهاتير رئاسة الوزراء، كان عليه أن يواجه ملفات معضلة، فبلاده تئن تحت وطأة أوضاع اقتصادية متردية، يعيش فيها نحو 70% من السكان تحت خط الفقر، وتضطرب في موج متلاطم من خلافات العرق واللغة والثقافة والدين، وتعصف بها خلافات الحكم والسياسة.
لكن الرياح وافت أشرعة الربان فانطلق كالسهم ليحقق أهدافه، نستعرض أهم ملامح النهضة التي سجلت في عهده، حيث كان الشعار “إن تعثرتْ خطوةٌ لحقت بها أخرى تُقيلها”.
خلال سنوات من حكمه، أصبحت ماليزيا واحدا من نمور آسيا، وتضاعف دخل الفرد فيها عدة مرات، إذ زاد دخل الفرد السنوي من ألف إلى 16 ألف دولار، وانخفضت نسبة الفقر إلى أقل من 4%، واصبحت نسب البطالة دون 3%، وارتفع حجم الاحتياطي النقدي من 3 مليارات إلى 98 مليارا، وقفز حجم الصادرات من نحو 15 مليارا إلى 200 مليار.
بنى مهاتير خطته لنهضة ماليزيا بالتركيز على 3 محاور بصفة أساسية هي: محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتي في خدمتهما المحور الاجتماعي.
ويدعم هذه المحاور عقد قيَمي يقوم على تطهير البلاد من الفساد، ورفع الكفاءة والتحلي بالأمانة، وتبع ذلك استقرار سياسي ومجتمعي، شكل حاضنة حقيقية لهذه النهضة.
بنى مهاتير فلسفته في التعليم، على أنه ليس منحصرا في الحصول على المعرفة، لكنه أساس في بناء الشخصية الجيدة، التي تتمتع بالثقة بالنفس والسمات القيادية.
خصصت الحكومة للتعليم ميزانيات هائلة، قدرت في بعض السنوات بربع الميزانية العامة، ويبلغ ما تنفقه ماليزيا على التعليم نحو 3 أضعاف ما يُنفَق على الجيش والدفاع، ولنا عودة إلى هذا الموضوع نهاية هذا التقرير.
واهتمت حكومة مهاتير بمحو الأمية وتعلم اللغات، وفتح المجال للبعثات التعليمية والمنح دراسية على نفقة الدولة، وتم ابتعاث مئات آلاف الطلاب إلى الجامعات الغربية بهدف الاستفادة من تجاربهم ونقلها إلى بلادهم.
إلى جانب ذلك، اهتمت الحكومة بالتدريب والتأهيل الحرفي والمهني والبحث العلمي، وقويت العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص، فتشاركت الحكومة مع المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية في دعم كل الأنشطة البحثية.
ورغم النجاحات التي تحققت في مجال التعليم في ماليزيا، فإن مهاتير عبر كثيرا عن خيبة أمله في عدم وصول كثير من أبناء الملايو إلى درجات أعلى في التحصيل العملي، وعبر عن أسفه “في عدم تغيير الملايويين، وتشكيل الملايوي الجديد، وتسليحه بالمعرفة والمهارات اللازمة لينجح في حياته وينال المكانة التي يستحقها في بلاده”.
خاض معارك كبيرة مع القوميين الملايويين من أجل إدخال الإنجليزية في مناهج تدريس الرياضيات والعلوم.
كما واجه تحديات في كيفية التعامل مع التعليم الديني، الذي كان يشرف على وضع مناهجه في المدارس “المركز الديني” الذي كان يشرف على جميع الأنشطة والفعاليات الدينية في البلاد، وقد ولّد ذلك خلافات كبيرة مع وزارة التعليم حول الآلية التي يجب أن تدرس بها تعاليم الإسلام في المدارس.
ومن التحديات الأخرى التي واجهت مهاتير في العملية التعليمية: وجود 3 عرقيات مختلفة في البلاد كل منها له لغته ودينه وثقافته وتقاليده الخاصة، كانت المعضلة في كيفية جمع أبناء هذه العرقيات تحت سقف واحد في المنشآت التعليمية، ليتلقوا منهاجا تعليميا واحدا.
قاد مهاتير ثورة صناعية جديدة، ومع تسلمه مهامه كانت هناك آلية حكومية تشرف على التصنيع ممثلة في إنشاء “شركة ماليزيا للصناعات الحكومية” (هيكوم).
كانت نظرية مهاتير تقوم على البدء من الصناعات الثقيلة، لأن الدولة تمتلك الإمكانات بهذا المجال، خصوصا مع وجود التعهدات بتوفر الدعم من الدول الصديقة، كما أن الدول المتقدمة باتت أقل كفاءة بهذا المجال، خصوصا مع ارتفاع أسعار الأيدي العاملة لديها.
وبدأت الفكرة بإنشاء 4 مصانع ضخمة للفولاذ والإسمنت وللتعليب وصفائح القصدير، ومصنع للسيارات، وتقوم على ضرورة مشاركة الملايويين في صياغة مستقبل البلاد، واستوعبت هذه المصانع وتفرعاتها 40% من العمالة المحلية.
ومما تذكره بعض التقارير أنه تم خلال تلك الفترة أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي برأس مال إجمالي وصل إلى 220 مليار دولار، وفرت مليوني فرصة عمل للشعب الماليزي.
برأي البعض ما كان هذا النجاح -الذي حققه مهاتير- إلا مخططا غربيا من أجل لجم أطماع الصين في المنطقة، حيث دفعت الولايات المتحدة حلفاءها في المنطقة إلى ضخ أموال الاستثمارات في السوق الماليزية، وحثتهم على نقل تجارب النجاح إلى هناك، وهو ما وافق هوى مهاتير بالتوجه شرقا، واعتماد سياسة أقل موالاة للغرب.
اهتمام مهاتير بالتعليم دون الجيش والدفاع، وهي نقطة يلج منها معارضو الرجل، لإثبات صحة نظريتهم في أن نهضة البلاد كانت على عين الراعي الغربي الذي لم يسمح لماليزيا بتطوير سلاحها وجيشها، وترك المهمة للوجود الأميركي في المنطقة.
وهو ما أكده مهاتير في إحدى حلقات برنامج “شاهد على العصر” حين قال إنهم اكتشفوا أن الولايات المتحدة باعتهم طائرات “إف 16” بدون الشفرات الأساسية وبدون البرمجة الكاملة التي تتيح لماليزيا الانتفاع بكافة قدرات الطائرة، بما فيها القتالية.
وأضاف أنه تبين لهم أنه لا بد لهم من العودة للولايات المتحدة إذا أرادوا أن يستخدموا الطائرة لغايات قتالية ضد أي دولة، مشددا على أن قرار استخدامها قتاليا يظل مرهونا بإرادة الأميركيين، وأنه أمام هذا الواقع، وجد الماليزيون أن الفائدة الوحيدة التي يمكن أن يجنوها من هذه الطائرات هي استخدامها في العروض العسكرية فقط.!!
Discussion about this post